الحبر المرّ

بين يدَيّ العدالة الملكية، وقع القلم الحرّ ناهض حتّر شهيداً. قرار القتل اتخذه مشايخ السوء والفتنة قبل قرار قضاء النظام الأردني إخلاء سبيل القلم الذي يحاكَم بتهمة إسالة الحبر الأسود لوقف سفك الدم الأحمر.

لم تكن معركة ناهض وحده، هي معركة الأمة التي تمزّقها سكاكين الفتنة والغدر التكفيريّ، الأمة التي رفع الشهيد المغدور راية الدفاع عنها.

الشهيد الذي اختلفنا معه في أكثر من نقطة، تعلّمنا منه السجال بالكلمة بدل الرصاصة، وإهدار الحبر كثيراً بدل إهراق الدماء، كما يفعل من قتلوه غدراً وغيلة، وكأنما كان قلمه الاستشرافيّ الحاذق يحذّر من سطوة هذا العقل المحشوّ بالجهل والبارود والرصاص والديدان.

لم يمسّ قلم ناهض الذات الإلهية التي ينزّهها عمّا يفعله القَتَلة، بل مسّ شعاعُ فكره تلك اللحى المليئة بفيروسات القتل وجراثيم الفتنة، وضرّجها بحبر الحقيقة المرّ.

ناهض حتّر تبوّأ مكانه بين القدّيسين والفادين لهذه الأمة، يصعدون الجلجلة فالحياة وقفة عزّ، وأنت الفادي العزيز يا شهيد، وقاتِلوك هم الإذلاء. ومن خلفهم كلّ الحكّام والأنظمة التي ترعى التكفيريين والإسلام السياسيّ وتستخدمهم كمخلب قطّ لمواجهة المقاومة والعروبة.

باسل ديوب ـ كاتب سوري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى