أهالي العسكريين: احذروا غضبنا

لم يكد يمضي يوم واحد على تشييع شهيد الجيش اللبناني علي السيد، حتى قامت مجموعة مسلحة من إرهابيي «داعش» بإعدام المواطن كايد غدادة من بلدة عرسال، والذي كان قد خطف من البلدة منذ أقل من أسبوع، في وقت ما زالت قضية العسكريين المخطوفين والمفاوضات المتعلقة بتحريرهم مدار بحث في الحكومة وانتظار موجع للأهالي الذين ما زالت صور الجندي علي مذبوحاً على أيدي الإرهابيين تقضّ مضاجعهم، وتزيد من قلقهم على مصير أبنائهم العسكريين.

وبالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، نفذ أهالي العسكريين المخطوفين اعتصاماً صباح أمس، أمام السراي الحكومية، مطالبين بحلّ قضية أبنائهم المخطوفين. وافترش الأهالي الأرض رافعين صور أحبائهم ولافتات تحمّل الدولة مسؤولية ما حصل وسيحصل لأبنائهم، داعين الحكومة إلى أخذ القرار الجريء والشجاع للإفراج عنهم وإلا «فسيتوجه البقاع إلى فتنة لا يستطيع أحد أن يتحمّلها». وإذ أعلن الأهالي أنهم لن يغادروا قبل معرفة ما ستقرره الحكومة في قضية العسكريين، جدّدوا مطالبتهم إياها القبول بمبدأ «المقايضة»، وتفويض «هيئة علماء المسلمين» والشيخ مصطفى الحجيري المساعدة في حل القضية. كما حملوا رئيس بلدية عرسال وأهالي البلدة مسؤولية ما حصل.

دعوة إلى اعتقال الوزراء

وبعد أن انتظر الأهالي طويلاً، من دون أن يتبلغوا قرار الحكومة في ملف أبنائهم، وجه الأهالي نداء إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، دعوه فيه إلى اعتقال جميع الوزراء ومبادلتهم بالجنود المحتجزين عند المسلحين.

الحاج حسن

وفي سياق متصل، علقت عائلة الجندي المخطوف علي الحاج حسن في بيان، على «ما تناقله بعض وسائل الإعلام من تصريح نسب إلى العائلة، وحمل مفردات لا تتوافق وقناعتها وموقفها من قضية ابنها، فأوضحت أنها مع «ما تتخذه لجنة أهالي الجنود المخطوفين من قرارات ومواقف تساهم في إطلاق سراح الجنود وإعادتهم سالمين إلى ذويهم ووطنهم، واستخدام كل السبل لحماية حياتهم».

وإذ جددت «مطالبة الدولة اللبنانية بالقبول بمبدأ التفاوض مع الخاطفين»، دانت «السكوت عن وجع وأسر الجنود واللامبالاة بمشاعر الأهالي المفجوعين والتخلي عن معرفة مصيرهم».

ولفتت إلى أنها «غير مسؤولة عن أي تصريح أو كلام يصدر خارج إطار العائلة، ولا تتبنى في هذه القضية الوطنية سوى ما يصدر حصراً عن والد الجندي المخطوف السيد يوسف الحاج حسن أو عن شقيقه الشيخ محمد الحاج حسن، حرصاً على دقة المتابعة، ومنعاً للتشويش والوقوع في مواقف غير مسؤولة».

قطع طريق في البداوي

وفي البداوي قطع أهالي العسكريين، بمشاركة أهالي الشهيد علي السيد، الطريق الدولية الذي يربط طرابلس بعكار في منطقة البداوي قرب مصفاة طربلس لبعض الوقت، ونفذوا اعتصاماً حاشداً طالبوا خلاله بتسريع المفاوضات مع المسلحين وإطلاق أبنائهم في أسرع وقت ممكن. ورفع المعتصمون صور الجنود الأسرى ورددوا شعارات تنادي بإسقاط الحكومة.

وتحدث باسم المعتصمين الشيخ عمر حيدر مناشداً الدولة اللبنانية «الإسراع في إجراء حوار جدي من أجل الإفراج عن الجنود المخطوفين». وقال: «نريدهم أحياء لا امواتاً لأنّ هؤلاء الجنود ذهبوا للدفاع عن الوطن وليسوا تجار حشيشة فهم لكل الوطن». وأعلن حيدر أنّ الاعتصام المقبل «سيكون أمام القصر الحكومي في حال لم يتم العمل بشكل جدي من أجل تحرير جنود الوطن». كما أطلقت أمهات الجنود المخطوفين صرخة طالبن فيها بالإسراع في عودة أبنائهن سالمين إلى أحضانهن.

معادلة «النصرة» للتبادل

وعلى خط المفاوضات للإفراج عن العسكريين، أشار الشيخ مصطفى الحجيري في تصريح إلى «أنّ هناك بعض الأخذ والردّ بين وسطاء النصرة والحكومة»، لافتاً إلى «أنّ المفاوضات مستمرة لإطلاق سراح العسكريين».

وفي هذا السياق ذكرت قناة الـ «LBC» معلومات عن «أنّ جبهة النصرة أبلغت وسطاء أنها لن تفرج عن عسكريين جدد إلا في إطار عملية تبادل»، مشيرة إلى «أنّ الوسطاء تبلغوا من أبو مالك أنه يطالب بـ 15 موقوفاً إسلامياً في مقابل كل عسكري مخطوف ولن يتقدم بلائحة أسماء قبل موافقة الحكومة على مبدأ التبادل».

ولفتت القناة إلى «أنّ الوسطاء حاولوا ليل أول من أمس، الإفراج عن عسكري من آل مشيك يعاني من وضع صحي إلا أنّ النصرة رفضت وأبلغتهم أنها أمنت له كل ما يلزم».

القلق يتزايد شمالاً

بينما يسود الحذر والترقب مناطق الشمال وسط معلومات عن وجود مسلّحين في جرود الضنية ينتمون إلى تنظيمات إرهابية يخططون لاستهداف المسيحيين في المنطقة، نفى عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد زهرمان هذه المعلومات مطمئناً «أن لا شيء يُنذر بوجود خطر في عكار».

وأشار في تصريح لـ «المركزية» إلى «وجود تحريض ضدّ عكار والضنية»، معتبراً «أنّ الهدف من ذلك هو تخويف المسيحيين ودفعهم إلى الأمن الذاتي»، مطمئناً إياهم «أنّ ما يُصيبهم يُصيبنا».

وإذ لفت إلى «وجود طرف معيّن يبثّ الشائعات ويزرع التفرقة بين أهل عكار»، نفى ما يتردد عن وجود نيّة لاستهداف النازحين السوريين في عكار انتقاماً لاستشهاد الرقيب علي السيد»، وقال: «إننا نحتضن النازحين إذا بقوا ضمن حدود اللياقة واحترام القانون».

ظهور مسلح بقاعاً

وبعد تردد معلومات عن ظهور مسلح في بلدة الصويري في البقاع الأوسط أمس، أشارت مصادر إلى أنّ الجيش اللبناني نفذ انتشاراً أمنياً في المنطقة، وضرب طوقاً حول ثانوية البلدة كما نفذ بعض المداهمات فيها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى