عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي تُشعل أزمة جديدة في المنظمة

عزم المغرب على العودة إلى حضن الاتحاد الأفريقي، بعدما كان قد انسحب منها قبل نحو ثلاثين عاماً.

وفور توجيه المغرب طلباً رسميّاً إلى رئاسة الاتحاد، بعثت 28 دولة أفريقيّة عضواً في الاتحاد رسالة إلى الرئيس التشادي بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، تُعلن فيها ترحيبها بقرار المملكة العودة إلى الاتحاد.

لكنّ جبهة البوليساريو، التي تمتلك مقعداً في الاتحاد الأفريقي، ترفض عودة المغرب، وتعدُّها خطوة لتقسيم المنظمة الأفريقية، وتشاطرها في الموقف نفسه الجزائر التي ترى اشتراط المغرب خروج الصحراء الغربيّة من الاتحاد الأفريقي أمراً غير مقبول.

وملامح الصراع الجديد بين المغرب والجزائر بدأت تظهر للعلن نتيجة تباين مواقفهما من قضيّة الصحراء الغربيّة، وخاصّة مسألة طرد الصحراء من عضويّة الاتحاد الأفريقي. ويبدو أنّ الجزائر ستقف بقوة أمام مساعي جارتها في هذا الاتجاه، وقد يؤدّي تبنّي الاتحاد الأفريقي وجهة نظر إحدى الدولتين إلى انسحاب الأخرى من عضويّته.

وبالتوازي مع الجهد الدبلوماسي الكبير الذي يقوم به المغرب، تحشد الجزائر وسائلها الدبلوماسيّة كذلك للتصدّي لطرد الصحراء. وقد صرّح رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، بأنّ طرد الصحراء الغربيّة من الاتحاد الأفريقي غير ممكن من الناحية القانونيّة لأنّها عضو مؤسّس، في إشارة إلى أنّها كانت عضواً لدى تحوّل المنظمة الأفريقيّة من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي.

وقد انعكست المواجهة الدبلوماسيّة بين الجارين المغاربيّين داخل الاتحاد في شكل اصطفافات للدول الأعضاء بين مؤيّد ومعارض لموقف كل منهما. وهكذا، وقّعت دول عدّة ملتمس المغرب القاضي بعودته إلى الاتحاد مقابل خروج الصحراء الغربيّة، وعلى رأسها السنغال وكوت ديفوار والتشاد والغابون والسودان في حين رفضت دول أخرى هذا الملتمس ووقفت إلى جانب الجزائر، وعلى رأسها موريتانيا وجنوب أفريقيا.

ووسط هذه المعركة الدبلوماسيّة، يجري الحديث عن خطة مغربيّة تقضي بتفعيل عضويّة المغرب في الاتحاد كمرحلة أولى، ثم جمع توقيعات عدد من الدول الأعضاء في سبيل طرد البوليساريو على اعتبار أنّها غير معترف بها من قِبل الأمم المتحدة. وتراهن البوليساريو على استحالة طردها من الاتحاد، لأنّ ذلك «يخالف المبادئ الأساسيّة والنصوص التأسيسيّة لهذه المنظمة المدافعة عن حق الشعوب المضطهدة في الحصول على استقلالها»، كما يقول سفير البوليساريو لدى الجزائر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى