الحضور ارتفع إلى 51 نائباً لكن النصاب لم يكتمل فطارت الجلسة 45 تأجيل انتخاب رئيس الجمهورية إلى 31 الشهر المقبل مع إمكان تقريبها
مرةً أخرى، أرجئت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وهي الخامسة والأربعون بسبب عدم اكتمال النصاب، وحدّد الموعد الجديد للإنتخاب في 31 تشرين الأول المقبل، فيما اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنّ تحديد الموعد الجديد للجلسة بعد شهر وأكثر لا يعني استبعاد انعقادها قبل ذلك التاريخ، فاذا استجدّ ايّ تطوّر إيجابي يمكن تقريب الموعد.
وسجِّل أمس حضور النائب أسطفان الدويهي من كتلة «لبنان الموحّد» التي يترأسها النائب سليمان فرنجية، لأول مرة الجلسة، كما ارتفع منسوب الحضور إلى 51 نائباً في حين كان في الجلسة الماضية 41، وكانت لبعض النواب والوزراء مواقف لدى وصولهم الى المجلس منها
لوزير المال علي حسن خليل الذي قال رداً على سؤال: «نحن كتكلة تنمية وتحرير لم نقاطع أيّ جلسة ونحضر كلّ الجلسات».
وقال النائب إميل رحمة: «جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لن يكتمل نصابها إلاّ في الجلسة الـ 47».
وسبقت الجلسة داخل القاعة وخارجها لقاءات وحلقات نيابية كان موضوعها الأساس انتخاب رئيس الجمهورية ولوحظ حوار مطول جمع الرئيس فؤاد السنيورة مع النائب الدويهي وعدد من نواب «المستقبل».
الدويهي
وعقد الدويهي مؤتمراً صحافياً حضره بعض نواب تيار «المستقبل»، شدّد فيه على ضرورة «العمل على أوسع مشاركة ممكنة من أجل التوافق الوطني، وهذا نجده برئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية»، وقال: «نحن لا نطلق مواقف رداً على تقارير إعلامية»، وإن «موقف الرئيس سعد الحريري واضح لجهة ترشيح فرنجية ونحن وجميع المخلصين نعمل من أجل لبنان الأمن والأمان، الاستقرار والشراكة الوطنية والمؤسسات والوطن الذي يتسع لجميع أبنائه من دون استثناء، الواحد الموحد، وسنواجه كل محاولة لتغيير الصيغة اللبنانية الفريدة وتغيير وجه لبنان الرسالة، الوطن والسيادة».
وأكد أنّ «المداولات والمشاورات ما زالت في بداياتها، لأنّ الاتفاق على سلة متكاملة يتطلب وضوحاً ورؤية وتفاهماً وتجاوزاً للمنافع الشخصانية والمحاصصات التي تتناقض مع الدستور والميثاق كما نفهمه، فعندما نكون امام خيار المصلحة الشخصية وخيار المصلحة الوطنية من المؤكد أننا سنختار المصلحة الوطنية»، مشدّداً على انّ «حضورنا واضح في جلسات انتخاب الرئيس، ومستعدون لانتخاب رئيس الجمهورية أياً يكن».
مواقف
من جهته، قال النائب جورج عدوان عن الموعد الجديد الذي حدّده بري: «أراد الرئيس بري أن يعطي رسالة سياسية، وهو يتقن الرسائل السياسية وأراد أن يقول للجميع إذا كنتم تطبخون بمعزل عني لا تستطيعون أن تأكلوا. تفضلوا إما ان تأخذوا رأيي كـ «شف» طبّاخ وإما لن تأكلوا».
وحول تغريدة فرنجية عبر «تويتر» أمس والتي قال فيها «إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية سيحصد النتيجة نفسها حينما سمّى الرئيس أمين الجميّل عون رئيساًً للحكومة عام 1988، قال عدوان «إنّ تغريدة النائب فرنجية تشير أولاً إلى ازدياد احتمال تأييد الرئيس سعد الحريري للجنرال ميشال عون. أما حضور النائب الدويهي، فهو أولاً يعطي رسالة أنه بغضّ النظر عن تغيّر موقف الرئيس الحريري فإنّ النائب فرنجية مستمر في معركته الرئاسية ولو في أشكال متعددة».
ورداً على سؤال قال عدوان: «في تيار المستقبل ليس هناك «غروبات» أو اصطفافات، هناك آراء مختلفة وفي النهاية سيكون قرار واحد لكتلة المستقبل وأنا مسؤول عن كلامي».
أضاف عدوان: علينا ألا نطوي صفحة التشاور الناشط وإلاّ في رأيي انسوا موضوع الرئاسة الأولى، فإما تكون في وقت قريب جداً وقبل الموعد الجديد الذي أطلقه الرئيس بري في 31 تشرين، فإذا أثمرت هذه المشاورات يمكن تقريب الموعد.
وفي تصريح ثان بعد الاجتماع الذي عقده مع الرئيس فؤاد السنيورة قال عدوان: كما سبق وكرّرنا مراراً انّ انتخابات رئيس الجمهورية أولوية، وقلنا اننا ننتظر عودة الرئيس سعد الحريري لأنّ انتخابات الرئاسة تمرّ بتفاهمات خصوصاً بين العماد عون والرئيس الحريري، وطبعاً مع الرئيس بري في مرحلة أخرى، ومن هذا المنطلق نحن نثمِّن التحرك والمشاورات التي يجريها الرئيس الحريري بغية إيجاد مخرج وتفاهم على رئاسة الجمهورية وفي هذا المجال جميعنا اصبح يعرف ان اللبنانيين متروكون لمصيرهم ولقدرهم وان هذا القرار أصبح واضحاً، وانّ على اللبنانيين ان يأخذوا قرارهم وعدم انتظار ما يجري حولهم في الخارج».
وحول موقف الرئيس بري من الاتفاق على سلة متكاملة قبل انتخاب الرئيس قال: هناك ناحيتان في هذا الموضوع الناحية الدستورية التي تقول بأنّ انتخاب الرئيس هو موضوع قائم في حدّ ذاته، واذا كنا نتمسك بالدستور علينا أن نسرّع في ملف الرئاسة بغض النظر عن التسميات سواء في السلة الكاملة او التفاهم واي شيء يجب أن نقيسه بأمرين: الأول هل يخدم التسريع في انتخاب رئيس الجمهورية، وهل البحث في قضايا أخرى مجرد عراقيل».
من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج «أنّ الحريري يعتبر كما نحن، أنّ انتحاب الرئيس مدخل لحلّ يساعد البلد على الوقوف»، مشدّداً على أن «لا فيتو على شخص مرشح لرئاسة الجمهورية، نحن نريد انتخاب الرئيس وإذا نجح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون وأخذ الأكثرية المطلوبة سنهنئه».
وقال دو فريج: «لا تغيير في موقف تيار المستقبل إلاّ بالاتفاق مع النائب فرنجية»، موضحاً أنّ «الحريري سيجمعنا من جديد لوضعنا في نتائج المشاورات التي يجريها».
ورأى النائب عاطف مجدلاني أنّ الحريري «حريص على إنجاز الاستحقاف الرئاسي إنقاذاً للبنان»، مضيفاً: «نحن متحمّسون لانتخاب رئيس للجمهورية لأنّ الفراغ يزيد من معاناة البلد، ونأمل أن يلاقي الحريري التجاوب المناسب من جولته ليعود الى كتلة المستقبل لاتخاذ القرار المناسب».
أما النائب دوري شمعون فطلب من الذي يريد الترشح الى رئاسة الجمهورية وبلغ سنّ 80، ان يحصل على شهادة طبية تؤكد مؤهّلاته الصحية الواجب توافرها لكي يستطيع ان يحكم في هذا المنصب.