فياض: لتكن جامعة تتجاوز الاصطفاف السياسي الزين: ملف وطني بامتياز وبالتعاون الكلّ يستفيد

مرجعيون- رانيا العشي

أسفرت الإجراءات التي تمّ اتخاذها للحدّ من تلوث مياه مجرى نهر الليطاني، إلى حصول تحسُّن نسبي في المياه.

وقد جاءت هذه الإجراءات بعد الصرخة المدوية التي أطلقها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض واتحاد بلديات جبل عامل، منذ ما يقارب الخمسة أشهر، في وجه المعتدين على المجرى وتلويث البيئة والحياة المائية فيه، واتخاذ المدعي العام المالي والمدعي العام البيئي، تدابير إدارية بحقّ البلديات الواقعة ضمن النطاق العقاري للنهر، بالإضافة إلى الإجراءات التي نفذتها القوى الأمنية لإقفال عدد من المرامل والكسارات المساهمة في تلوث النهر وتنبيه أصحاب المتنزهات والاستراحات إلى معالجة مياه الصرف الصحي وعدم تركها لتصب في المجرى الذي كان كان بحالة تلوث لا توصف، نتيجة للرمول التي ترمى في مجراه، و أدت إلى تعطيل العديد من المضخات، التي تمد القرى والبلدات المحيطة بالمياه، ورفع منسوب التلوّث إلى حدود 90 في المئة، إضافة إلى القضاء على الثروة السمكية والحياة المائية فيه.

وخلال جولة على ضفاف مجرى الليطاني من الخردلي إلى محطة الضخ في الطيبة، بدت المياه بحالة جيدة رغم تواجد الطمي في القعر.

فياض

وكشف النائب فياض لـ«البناء» عن عقد لقاء اليوم الجمعة، بدعوة من الحملة الوطنية لحماية حوض نهر الليطاني برعاية وحضور رئيس الحكومة تمام سلام ومشاركة الوزراء المعنيين والمصالح المعنية وكلّ البلديات التي تقع ضمن النطاق العقاري للنهر، مشيراً إلى أنّ «هذا اللقاء هو فرصة للتداول بالحلول القريبة والبعيدة، وعلى أساسه ستتم الدعوة إلى يوم وطني لحماية حوض نهر الليطاني، من المفترض أن يكون في 17 تشرين الأول المقبل، ويتضمن فعّاليات عديدة على رأسها دعوة كلّ البلديات المعنية إلى النزول إلى أرض الواقع بطاقمها، من عمال بلدية وكشّافة ودفاع مدني وطلاب مدارس والمتطوعين والجمعيات البيئية، للقيام بحملة نظافة لضفتي النهر ومجراه، من المنطقة الممتدة من نبع العليق وبحيرة القرعون حتى المصب في القاسمية، وفي البقاع ستكون هناك فاعليات تنسجم مع حجم المشكلة القائمة هناك، وهي مشكلة معقدة وتحتاج إلى حلول استراتيجية على عكس ما هو قائم في الجنوب».

ورأى أنّ «هدف الحملة هو الاستنهاض الشعبي»، وقال: «سنبذل كلّ الجهود لإقفال كل مجاري الصرف الصحي حوالى 126 مجروراً الآتية من المتنزهات المنتشرة على ضفتي المجرى، بما فيها المرامل التي تلوث النهر، وإيجاد حلّ مع مجلس الإنماء والإعمار لقناة المياه التي تخرج من بحيرة القرعون وتدخل في مجرى النهر وتفتح في فصل الجفاف لتغذيه بـ 2 متر مكعب من المياه، وهي عملياً 2 متر مكعب من السموم التي ترفع من نسبة تلوث النهر».

وأضاف فياض: «يجب أن نجد حلاً لهذه القناة، إما بالإقفال والاستغناء عنها أو بوضع محطة تكرير لمعالجة المياه الملوثة وإنقاذ النهر، ريثما يتم إنجاز المشروع الاستراتيجي»، مشيراً إلى «أننا لن ننتظر 7 سنوات لإنجاز اقتراح القانون الموجود في مجلس النواب، فالمطلوب التحرك العاجل لإيجاد حلول سريعة لمعالجة هذا التلوث».

ولفت إلى أنّ «معظم المرامل قد أُقفلت، بحسب المراجع الأمنية، لكنّ حوض النهر مليء بالطمي والطين والأتربة، وننتظر فصل الشتاء وتدفق مياه الأمطار لتنظيف المجرى والتخلّص من هذه الترسبات، وإلاّ علينا إيجاد حلّ علمي لمعالجة مشكلة الطمي والتي تسبب ضرراً بيئياً على الحياة المائية».

وختم فياض مؤكداً أنّ «هذه الحملة لا يجب اقتصارها على فريق أو فريقين أو المنطقة، بل نريد أن تكون جامعة تستعين بكلّ الطاقات والجمعيات المعنية بتلوث مياه النهر، حملة وطنية تتجاوز الاصطفاف السياسي القائم في البلد، شرط أن يكون التحرك وطنياً لأنّ القضية وطنية بامتياز».

الزين

ولفت رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، من جهته، إلى أنه «طوال الفترة الماضية، كانت مسألة معالجة تلوث المياه الليطاني موضوع متابعة ودراسة لخطوات العمل المقبلة».

وقال: «على مستوى الاستراتيجي تمّ رفع كتب للجهات المعنية لمعالجة هذا الموضوع وتحركت أعلى القيادات المعنية بالمنطقة مثل سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأدى ذلك إلى تحرك مجلس الوزراء وتشكيل لجنة لبحث هذا الموضوع عملياً لمعالجة بعض محطات التكرير ووضع هذا الموضوع في أولوية اهتمام المجلس النيابي».

وأشار إلى أنّ «هذا الملف وطني فالكلّ مستفيد والكلّ متضرّر وعلى الجميع التعاون لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة»، لافتاً إلى «أنّ المستقبل هو مستقبل المياه وإن حافظنا عليها سوف نحفظ لأجيالنا ثروة كبيرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى