حرب عالمية ثالثة تلوح بيارقها في الأفق
نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية تقريراً تناولت فيه الأوضاع السورية مشيرة إلى أن موجة العنف الجديدة أسفرت عن مشادات كلامية بين الدبلوماسيين في الأمم المتحدة. وقالت الصحيفة إنّ اجتماع مجلس الأمن الدولي حول سورية، بمبادرة من البلدان الغربية، تحوّل إلى جولة دبلوماسية دورية. فقد غادر ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا القاعة بعدما بدأ ممثل سورية كلمته. وعلى رغم أن التصريحات التي أطلقها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حول قدرة الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن الهدنة في سورية على الحياة، فإن الأحداث تشير إلى عكس ذلك.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية «روسيا ـ العالم الإسلامي» شامل سلطانوف قوله إن النزاع حول حلب يغدو خارجاً عن نطاق السيطرة، وإن فشل الاتفاق الروسي ـ الأميركي يبيّن عدداً من النقاط المهمة: أولاً، عدم قدرة الدول العظمى على التأثير في هذا النزاع. وثانياً، تزداد أهمية الدول الإقليمية في هذا النزاع. وفي حال استمرار هذا الوضع، سيعني تحول المواجهات إلى لعبة محصلتها صفر، حيث لا يمكن الاتفاق، والبديل هو: إما أن ينتصر أحد الأطراف تماماً أو أن يخسر. لكن سلطانوف واثق من استحالة إحراز أيّ طرف النصر، وهذا ما يثبته استمرار النزاع خمس سنوات في سورية. وهنا يظهر خطر المغامرة الناجمة عن انخراط الدول العظمى في هذا النزاع أكثر فأكثر. فالبنتاغون يعزز حالياً تأثيره في الخارجية الأميركية. ومن جانب آخر هناك قوى في روسيا تعتقد أن الفرصة ملائمة لتوجيه ضربة عسكرية قوية لتلك القوى المدعومة من الغرب. لكن هذا ضرب من الوهم. ونحن الآن على حافة مرحلة معقدة جدا. إذ قد تبدأ الحرب العالمية الثالثة في سورية مستقبلاً.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، عن قيام التحالف الدولي بنشر منصّات دفاع جوّي متطوّرة في العراق وسورية، وذلك تحسّباً لمحاولات يقوم بها «داعش» لإسقاط مقاتلات تابعة له. وبحسب الفريق مارك كارلتون سميث، نائب رئيس أركان الدفاع البريطاني، فإنه يتم حالياً نشر منصّات دفاعية متفوّقة من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيتم نشر تلك المعدّات في العراق وسورية لغرض مواجهة أيّ أخطار محتملة قد تنشأ عن استخدام التنظيم هذه الصواريخ المتطورة.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: الحرب العالمية الثالثة قد تبدأ في سورية
تناولت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية الأوضاع السورية مشيرة إلى أن موجة العنف الجديدة أسفرت عن مشادات كلامية بين الدبلوماسيين في الأمم المتحدة.
وجاء في المقال: تحوّل اجتماع مجلس الأمن الدولي حول سورية، بمبادرة من البلدان الغربية إلى جولة دبلوماسية دورية. فقد غادر ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا القاعة بعدما بدأ ممثل سورية كلمته. وعلى رغم أن التصريحات التي أطلقها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حول قدرة الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن الهدنة في سورية على الحياة، فإن الأحداث تشير إلى عكس ذلك.
خرج ممثلو الولايات المتحدة سامانثا باور وبريطانيا ميت رايكروفت وفرنسا فرانسوا ديلاتر من قاعة الاجتماع احتجاجاً على موقف الحكومة السورية، التي يتّهمونها بقصف مكثّف لحلب، بعد أن قال سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون إنه الأطول والأكثر كثافة منذ بداية النزاع قبل خمس سنوات.
كما تخلّلت جلسة مجلس الأمن الدولي مشادّات كلامية بين مندوبي روسيا فيتالي تشوركين والولايات المتحدة سامانثا باور التي سمّت دعم موسكو للعملية العسكرية في حلب «بربرياً». وقالت إن روسيا والأسد يقصفان قافلة المساعدات الإنسانية والمستشفيات وعمال الخدمات السريعة الذين يبذلون كل ما في وسعهم للمحافظة على حياة الناس، بحسب ما نقلته قناة «سي إن إن». وكان قصف الطائرات الأميركية «غير المتعمد» لمواقع الجيش السورب في دير الزور ومهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية سبباً في المشادات بين تشوركين وباور، بعد أن اتهمت الدول الغربية روسيا بذلك.
يقول رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية «روسيا ـ العالم الإسلامي» شامل سلطانوف إن النزاع حول حلب يغدو خارجاً عن نطاق السيطرة، وإن فشل الاتفاق الروسي ـ الأميركي يبيّن عدداً من النقاط المهمة: أولاً، عدم قدرة الدول العظمى على التأثير في هذا النزاع. وثانياً، تزداد أهمية الدول الإقليمية في هذا النزاع. وفي حال استمرار هذا الوضع، سيعني تحول المواجهات إلى لعبة محصلتها صفر، حيث لا يمكن الاتفاق، والبديل هو: إما أن ينتصر أحد الأطراف تماماً أو أن يخسر.
لكن سلطانوف واثق من استحالة إحراز أيّ طرف النصر، وهذا ما يثبته استمرار النزاع خمس سنوات في سورية. وهنا يظهر خطر المغامرة الناجمة عن انخراط الدول العظمى في هذا النزاع أكثر فأكثر. فالبنتاغون يعزز حالياً تأثيره في الخارجية الأميركية. ومن جانب آخر هناك قوى في روسيا تعتقد أن الفرصة ملائمة لتوجيه ضربة عسكرية قوية لتلك القوى المدعومة من الغرب. لكن هذا ضرب من الوهم. ونحن الآن على حافة مرحلة معقدة جدا. إذ قد تبدأ الحرب العالمية الثالثة في سورية مستقبلاً.
أما كبير باحثي مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الشرق الأوسط قسطنطين ترويفتسيف، فيميل إلى الاعتقاد أن لضرب مواقع القوات السورية في دير الزور علاقة بمهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية في حلب، ويقول: أنا لا أتحدث عن تعزيز القوى الإقليمية في حلب من جانب واحد على حساب القوى الدولية. فالوضع متقلب. ومن الواضح أن دور المملكة السعودية تقلص في سورية خلال بعض الوقت. كما أن غزو القوات التركية غامض. فتركيا هاجمت الأكراد و«داعش». وعندما نسأل عن دير الزور هل كانت الضربة مقصودة أم نتيجة خطأ،؟ يقول حتى لافروف إنها مقصودة، وإنها ردّ فعل على الانتصارات التي حققها الجيش السوري في حلب. ولاحقاً كل شيء سيكون مرتبطاً بتطور الأوضاع بحلب، بيد أن هذا التطور يضع العالم على حافة الهاوية.
أما نائب مدير معهد رابطة الدول المستقلة، الخبير العسكري فلاديمير يفسييف، فيقول: عموماً، الكفة حالياً تميل إلى جانب الجيش السوري. ويبدو أن قطر قلّصت من مساعداتها لـ«المعارضة»، والمملكة السعودية تحاول البحث عن موقع في سورية المستقبلية والتعاون مع روسيا. كما ظهر لاعب آخر، الصين المستعدة للوقوف إلى جانب الجيش السوري. وفي هذه الظروف، اتجهت الولايات المتحدة بعد فشل سياستها في سورية، إلى استفزاز متعمد، تسليم دير الزور لـ«داعش».
أنا لا أرى للصين دوراً رئيساً في المجال العسكري. لقد أرادت الصين الحصول على خبرة قتالية في سورية، ولكن دورها الرئيس سيكون في الدعم السياسي والاقتصادي في إعادة بناء سورية.
من جانبه يقول كبير الباحثين في معهد الاستشراق بوريس دولغوف: لا يمكن أن تندلع الحرب العالمية الثالثة. لأن الذين يفترض أن يشاركوا فيها يعلمون جيداً أنها تعني الانتحار. ولكن ستكون حرباً هجينة. هذه الحرب تجري في سورية وفي أوكرانيا. أي أن ما يجري في سورية يجب أن يعفي جزءاً من القيادة الروسية عن التفكير بسياسة الولايات المتحدة والتعاون معها. لقد حان الوقت للتخلّي عن هذه الأوهام، ولكن هذا لا يعني المواجهة في كل شيء.
«إيزفستيا»: الولايات المتحدة تلعب بـ«العساكر الأكراد»
تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية العلاقة بين الولايات المتحدة والأكراد، مشيرة إلى أن واشنطن تدعمهم في سورية، وفي الوقت نفسه تدعم تركيا التي تحاربهم.
وجاء في المقال: قال رئيس مجلس منظمة الحكم الذاتي الثقافي لأكراد سورية فرحات باتييف لـ«إيزفستيا» إن أكراد سورية يتلقون مساعدات مختلفة من الولايات المتحدة. ومع ذلك تثير بعض خطوات واشنطن الشكوك في أن تكون هذه المساعدات صادقة، وأنها تهدف إلى دمج الجيبين الكرديين بمنطقة يدرالية موحدة في شمال سورية.
وأضاف أن الأميركيين يقدّمون لنا المساعدات، ولكن هذا يجري وفق استراتيجيتهم. فمن جانب هم يعلنون عن دعمهم للأكراد في محاربة «داعش»، ومن جانب آخر يغضّون الطرف عن اقتحام تركيا مدينةَ جرابلس، رغم نظرة الأكراد السلبية جداً إلى هذه العملية. وأشار إلى أن الأيام ستكشف عن هدف الولايات المتحدة الحقيقي. والأكراد في جميع الأحوال لا يريدون أن تنظر إليهم واشنطن كقوة يمكن استخدامها في مكافحة الإرهاب، من دون الاعتراف بحقهم في إنشاء فدرالية في شمال سورية، والذي يتطلب دمج الجيبين الكرديين.
هذا، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم الولايات المتحدة في تصريح لقناة «بلومبرغ»، بتوريد الأسلحة إلى أكراد سورية الذين تعدُّهم أنقرة إرهابيين.
وقال أردوغان إن طائرتين محملتين بالأسلحة هبطتا قبل ثلاثة أيام في عين العرب «كوباني». وسأل: لمن؟ لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» وفصائل «وحدات حماية الشعب الكردي»؟ وأكد أن الأميركيين يقترفون خطأ كبيراً على مرأى من العالم كله مشيراً إلى أن الحزب والوحدات هما فرعان لـ«حزب العمال الكردستاني» الإرهابي الذي ينشط في تركيا.
ويذكر أن وحدات من الجيش التركي أُدخلت ليلة 24 آب الماضي إلى مدينة جرابلس والمناطق المحيطة بها، وأعلنت أنقرة أن هذه العملية موجهة ضدّ «داعش» والوحدات الكردية. وبحسب رأي الخبراء، فقد اتخذ أردوغان هذه الخطوة على إثر تمكّن الوحدات الكردية من استعادة السيطرة على مدينة منبج يوم 12 آب وطرد مسلّحي «داعش» منها. حينذاك، صرّح ممثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في روسيا عبد السلام علي لـ«إيزفستيا» أنّ هدف الوحدات الكردية إغلاق الحدود. وأضاف، أن الأكراد يستطيعون التوجّه بعد هذا غرباً باتجاه عفرين.
ومن الواضح أن العملية التركية في سورية خلطت أوراق الأكراد. واللافت هنا أن العملية تمت بغطاء جوي أميركي. وهذا ما أكده البنتاغون باعتبار أن الولايات المتحدة حليفة لتركيا في الناتو. لكن الأميركيين في الوقت نفسه يورّدون الأسلحة إلى أكراد سورية. ويبدو من الوهلة الأولى وكأنهم يفعلون كل شيء من أجل التخاصم مع أولئك وهؤلاء.
ولكن، وبحسب رأي المستشرق فياتشيسلاف ماتوزوف، تنفذ واشنطن مهماتها في سورية، والأكراد الذين يأملون بإنشاء منطقة فدرالية على أقل تقدير وبدولتهم المستقلة مستقبلاً، ليسوا إلا أداة بيدها.
لقد سقط الأكراد مع الأسف في الشرك الأميركي. فالولايات المتحدة لن تدخل أبداً في نزاع مع تركيا، ولن تساعد الأكراد في إنشاء دولتهم. صحيح أن لدى الأكراد رغبة قوية في توحيد شعبهم، ويبدو أنهم عوّلوا على مساعدة الولايات المتحدة في تحقيق هدفهم. بيد أنهم تحوّلوا إلى أداة بيد واشنطن، التي تهدف إلى إسقاط القيادة السورية، وزعزعة استقرار سورية والمنطقة عموماً.
«ترود»: الألمان يفرّون من اللاجئين
تناولت صحيفة «ترود» الروسية مشكلة اللاجئين في أوروبا، وأشارت إلى فرار الألمان من بلادهم بسبب اللاجئين مؤكّدة أن ذلك ليس من قبيل المزاح.
