لافروف: فريق الحرب في كييف يحظى بدعم واشنطن
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «فريق الحرب» في كييف يحظى بدعم خارجي خصوصاً من قبل واشنطن، وأنه يسعى إلى إفشال عملية السلام كل مرة عندما تظهر فرصة للتقدم نحو تسوية الأزمة.
و خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القرغيزي إيرلان عبدلديوف في موسكو أمس، أكد الوزير الروسي أن هؤلاء الذين يدعمون سيناريو الحرب والعناصر المتطرفة في كييف يتحملون مسؤولية كبيرة في استمرار إراقة الدماء، بل ويضعون أفعال الرئيس الأوكراني الحالي في موضع الشك، مؤكداً أن واشنطن وغيرها من العواصم الأوروبية ستدرك ذلك.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة لا تستطيع الحديث عن تعديل الاتفاق حول مجلس «روسيا الناتو» بمفردها لأن جميع الدول الأعضاء في الناتو وافقت على هذه الاتفاقية، وأضاف أنه يمكن فقط الانسحاب من هذا الاتفاق من جانب واحد.
وأكد لافروف أن بلاده مستعدة للنظر في اقتراحات جديدة من قبل مجموعة الاتصال بشأن خطة بوتين الرامية إلى تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا، ومستعدة لتوضيح بنود خطة الرئيس بوتين وللإصغاء إلى مواقف كييف وجنوب شرق أوكرانيا بشأنها، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار كخطوة أولية.
وأضاف الوزير الروسي أن على ممثلي كييف وجنوب شرقي أوكرانيا إدراك مسؤولياتهم أمام الشعب وإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق، مؤكداً أن الجانب الروسي فعل وسيفعل كل ما بوسعه من أجل تجسيد الاقتراحات الخاصة بإطلاق الحوار وتسوية الأزمة الأوكرانية.
وأضاف الوزير لافروف إن موسكو وبشكيك على قناعة بضرورة وقف العنف وإطلاق النار في أوكرانيا فوراً ومن دون شروط وإطلاق المفاوضات بين الأطراف المتنازعة كافة، مؤكداً ضرورة إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا بمشاركة القوى السياسية كافة ومناطق البلاد، ناهيك عن تأمين إرسال مساعدات إنسانية للمحتاجين في المناطق المتضررة بشرق البلاد.
وخلال لقائه رئيس الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إيلكا كانيرفا في موسكو أمس، أعرب الوزير الروسي عن أمله في أن تستجيب كييف ودونيتسك ولوغانسك لاقتراحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي وردت في خطته السلمية.
وأكد لافروف أن موسكو مستعدة لمساعدة طرفي النزاع في المضي قدماً نحو تحقيق استقرار الوضع في إطار مجموعة الاتصال وبالتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مشيراً إلى أن خطة الرئيس بوتين للسلام تهدف إلى مساعدة سلطات كييف ومسلحي جنوب شرقي أوكرانيا على التوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات اللازمة لتخفيف التوتر وتنفيذ هذه الخطوات.
وأضاف أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يمكن أن تلعب دوراً مركزياً في تأمين مراقبة دولية للاتفاق المحتمل حول وقف إطلاق النار، وشكك في الوقت ذاته بصدق نيات بروكسيل وواشنطن في ما يتعلق بحل الأزمة الأوكرانية.
وأشار الوزير الروسي إلى وجود عدد كبير من مبادرات السلام، قائلاً إن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي أقرت هي الأخرى تلك المبادرات ليست مهتمة بتنفيذها، مشيراً إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة رفضتا تحت ضغط الغرب بيان جنيف، وإن «الشركاء الغربيين رفضوا مبادرة ديديه بوركهالتر الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون»، مشيراً إلى أن «كل هذه الخطوات تثير شكوكاً كبيرة بشأن صراحة ما تفعله بروكسيل وواشنطن».
من جهة أخرى، أكد لافروف أن المنظمة يجب أن تضمن أسس التعاون في أوروبا التي لن تسمح بوقوع استفزازات مشابهة لما حدث في أوكرانيا، مشدداً على أن ما يحدث في أوكرانيا هو حرب أهلية، مشيراً إلى «تصفية مدنيين» في جنوب شرقي البلاد. وقال إن موسكو اعتبرت منذ بداية الأزمة ضمان الوحدة الوطنية في أوكرانيا أهم القضايا.
وأكد لافروف أن المنظمة يمكن ويجب أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً لحل قضايا الأمن الأوروبي، وقال: «نحن مقتنعون بأن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يمكن ويجب أن تعمل بنشاط أكبر على حل القضايا الأساسية في مجال الأمن الأوروبي العام».
من جهة أخرى، أكد كانيرفا أنه لا يمكن حل الأزمة الأوكرانية عسكرياً، داعياً إلى إيجاد حل سياسي وإطلاق حوار سياسي، ومطالباً جميع الأطراف المعنية بالامتناع عن الاستفزازات، مؤكداً ضرورة وقف تدفق الأسلحة والعسكريين عبر الحدود.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي أن مبادرة بعض القوى في كييف بشأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي تمثل محاولة لتقويض عملية السلام، مؤكداً خلال لقائه أمس ثوربيورن ياغلاند الأمين العام لمجلس أوروبا: «نحن سنواجه من حين إلى آخر أزمات مشابهة للأزمة الأوكرانية ما لم نتخلَّ عن محاولة تثبيت الخطوط الفاصلة في أوروبا ونقوم بجدية بضمان مبدأ عدم تجزئة الأمن، أي ما لم نحل القضايا الأوروبية المشتركة».
وقال لافروف إن بلاده، شأنها في ذلك شأن العديد من الدول الأوروبية، تسعى إلى أن ينتصر الشعب الأوكراني بجميع مكوناته، مشيراً إلى أن واشنطن تريد إملاء إرادتها.
وفي السياق، أعرب الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو عن أمله في إجراء مفاوضات حول تسوية النزاع سلمياً في جنوب شرقي أوكرانيا في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية اليوم، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية أمس.
وأضاف البيان أن «الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أعرب عن أمله في أن مجموعة الاتصال الثلاثية ستبدأ الجمعة اليوم مفاوضات حول تسوية الوضع في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك سلميا، وكذلك ستقوم بخطوات حقيقية من أجل إحلال السلام».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أندريه ليسينكو إن خسائر كييف منذ بداية العملية العسكرية في مقاطعتي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك تبلغ 837 قتيلاً و3044 جريحاً.
وأضاف في تصريح للصحافيين أمس أنه ستُدقق هذه المعلومات بعد انسحاب القوات الأوكرانية التي لا تزال محاصرة في ضواحي مدينة إيلوفايسك شرق البلاد، في حين أفاد رئيس أركان قوات الدفاع الشعبية أن القوات الأوكرانية فقدت في المعارك في شرق البلاد في آب أكثر من 3600 شخص بين قتيل وجريح إضافة إلى حوالى 220 دبابة وأكثر من 480 مدرعة و14 طائرة و10 طائرات بلا طيار.