الراعي جال في أبرشيّة زحلة المارونيّة: بتضامننا ووحدتنا نستطيع تجاوز الخلافات
تابع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس زيارته الراعويّة إلى أبرشيّة زحلة المارونية، والتي بدأها أول من أمس، برفع الصلاة في كنيسة القديس يوحنا بولس الثاني في مطرانيّة زحلة المارونيّة، في حضور راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزف معوض، والمطارنة: حنا علوان وطانيوس الخوري، كهنة ورهبان وراهبات منطقة البقاع.
بعد الصلاة، شكر راعي الأبرشيّة الراعي على زيارته الراعويّة والأبوية، مؤكّداً «أهميّتها بالنسبة لأبناء المنطقة الذين يرون في رأس الكنيسة الراعي الصالح الساهر على خرافه».
بدوره، وجّه الراعي تحيّة لراعي الأبرشيّة وللرهبانيّات النسائيّة والرجاليّة في الكنيسة. ثم انتقل إلى بلدة الفرزل، حيث نظّم له الأهالي استقبالاً شعبيّاً حاشداً، وكان في استقباله نائب رئيس اتحاد بلديّات البقاع الأوسط رئيس بلديّة الفرزل ملحم الغصان وأعضاء البلديّة، في حضور رئيس أساقفة زحلة للروم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، الرئيسة العامة لراهبات مدرسة المخلصيّات منى وزان، ورئيسة مدرسة المخلصيات في الفرزل لوريس رعد، وراهبات الدير ومخاتير بلدة الفرزل وفعاليّاتها.
وأعرب الراعي عن سعادته وارتياحه للاستقبال الذي نظّمته بلديّة ورعيّة الفرزل، وقال: «عندما نتكلّم عن الوجود المسيحي، نتكلّم عن الحضارة والثقافة الضروريّة في هذا الشرق. لا نستطيع أن نقول يوماً، ومهما كانت الصعوبات، أنّ هذا البلد ليس بلدنا. هذا الكلام نسمعه للأسف من كثيرين من الناس، وبخاصة من بعض الشبيبة».
وختم الراعي: «بتضامننا وتكاتفنا ووحدتنا نستطيع أن نتجاوز كلّ الخلافات. ولبنان لجميع أبنائه، وهو قائم على التنوّع والتعدّدية، وعندما يفقد التنوّع والتعدّدية وعندما يعتمد على الأحاديّة، يفقد كل قيمته».
وتوجّه الراعي إلى بلدة نيحا، حيث رفعت الصور العملاقة واللافتات المرحّبة باسم العائلات والفاعليّات من أبناء البلدة. وكان في استقباله رئيس بلديّة نيحا حنا الفخري ومختار البلدة عماد رميلي، السيد باتريك الفخري على رأس وفد من عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري.
وتجمّع المؤمنون أمام كنيسة مار أنطونيوس الكبير لاستقباله، حيث أُلقيت الكلمات الترحيبيّة.
بعدها رفع البطريرك الستارة عن لوحة تذكاريّة على جدار الكنيسة الخارجي لتدوين ذكرى الزيارة، ثمّ وقّعها.
وحيّا الراعي الأبرشيّة، وقال: «في نيحا هناك جذور وأصول وليس هناك مكان للإحباط، في هذا اللقاء أقول لكم نحن أبناء الرجاء على الرغم من وجود أسباب كثيرة لليأس والقنوط».
وأضاف: «نحن لا نتطلّع دائماً إلى خلاص الوطن على يد المسؤولين السياسيّين، إنّنا نحن أيضاً مسؤولون عن خلاص هذا البلد، وإذا بنى كلّ منّا وطنه من بلدته وعائلته، عندها يُبنى الوطن، الذي أؤكّد وأقول: إنّنا نتحمّل جميعنا مسؤوليّة إصلاح وبناء هذا البلد».
ووصل الراعي في محطّته الثالثة إلى كنيسة مار جرجس للموارنة في أبلح، وكان في استقباله رئيس البلديّة روبير سمعان، رئيس المباحث الجنائيّة في قوى الأمن الداخلي العميد موريس أبو زيدان، وكاهن الرعيّة موسى عقيقي.
وألقى الراعي كلمة، قال فيها: «قيمة لبنان أنّه بلد التعدديّة والتنوّع، ما جعله يتميّز بين كل البلدان، لذلك نحن حريصون على الحفاظ على هذه التعدديّة، لأنّها تولّد الديمقراطية والتكامل. أنا أحيّيكم لأنّكم سياج هذا الوطن، وأحيّي الجيش الذي اتّخذ موقعاً له في هذه البلدة، وأحيّي القوى الأمنيّة جميعها الموجودة معنا».
وأضاف: «الأزمة التي نعيشها في لبنان ليس لها خلاص إلّا في شعبه، وليس علينا انتظار غيرنا، لكن علينا تحمّل مسؤوليّتنا، وعلى الهيئات المدنيّة كبلديات ومخاتير أن تُشعر شعبها أنّ الدولة والكنيسة موجودة إلى جانبكم. الرب يقول لكم أنا معكم لا تخافوا».
بعدها، انتقل الراعي إلى كنيسة السيدة للروم الكاثوليك لتبريكها.
و ترأّس الراعي قدّاساً في باحة مدرسة مار روكز للرهبانيّة الأنطونية في رياق، وأكّد في عظته «أنّنا كمسلمين ومسيحيّين مطلوب منّا الكثير، والأهم بناء وحدتنا الوطنيّة ومكوّنَيها المسلم والمسيحي، لنقول للعالم الذي لا يؤمن بهذا العيش المشترك، إنّنا نشهد أنّه ليس عندنا سوى العيش معاً أدياناً وثقافة وحضارات».
وأردف: «مؤسف ما يجري في الشرق، فهو هدم لما بنيناه سويّة كمسلمين ومسيحيّين، ومن خلالكم أصحاب الفضيلة، أحيّي الطائفة الشيعيّة وكل الطوائف الإسلاميّة. إنّ الرب يدعونا مجدّداً في قلب المحن والحروب التي نعيشها، ليؤكّد لنا أنّ من يصبر يخلص».
وأفيد أنّ عشائر من بلدة الفاعور، استوقفت الموكب البطريركي الذي كان في طريقه إلى كفرزبد، وقد ترجّل الراعي، من الموكب، وتحادث مع المحتشدين الذين نحروا الخراف له، وسط هتافات تدعو له بطول العمر والعافية.