وجاء في المقال: هذا ليس مزاحاً. في ضواحي بحيرة «بالاتون» الهنغارية، استقرّت جالية تعدادها ثلاثون ألفاً نزحوا من ألمانيا.
وقد استوضحت صحيفة «دويتشه فيلله» الألمانية سبب مغادرتهم الوطن، فتلخّص الجواب الأكثر شيوعاً في كلمة واحدة… «الرعب».
أما موقع «بريت بارت» البريطاني، فنشر مقالاً للخبيرة فيكتوريا فريدمان تحت عنوان «الألمان يفرّون إلى هنغاريا بسبب سياسة الهجرة التي تنتهجها ميركل، ويخافون من الحرب الأهلية» حيث تُدخل الخبيرة مفهوماً جديداً «الهجرة المعاكسة»، والتي وفقها، ينتقل المواطنون الألمان إلى الشرق للاستقرار في «هنغاريا الكاثوليكية الهادئة». وهؤلاء هم قبل كلّ شيء من الجيل الأكبر سنّاً، الذين تكفيهم مرتّبات تقاعدهم للعيش بيسر في بلد رخيص نسبياً. لكن أشخاصاً من الجيل المتوسط من خبراء التقنيات الإلكترونية، والذين يستطيعون العمل عن بعد، يشترون أيضاً بيوتاً هناك.
وهم جميعاً يغادرون بمرارة وطنهم، ويشعرون بأنهم مغبونون. ذلك لأن «المهاجرين يحصلون على الوظائف، ويطعمونهم مجاناً. ويأخذون النقود المقدّمة إليهم، ولكنها ضرائب نحن دفعناها». كما قال زوجان مسنّان.
نازحون من ولاية الراين الشمالي قالوا بصراحة لـ«دويتشه فيلله» إنه يعجبهم في هذا البلد أنهم لا يبنون المساجد وأن نسبة المسلمين في هنغاريا بصورة عامة لا تتجاوز 1 في المئة.
وقالوا إنهم لا يشعرون في وطنهم بالأمان، لأن الأحاديث لا تدور هناك إلا عن الحوادث الجنائية. ففي الأسبوع الحالي الماضي غطّت الصحافة بالتفصيل عملية إلقاء القبض على شاب سوري كان يعدّ بتوجيه من تنظيم «داعش» للقيام بتفجيرات في كولونيا. وبالطبع، يطرح المواطنون البسطاء سؤالاً محقاً: إذا كان الإرهابيون يجنّدون تلاميذ المدارس، فما الذي يمكن انتظاره من آبائهم وإخوتهم الأكبر سنّاً؟
والألمان ليسوا وحدهم من يعيش مشاعر الرعب. فالصحيفة البولندية «ناش دجينيك» نشرت اقتباسات من حديث الخبير الأمني أندجي زابالوفسكي الذي وصف المزاج العام في دول الجوار بالقول التالي: لنتذكر الأحداث قبل سنة، عندما خرج النمسويون في تظاهرات استعراضية، واستقبلوا المهاجرين غير الشرعيين بالورود. الآن هم أنفسهم النمسويون الآن يشيدون السياجات على حدودهم مع جيرانهم البلقان .
كما تتحدّث تقارير وكالة «فرانس برس» الفرنسية عن استياء المواطنين الفرنسيين من تسامح الرئيس هولاند مع المهاجرين الذين يأتون إلى البلاد بأعداد كبيرة.
وأعرب النائب الفرنسي عن حزب الجمهوريين باتريك دافيدجان عن انتقاده للسياسة الألمانية التي تفرض شروطها على دول الاتحاد الأوروبي بالقول: هم أخذوا يهودنا، ويرسلون إلينا العرب. وبالمناسبة قدّمت المملكة العربية السعودية عرضا لبناء 200 مسجد في أوروبا الغربية لتلبية حاجات الأعداد المتزايدة للمهاجرين المسلمين، ولكن هذه الالتفاتة الملكية السعودية لم تقابَل بالتصفيق من قبل سكان أوروبا المحليين.
وقد اضطر ضغط الاتحاد الأوروبي على هنغاريا حكومتها إلى طلب المساندة من السكان. وكما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، فإن استفتاء سوف يُجرى في البلاد في شأن الحصص الإلزامية التي فرضها الاتحاد على الدول الأوروبية لاستقبال المهاجرين.
هذا، وقد أعدّت السلطات الهنغارية لمواطنيها قائمة تتضمّن أسماء المدن الأوروبية، التي لا تفضّل زيارتها بسبب وجود أعداد كبيرة من المهاجرين، ومن بين هذه المدن: لندن، بروكسل، مارسيليا، ستوكهولم وكوبنهاغن.
«إندبندنت»: «داعش» يملك صواريخ «ستينغر»… والتحالف نشر مضادات لها
كشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، عن قيام التحالف الدولي بنشر منصّات دفاع جوّي متطوّرة في العراق وسورية، وذلك تحسّباً لمحاولات يقوم بها «داعش» لإسقاط مقاتلات تابعة له.
ووفقاً للصحيفة، فإن التنظيم فشل في إسقاط مقاتلات تابعة لسلاح الجو البريطاني، باستخدام صواريخ أرض جو عقب عملية نفّذتها الطائرات البريطانية فوق الموصل التي تستعدّ لمعركة فاصلة بغرض استعادتها من قبضة تنظيم «داعش».
وبحسب الفريق مارك كارلتون سميث، نائب رئيس أركان الدفاع البريطاني، فإنه يتم حالياً نشر منصّات دفاعية متفوّقة من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيتم نشر تلك المعدّات في العراق وسورية لغرض مواجهة أيّ أخطار محتملة قد تنشأ عن استخدام التنظيم هذه الصواريخ المتطورة.
وكان تنظيم «داعش» قد أعلن، من خلال بياناته الخاصة، مسؤوليته عن إسقاط عدد من الطائرات، من بينها طائرة حربية تابعة للنظام السوري، وأيضاً طائرة استطلاع أميركية من دون طيار، غير أن محاولات التنظيم لإسقاط مقاتلات تابعة لسلاح الجو البريطاني باءت حتى الآن بالفشل.
ووفقاً للجنرال البريطاني، فإن احتمال تعرّض مقاتلات التحالف الدولي لهجمات بصواريخ أرض جو قائم، ثم يجب التعامل مع هذا الخطر، مشيراً إلى أن عدداً من المقاتلات البريطانية سبق لها أن اشتبكت مع تنظيم «داعش» فوق العراق بعد أن أطلق التنظيم صواريخ أرض جو لاستهداف تلك المقاتلات.
ويعدّ هذا أول اعتراف بقدرة تنظيم «داعش» على إسقاط المقاتلات الحربية، وامتلاك التنظيم لصواريخ أرض جو، حيث كانت أنباء غير مؤكدة قد تردّدت عن امتلاك التنظيم هذا النوع من الصواريخ، وأن أقصى ما يملكه التنظيم، صواريخ محمولة على الكتف تشبه تلك التي استخدمتها الفصائل العراقية المسلّحة إبان الاحتلال الأميركي.
إلا أنه وبعد تقدّم تنظيم «داعش» في أنحاء واسعة من العراق وسورية، اعتباراً من عام 2014، فإنه نجح في الوصول إلى أسلحة متطوّرة استولى عليها من مخازن الجيش العراقي، وربما قد يكون نجح أيضاً في شراء أسلحة أخرى.
الآن، تقول الصحيفة، تأكد أن لدى التنظيم صواريخ «سكود»، وأيضاً منظومة دفاع جوي محمولة، وصواريخ «ستينغر»، فضلاً عن مدافع مضادة للطائرات.
وتستعدّ بريطانيا حالياً للمشاركة في العمليات الجوية ضدّ معاقل التنظيم في سورية، بعدما كانت قد شاركت في العمليات الجوية ضدّ التنظيم في العراق، في وقت يستعد التحالف الدولي لشنّ هجوم كبير على آخر معاقل التنظيم في العراق الموصل.
وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قد عاد من زيارة قام بها مؤخراً إلى العراق، حيث التقى بكبار الشخصيات في بغداد وأربيل لمناقشة الاستعدادات لانطلاق معركة الموصل الحاسمة، حيث أعلن أن المعركة ستبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مؤكداً أن سلاح الجو البريطاني شنّ 100 غارة جوية على أهداف تابعة للتنظيم في الموصل.
واعتبر فالون أنه من غير المستبعد أن تنتهي مقاومة التنظيم عقب معركة الموصل، مشيراً إلى أن التنظيم سيبقى يقاوم، مؤكداً أن الصراع في سورية سيبقى أعقد من الصراع في العراق.
