مسار المعارك في شرق حلب يحكم مفاوضات نيويورك… وغطاء روسي ناري مخططات داعش لتفجيرات عاشوراء… والتمديد لقائد الجيش على الطاولة
كتب المحرّر السياسي
الإعلان عن تقدم جزئي حققه وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في محادثاتهما في نيويورك، تمهيدا للعودة إلى مواصلة المحادثات لإنقاذ التفاهم الروسي الأميركي وابتكار خارطة طريق لتعويمه، جاء بينما التطورات العسكرية في الأحياء الشرقية لحلب، وفي الريف الشمالي الذي يربط بينها وبين مدينة الباب التي تسيطر عليها وحدات تنظيم داعش ويستعد الأتراك لتنظيم حملة للإمساك بها، ويقوم الجيش السوري وحلفاؤه استباقاً لكل تطور قادم بملاقاتها من جهة مخيم حندرات الذي شهد معارك عنيفة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة حقق خلالها الجيش والحلفاء تقدماً واسعاً، فيما كان الغطاء الناري الروسي من الجو والمدمّرات البحرية يمهّد لهجوم بري متوقع في توقيت غير بعيد، على الخطوط الأمامية للجماعات المسلحة التي تسيطر على الأحياء الشرقية لحلب، التي فقدت عدداً من المواقع المهمة في أطراف معبر الراموسة.
مفاوضات نيويورك ومعارك حلب على إيقاع متشابك ومتداخل حتى الإثنين الذي يراه المراقبون حاسماً في رسم مستقبل التفاهم الروسي الأميركي وفرص تطبيقه، بينما ترجح التصريحات عن التقدم البطيء التمهيد لتقدم أسرع يمكن أن يحمله مطلع الأسبوع، قبل أن تحمل مسارات المواجهة في حلب تقدماً أشد سرعة، يفضل الأميركيون تفاديها بتسهيل السير بدمج ثلاثية الهدنة ومرور قوافل المساعدات والتعاون في الحرب على النصرة، على قاعدة إنجاز الفصل بين المعارضة والنصرة.
لبنانياً، تتواصل إدارة الفراغ بالفراغ، ولا يبدو أي تقدم في الأفق رغم المخاطر التي كشفت عنها عملية ضبط الرأس المدبّر لتنظيم داعش في مخيم عين الحلوة، وما كان يحضره من تفجيرات وأعمال قتل لمناسبات إحياء ذكرى عاشوراء، ولا تبدو الحياة السياسية قادرة على مواكبة ما تقدّمه القوى الأمنية والعسكرية ميدانياً في مواجهة الإرهاب ومخاطره، ليصير عدم انكشاف مؤسسة الجيش اللبناني الذي يتقدم المؤسسات الأمنية والعسكرية في حمل مسؤوليات مواجهة الإرهاب، وعدم تعريضها لخطر الفراغ هو سقف ما يمكن توقعه مع اقتراب نهاية الولاية الممددة لقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي يبدو أن التمديد له بولاية ثانية صار على الطاولة مع العجز السياسي عن تعيين قائد جديد.
مخاوف أمنية في عين الحلوة
بين الأمن المفقود والانفجار الممنوع يراوح الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة مكانه بعد يوم على العملية الأمنية النوعية التي نفذتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني باعتقال أمير تنظيم «داعش» في المخيم. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من معظم الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية لمنع أي عمل أمني تجاه الجيش اللبناني ونجاحها حتى الآن، وتحديداً ما تقوم به عصبة الانصار الاسلامية، غير أن مصادر فلسطينية تتخوف أكثر من أي وقت مضى من أعمال أمنية ينفذها أتباع الموقوف لدى استخبارات الجيش عماد ياسين ليس فقط ضد الجيش، إنما داخل المخيم وتستهدف قيادات وطنية واسلامية فلسطينية. ومن المتوقع أن يعقد اجتماع طارئ خلال الساعات المقبلة للقيادة السياسية الفلسطينية للبحث في التطورات الأمنية ودور القوة الأمنية في حفظ الأمن داخل المخيمات، وتحديداً عين الحلوة، وذلك بعد فشل اجتماع اللجنة الأمنية العليا الذي حصل أمس، في عين الحلوة وعدم الوصول الى موقف موحد بشأن الدور الأمني للقوة الأمنية، وتحديداً بعد حصول عمليات اغتيال عدة امام أعينها من دون أن تقوم بدورها.
مخطط لاستهداف تجمعات عاشورائية
وأكدت مصادر عسكرية لـ «البناء» أن «داعش» تلقى ضربة في مخيم عين الحلوة أدخلته في مرحلة خلل بالتوازن، مشيرة إلى أن «هذا التنظيم يحتاج الى فترة لتحضير عمليات إرهابية، فالعملية النوعية التي نفذتها مخابرات الجيش قطعت الطريق على عمليات كان يخطط لها هذا التنظيم». واعتبرت المصادر أن «هذه الفترة ستكون كافية لتتابع الأجهزة الأمنية عملياتها الاحترازية والاستباقية لتقطع الطريق على هذه الخلايا».
وتابعت المصادر: «ليس من السهل على تنظيم داعش أن يبني خلية محترفة وفاعلة خلال يوم أو يومين، فهو يحتاج إلى أشهر، فخلية عين الحلوة، بدأ تشكيلها منذ سنتين، وكان التنظم الإرهابي مطمئن أنها تتواجد في بيئة آمنة ولم يضع في حساباته أنه بحاجة إلى بديل، فعماد ياسين فلسطيني ويقيم في مخيم فلسطيني».
ولفتت المصادر إلى «أن الإرهابي ياسين كان يحضر لاستهداف بعض التجمّعات المدنية في مراسم عاشوراء التي تبدأ الأسبوع المقبل، بعدما فشلت محاولات استهداف احتفالات عيد الأضحى».
قهوجي: الوضع تحت السيطرة
وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «الأوضاع الأمنية تحت السيطرة، وأن الجيش لديه كامل القدرة على مواجهة الإرهاب، وحماية الاستقرار الوطني بمعزل عن الظروف المحيطة بالوطن».
ونوّه قهوجي خلال تفقّده اللواء اللوجستي في كفرشيما، بالعملية النوعية الدقيقة والاحترافية التي نفذتها قوّة من مديرية المخابرات يوم أمس، وأدّت إلى توقيف أمير داعش في مخيم عين الحلوة، ما جنّب البلاد تفجيرات دموية كان الموقوف مع شبكة تابعة له بصدد تنفيذها في العديد من المناطق اللبنانية.
وبانتظار أن يعود رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه في الدعوة إلى جلسة لمجلسة الوزراء، لا سيما أن لقاءاته ووزير الخارجية جبران باسيل في نيويورك لم تأت على الملف الحكومي لا من قريب ولا من بعيد، إنما حصرا اهتمامهما بملف النازحين تاركين حل أزمة الحكومة لحين عودتهما.
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ «البناء» أن «الاتصالات تنشط لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل». لكنه استدرك قائلاً: «إذا لم تعقد الجلسة، ولم تقر التعيينات العسكرية فسيصدر وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قراراً بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي لمدة سنة، على أن يسرح رئيس الأركان وليد سلمان ثم يستدعى من الاحتياط لمدة ستة أشهر».
وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ «البناء» أن لا جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، فالاتصالات لا تزال تراوح مكانها»، مشيراً الى أن استدعاء وزير الدفاع سمير مقبل رئيس الاركان من الاحتياط بعد تسريحه يجب أن يستند الى دراسة قانونية وإلا يكون الاستدعاء مخالفاً لقانون الدفاع».
وأكد مقبل من جهته أنه «إذا دعا رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة في 29 الشهر الحالي مسؤوليتي أن اقترح 3 أسماء لقيادة الجيش ليحصل التعيين، وهم بالتراتبية لا شخص مفضل على آخر»، مشيراً الى أنه إذا لم يتمكن مجلس الوزراء من التعيين قبل الساعة 12 من مساء الخميس المقبل فسـيكون قد أُخذ القرار بالتمديد». وتابع: «إذا لم يمر التمديد لرئيس الأركان فالفتاوى موجودة، أريد حل المشكلة بالنسبة للمؤسسة العسكرية ولن أترك فراغاً في المؤسسة العسكرية وسنجد الفتوى المناسبة للتمديد».
