كاميرون لا يستبعد اتخاذ إجراء ضد «الدولة الإسلامية» الإرهابي
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه لن يستبعد أي إجراء في ما يتعلق بعمل عسكري ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي، الذي يحتجز بريطانياً، مشيراً إلى أن أي إجراء، بما في ذلك الغارات الجوية، يجب ألا يكون «تدخلاً غربياً يتجاوز الدول المجاورة».
وأضاف كاميرون عن احتمال اتخاذ إجراء عسكري: «أنا بالتأكيد لا أستبعد أي شيء، وينبغي أن نسعى وراء مصالحنا الوطنية» وأضاف: «أهم شيء يجب اعتباره هو ألا يكون هذا تدخلاً غربياً يتجاوز الدول المجاورة، ويؤثر في الآخرين».
ولفت رئيس الوزراء البريطاني أن المطلوب هو «استراتيجية لمساعدة من على الأرض، ووجود حكومة عراقية فاعلة، وقوات البيشمركة أيضاً تؤدي دوراً، ثم علينا أن نسأل بعد ذلك عمّا يمكن أن نفعله أكثر للمساعدة. هذا هو السبيل». وأضاف: «ليس هناك حل عسكري سهل وبسيط»، لكن «الطريق صعبة وطويلة الأمد، وبحاجة إلى استخبارات»، وليس مطلوباً التدخل من جانب واحد.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده بدأت تشكيل ائتلاف دولي يشمل عدداً من الدول العربية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي، ووصف تصرفات التنظيم بالوحشية التي تماثل ما حدث في القرون الوسطى.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن كيري أجرى اتصالات هاتفية بهذا الشأن مع مسؤولين من «إسرائيل» والأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر إضافة إلى إيطاليا وأستراليا.
من جانب آخر، سيترأس الرئيس الأميركي نهاية الشهر الجاري جلسة خاصة لمجلس الأمن في نيويورك على مستوى قادة الدول لمناقشة خطر المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في العراق وسورية.
في حين طالب نواب في البرلمان الأردني حكومتهم بعدم الانضمام لحلف يسعى إلى محاربة «الدولة الإسلامية» الإرهابي، وحذر النواب في مذكرة قدمت إلى رئيس المجلس النيابي عاطف الطراونة من أثر الحرب ضد التنظيم على الوضع الداخلي في المملكة.
وكان كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما، حذرا في مقالة مشتركة في صحيفة» تايمز» البريطانية من «النهج الانعزالي»، وقال كاميرون إن بريطانيا لن تدفع فدية لتحرير الرهينة البريطاني البالغ من العمر 44 سنة، مؤكداً أنه «يراقب شخصياً» جهود الحكومة لضمان إطلاق سراحه.
جاء ذلك في وقت قال مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب ماتيو أولسين إن مساحة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي تساوي أراضي بريطانيا.
وأضاف في خطاب ألقاه في معهد بروكينغس في واشنطن إن التنظيم الذي يضم بحسب معلوماته أكثر من 10 آلاف من المقاتلين، عرض نفسه كقوة قتالية فعالة مشيراً إلى أنه يسيطر حالياً على الأراضي بين نهري دجلة والفرات التي تساوي مساحتها مساحة بريطانيا.
وأفاد أن دخول التنظيم المتأتية من بيع النفط والتهريب والفداءات تبلغ مليون دولار يومياً، مؤكداًَ أن التنظيم يعتبر نفسه «زعيماً جديداً للجهاد العالمي» ويتمتع بوسائل الدعاية الأكثر تطوراً مقارنة بالجماعات المتطرفة الأخرى.
وأوضح في الوقت نفسه، أنه لا تتوافر لدى الاستخبارات الأميركية في الوقت الراهن معلومات حول خطط «الدولة الإسلامية» للقيام بأعمال إرهابية في الأراضي الأميركية. وقال: «نعرف أن أكثر من 12 ألفاً من المقاتلين الأجانب بمن فيهم أكثر من ألف أوروبي وأكثر من مئة أميركي وصلوا إلى سورية خلال السنوات الثلاث الأخيرة»، مؤكداً أن كثيراً من المقاتلين الأجانب انضمو إلى التنظيم الإرهابي.
وأفاد أولسين أن هيئة التحقيقات الفدرالية الأميركية «اعتقلت أكثر من 6 أشخاص كانوا يخططون للتوجه من الولايات المتحدة إلى سورية لدعم «الدولة الإسلامية».