ناهض حتر.. فدائيّ المقاومة والكلمة الموقف
ناهض حتر.. فدائيّ المقاومة والكلمة الموقف
في البدء كان الصوت.
والصوت كان ذاته. وإذ تردّد اتسع المدى فكان العالم والوجود.
والمقاومة صوت. حضور. بهاء. قامة لا تسقط.
وكان عند الله وبقي حارس الكون ليستمر متوازناً عادلاً.
ناهض حتر ارتقى أمس شهيداً، تضرّج بدمه عزاً، وأثبت مجدداً أن القامات الرجالات قد تُصلب. قد تُدقّ في جسومها مسامير الغدر ورصاص الجبن ونذالة الخيانة وتفاهة الصغارة وبيع الروح والنفوس بثلاثين من فضة، بل بسعر أزهد بكثير!
مَن القاتل؟!
ربما ملك بما هدّد وتوعد!
ربما رئيس وزرائه كرئيس سلطة تنفيذية!
ربما وزير داخليته أمر بالاعتقال وساوم على مواطن بمستوى ناهض ليرضي شريحة واسعة نافذة منتشرة في الأردن تهدد بفتاوى ذبح وقتل وسحل!
ولا شك في أن اليد التي أمسكت المسدس وأطلقت النار، ضبطت جانية ظالمة غادرة مجرمة!
الجريمة لا تقتصر فقط على مَن يقف في محور تكفير وإرهاب ويقتل أو يكذب أو يخون.
الجريمة أيضاً حيث هناك مَن يسكت ويجبن ويقبل أن يُقتل الصوت فينا.
أن يُغتال النبض!
أن يُستسقى الدم لتكون كرامة.
الموقف لتُرفع القبضات ضد الطغاة. أكانوا في السلطة أم بين أوساط شعبنا.
نحن في قيامة تستحق أن نقف شعباً واحداً موحداً عتيّاً بالحق ضد قاتليه.
أكان مقتلنا أمام قصور حكامنا الفارغة أم الملأى.
أكان مقتلنا أمام قصور عدلنا المتلكئ عن حماية دمائنا فلا تتسرّب على أرصفة انتظار الانتصار!
ومهما كان.. ومهما سيكون.
فنحن منتصرون بناهض حتر، وبأي ناهض منا!
ولا بدّ للانتصار من أثمانٍ. والمقاومون مستعدّون لتقديم أزكى الشهادات.. وهي شهادة الدم.
أمس كان يومك يا شهيدنا الكبير.. هو يوم فداء قومي لوحدة سورية وإسقاط ما يعيق فعل الروح الواحدة، لتلغي ما فرّق بينها، كما كنت تقول. وقولُك الحق.
والبقاء للشهداء ببقاء الحق الذي يفتدون!
هـ.ح.