حفتر: لن نعترف بحكومة الوفاق
رفض قائد الجيش الليبي في بنغازي، المشير خليفة حفتر، الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج في الأزمة التي سببها هذا الموقف.
وبات حفتر يبدي، من وقت لآخر، مطامحه في الوصول إلى سدة الحكم في ليبيا، على الرغم من رفضه التصريح بذلك حيث قال في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية: إن «ليبيا بحاجة إلى قائد يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة»، في إشارة إلى نفسه.
ويراهن حفتر على القوة العسكرية، لاستعادة السيطرة على زمام الأمور في البلاد، مستلهما تجربة المشير السيسي في مصر وهو ما صرح به حفتر، عندما قال: إن العسكريين المنتخبين يحققون نجاحا كبيرا مستشهدا بالتجربة المصرية.
وجدد عدم اعترافه بحكومة الوفاق الوطني مؤكدا أنه يعترف، فقط، بسلطة البرلمان الموجود في مدينة طبرق، شرق ليبيا. وفي ظل حديث بعض وسائل الإعلام عن استعدادات عسكرية للجيش الليبي، لاستعادة طرابلس، بعد استتباب الأمور في منطقة الهلال النفطي. أكد حفتر أن طرابلس تم اختطافها من قبل مجموعات مسلحة، من دون أن يتطرق إلى مصيرها.
لكن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، استبعد خيار الحسم العسكري مشددا على عدم وجود خيار آخر أمام الليبيين، سوى خيار الحوار والمصالحة.
وفي خضم التحركات الدبلوماسية للبحث عن مخرج للمأزق الليبي، أعلنت الخارجية الفرنسية في تصريحات للمتحدث باسمها، ستيفان لوفول، إن باريس ستستضيف الأسبوع المقبل، اجتماعا يحضره ممثلون عن دول عدة في المنطقة، لبحث الأزمة الليبية.
وتأتي مساعي فرنسا لعقد هذا الاجتماع، الذي تشارك فيه مصر والإمارات وتركيا وقطر، بعد زيارة قام بها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى باريس، التقى خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين وطلب منهم تقديم الدعم اللازم لحكومته، حتى لا تفقد السيطرة على زمام الأمور.
وستنصب جهود «أصدقاء ليبيا» حول حشد الدعم للحكومة، التي يعتزم السراج تقديمها للبرلمان في طبرق، من أجل نيل الثقة، بعد أن رفض البرلمان الحكومة الحالية. ووعد السراج بتشكيل حكومة تضم جميع الأطراف لكنه طالب البرلمان بالإسراع في الرد عليها وعدم إضاعة الوقت، كما حدث في السابق.
ولا يعول الليبيون كثيرا على مثل هذه الاجتماعات، خصوصا أنها لا تخرج إلا بمطالب مكتوبة، تتكرر خلال كل اجتماع، في ظل غياب آليات للضغط على مختلف الأطراف، لتطبيق مقتضيات الاتفاق السياسي وانقسام تلك الدول بين داعم لحكومة الوفاق وداعم لخصومها.