سلامة: حريصون على سلامة القطاع المصرفي
في سياق آخر، شدّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على «ضرورة تطبيق المعايير الدولية وإصدار الأنظمة المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في المنطقة، وهذا ما حصل في لبنان حيث حرص البنك المركزي خلال سلسلة من التعاميم على تطوير الهيكلية اللازمة للمحافظة على سلامة القطاع المصرفي وحمايته من مخاطر السمعة وبالتالي تعزيز الثقة به من قبل المصارف المراسلة». كما أشار الى ضرورة «تكثيف التعاون والتواصل من قبل جميع المصارف في المنطقة مع دوائر الامتثال لدى البنوك المراسلة، لما لذلك من دور في الحدّ من سياسات تقليص المخاطر «De-Risking» وحماية النظام المالي والمصرفي في دولنا العربية».
أزمة نفايات كسروان إلى الحل؟
على صعيد أزمة النفايات في المتن كسروان، عقد اجتماع أمس ضمّ لجنة النفايات ووزير الداخلية نهاد المشنوق في وزارة الداخلية تمّ خلاله الاتفاق على استئجار قطعة أرض من أحد الأديرة ما يسهل إيجاد حل لنفايات كسروان». وأكد رئيس بلدية غوسطا زياد شلفون أننا «وجدنا معملاً لمعالجة النفايات الصلبة في البلدة الأمر الذي يحل مشكلة نفايات كسروان وأن وزير الداخلية أعطى الموافقة المبدئية».
ورجحت مصادر مطلعة على الملف لـ «البناء» أن «يتم التوصل الى حل لأزمة النفايات في كسروان خلال الأسبوعين المقبلين»، متوقعة أن يتم الانتهاء من تجهيز خلية النفايات في مطمر برج حمود في السابع من الشهر المقبل كما تعهد متعهد التلزيم، إلا أن المصادر تخوفت من وضع العراقيل أمام هذا الحل وأوضحت أن «هذا الحل هو «ترقيع» في إطار الحل المؤقت لمدة سنتين وليس الحل النهائي»، مشيرة الى أن «العقار المستأجر في غوسطا سيستقبل 300 طن يومياً من نفايات المنطقة مع فرز ومعالجة».
ونقلت وسائل إعلامية عن وزير الزراعة أكرم شهيب، أن «71 بلدية في المتن وكسروان سترفع النفايات عن الشوارع بعد أن أمنت أراضي لوضع النفايات فيها».
حكيم: بداية إيجابية للحل
وقال وزير الإقتصاد المستقيل ألان حكيم لـ «البناء إن ما توصلت إليه لجنة النفايات مع وزارة الداخلية هو ما كنا ندعو إليه منذ أشهر عدة، وهو اجتماع الفريق الفني المختص بملف النفايات مع وزيري الداخلية والبيئة لإيجاد حلول بالتعاون مع البلديات لفرز ومعالجة النفايات وليس طمرها بشكل عشوائي من دون مراعاة المعايير البيئية والصحية»، مذكراً بالكتابين اللذين أرسلهما الى وزير الداخلية ويحملان مضمون الحل نفسه الذي توصلوا إليه في اجتماع الأمس ولم يستجب المشنوق في البداية». وأبدى حكيم ترحيب حزب الكتائب بهذا القرار، معتبراً أنه «لو حصل ذلك منذ بداية الازمة لما شهدنا هذه التحركات في الشارع»، مشدداً على أن القرار هو بداية حسنة وإذا ما استمر فسنصل الى حلول إيجابية يكون للبلديات الدور الأساسي، حيث تعمل كل منطقة على فرز ومعالجة نفاياتها كحل مؤقت».
ووقع الوزير المشنوق أمس، مشروع مرسوم توزيع عائدات البلديات من الصندوق البلدي المستقل عن العام 2015 وقيمتها 525 مليار ليرة وأحاله إلى وزارة المال.