«فايننشال تايمز»: إيران توجّه ضربة إلى جهود السعودية لوقف انخفاض أسعار النفط
في تغطيتها الشؤونَ الشرق أوسطية، انفردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية بنشر تقرير على صدر صفحتها الأولى تقول فيه إن إيران برفضها عرضاً سعودياً بتحديد سقف الإنتاج، وجّهت ضربة قوية إلى الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لكبح جماح الإنتاج النفطي لوقف التدهور المطّرد في أسعار النفط الخام المتواصل منذ سنتين. وتقول الصحيفة إن هذا الرفض أدّى إلى انخفاض سعر خام برنت بأكثر من نسبة 3.5 في المئة.
وتنقل الصحيفة تصريحاً لوزير النفط الإيراني بيغن زنكنه عشية انعقاد الاجتماع الاستشاري لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» في العاصمة الجزائرية، قال فيه إن بلاده لن تخفض إنتاجها من النفط أو تجمده، مشيراً إلى أنها ستواصل الإنتاج حتى تصل إلى أكثر من 4 ملايين برميل في اليوم. وترى الصحيفة أن ذلك يسلّط الضوء على التوتر المطّرد بين أكبر منتجين للنفط في المنطقة.
وقد أشارت السعودية إلى أنها ستدعم تخفيضاً منسقاً للإنتاج النفطي يصل إلى مليون برميل يومياً للتعامل مع مشكلة التخمة التي تعاني منها الأسواق النفطية في العالم، مشترطة أن تجمّد إيران إنتاجها عند مستوى يقدره المحللون بـ3.6 مليون برميل يومياً.
وتضيف الصحيفة أن عرض الرياض جاء وسط توقعات قاتمة لوضعها المالي مع بلوغ نسبة العجز في الميزانية لديها إلى نحو 100 مليار دولار.
وقد أعلنت الحكومة السعودية من جرّاء ذلك سلسلة إجراءات تقشفية، من بينها قطع نسبة 20 في المئة من رواتب الوزراء فضلاً عن مكافآت أعضاء مجلس الشورى والإعانات المخصّصة للسكن، ووضع حدّ أقصى للعطلات والخدمات الأخرى لموظفي القطاع العام.
وترى الصحيفة أن رغبة السعودية في تخفيض ضخّ النفط تمثّل تحوّلاً في سياستها منذ بدء تدهور أسعار النفط، حيث دفعت باتجاه زيادة الإنتاج وضخّ النفط إلى الأسواق للضغط على المنافسين الذين ينتجون النفط بكِلَف أعلى.
ويقول تقرير الصحيفة إن إيران الخارجة من سنوات من العقوبات الاقتصادية لم تُبدِ اهتماماً بوضع سقف للإنتاج النفطي حتى تصل إلى مستويات الإنتاج التي كانت عليها قبل العقوبات عليها والبالغة نحو 13 في المئة من مجمل إنتاج «أوبك».
وهذا السقف يعني 4.2 مليون برميل يومياً، أي بزيادة 600 ألف برميل يومياً عن إنتاجها الحالي، بحساب مستويات الإنتاج الحالية في دول المنظمة النفطية. وترى الصحيفة ان تصريحات وزير النفط الإيراني قادت إلى انخفاض في أسعار النفط بحدّة، إذ انخفض سعر نفط برنت بـ 1.68 دولارا ليصل إلى 47.67 للبرميل الواحد.
وتنقل الصحيفة عن خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، قوله إنه لم يتوقع التوصل إلى اتفاق في هذه المحادثات، لكن الفجوة بين بلدان «أوبك» أخذت تضيق، وإن النقاش تركز على مستويات الإنتاج في إيران وليبيا ونيجيريا.
ويقول مسؤولون سعوديون إنهم يُجرون محادثات مع كبار منتجي النفط خارج «أوبك»، ومن ضمنهم روسيا، ويأملون في وضع أسس لاتفاق في وقت لاحق من هذه السنة.
وترى الصحيفة أن تصريحات الوزير الإيراني تشير إلى أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق ينهي وفرة النفط في الأسواق العالمية التي أدّت انخفاض أسعار النفط وبالتالي ايرادات الدول المنتجة له.
ويخلص تقرير الصحيفة إلى أن المحللين يقولون إن الموقف الإيراني يعكس وجهة نظر إيران بأنها يمكن أن تتحمل أسعار النفط المنخفضة أكثر من المملكة السعودية.