واشنطن تفكّر بـ«الخطّة باء»… وموسكو تحذّر!
يرى بعض المسؤولين أنه ربما فات الأوان بالفعل للتأثير على سير المعارك، وأنه على الإدارة الأميركية أن تأخذ بعين الاعتبار القيام بعمل عسكري مباشر ضدّ نظام الأسد من أجل وقف الحملة العسكرية. لكن مسؤولين توقعوا أن تلقى أيّ خيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً ضد نظام الأسد، معارضة داخل البيت الأبيض، خشية اندلاع صراع أوسع مع روسيا.
وبعد تهديدها بالانسحاب من المحادثات مع روسيا فتحت الإدارة الأميركية النقاش الداخلي مجدداً حول منح المسلحين المزيد من القوة النارية لدرء الهجوم الروسي والسوري على معاقلهم في حلب، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركيين عن مسؤولين أميركيين. ووفق هؤلاء، فإنّ النقاش المتجدّد حول ما يشار إليه داخل الإدارة الأميركية بِاسم الخطة «ب»، يركّز على إمكانية السماح لوكالة الاستخبارات المركزية وشركائها في المنطقة بتزويد المسلحين المدعومين من «CIA» بأنظمة تسليحية تمكّنهم من قصف مواقع المدفعية السورية والروسية من مسافة بعيدة، وأنظمة مضادة للطائرات.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «كومسمولسكايا برافدا» الروسية مقابلة مع ماريا زاخاروفا المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية، تشير فيها أن على واشنطن أن تثبت نزاهة نواياها وأن تؤكد أنها ترى في سورية دولة لا مستعمرة. وتابعت زاخاروفا أن الولايات المتحدة بخطابها المعادي لروسيا، تحاول صرف الانتباه عن عجزها عن الوفاء بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها، وتلجأ إلى توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا، لكي تبرّر للعالم إلغاء كافة نتائج الجهود التي بذلت على مسار التسوية السورية منذ سنة.
وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن العملية العسكرية الروسية ساعدت في تغيير الوضع الميداني في سورية بصورة جذرية. واستطردت: من هم لكي نثبت لهم شيئاً؟ ويجب عليهم أن يثبتوا جدّيتهم بعدما فكّكوا العراق وليبيا، وداسوا على الشرق الأوسط بأحذيتهم، وانتهكوا كافة قوانين التعايش الموجودة في المنطقة. وعليهم اليوم أن يثبتوا نزاهة نواياهم تجاه سورية وتوضيح ما إذا كانوا ينظرون إلى هذه الدولة كدولة أو كمستعمرة أو كثقب أسود.
كما تطرّقت صحيفة «فزغلياد» إلى أسباب الحملة الهيستيرية التي يشنّها الغرب ضدّ روسيا مؤكدة أن بواعثها تكمن في الهزيمة الحتمية المرتقبة للمسلحين في حلب. وقالت الصحيفة إنّ للمعارك الدبلوماسية حول سورية، والتي اتخذت مؤخراً طابع الاتهامات الشاملة لروسيا، صلة مباشرة بالمعارك الحقيقية. فالولايات المتحدة وحلفاؤها يتوقعون انكسار المسلحين في منطقة حلب ما ستكون له بالفعل عواقب أساسية، ليس على المنطقة وحدها.
«إندبندنت»: فيسك لن ينسى قانا
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً للصحافي روبرت فيسك، يعلّق فيه على ردّ فعل العالم على أخبار وفاة الرئيس «الإسرائيلي» السابق شمعون بيريز، قائلاً: عندما سمع العالم أن بيريز مات، صرخ «رجل سلام»، لكنني عندما سمعت أنه مات، فكّرت بالدم والنار والمذابح.
ويقول فيسك في مقاله، لقد شاهدت النتائج: أجساد أطفال ممزّقة، وصياح اللاجئين، والأجساد المحترقة، وكان اسم المكان هو قانا، وكانت نصف الأجساد ـ 160 جثة ـ لأطفال، وكانت ملقاة تحت معسكر تابع للأمم المتحدة، بعدما مزّقها القصف «الإسرائيلي» عام 1996، وكنت مع قافلة الأمم المتحدة خارج القرية الجنوبية في لبنان، ومرّت القنابل من فوق رؤوسنا، واستمر القصف لمدة 17 دقيقة.
ويضيف الكاتب أنّ بيريز، الذي رشّح نفسه لانتخابات رئاسة الوزراء، وهو المنصب الذي ورثه بعد اغتيال سلفه إسحق رابين، قرّر زيادة مصداقيته قبل يوم الاقتراع، من خلال الهجوم على لبنان.
ويشير فيسك إلى أن بيريز، الحاصل على جائزة «نوبل للسلام»، استخدم إطلاق قنابل كاتيوشا عبر الحدود اللبنانية على «إسرائيل»، وكانت هذه القذائف التي أطلقها حزب الله انتقاماً لقتل طفل لبنانيّ عبر قنبلة مفخّخة، اعتقد حزب الله أن دورية «إسرائيلية» تركتها، وبعد أيام تعرّضت القوات «الإسرائيلية» داخل لبنان لهجوم قريباً من قانا، فردّت بالهجوم على القرية، وضربت المقذوفات أولاً مقبرة كان حزب الله يستخدمها، أما باقي المقذوفات فقد طارت مباشرة باتجاه مخيم كان يقيم فيه مئات المدنيين، يعود للقوات الفيجية التابعة للأمم المتحدة، وأعلن بيريز قائلاً: «لم نكن نعرف بوجود مئات الأشخاص داخل المخيم، وكانت مفاجأة مريرة».
ويعلّق الكاتب قائلاً: كان يكذب، فقد احتل «الإسرائيليون» قانا لسنوات عدّة، بعد الاجتياح في عام 1982، وكانت لديهم صور فيديو عن المكان الذي يحلّقون فوقه يوم مذبحة 1996، وهي حقيقة ظلّوا ينكرونها حتى قدّم لي جنديّ من قوات الأمم المتحدة، شريط فيديو فيه صور للطائرات التي نشرنا إطارات لها في «إندبندنت»، وأخبرَت الأمم المتحدة «الإسرائيليين» مراراً أن المخيم مزدحم بالناس.
ويضيف فيسك: كانت هذه هي مساهمة بيريز للسلام في لبنان، وخسر الانتخابات، وربما لم يفكر أبداً بقانا، أما أنا فلم أنسَها.
ويتابع الكاتب قائلاً: عندما وصلت إلى بوابات الأمم المتحدة كان الدم يسيل منها بغزارة، وكان باستطاعتي شمّ رائحته، وأصاب أحذيتنا ولصق بها مثل الغراء، وكانت هناك أرجل وأذرع، وأطفال من دون رؤوس، وآخرون من دون أجساد، وكان هناك جسد رجل انقسم لقطعتين علّقتا على شجرة محترقة، وما تبقى منه كان على النار.
ويواصل فيسك قائلاً: على عتبات المخيم جلست فتاة صغيرة، ممسكة برجل أشيب الشعر، وكانت يداها محيطتين بجسده الميت، تهدهده يميناً ويساراً، وكانت عيناه تحدّقان بها، وكانت تشهق وتبكي، وتصرخ مرّة تلو الأخرى «أبي أبي»، ولو بقيت على قيد الحياة، حيث كانت هناك مجزرة أخرى في قانا، وهذه المرّة نفّذها الطيران «الإسرائيلي»، فإنني أشك في أن تخرج كلمة رجل سلام من بين شفتيها.
ويلفت الكاتب إلى أن تحقيقاً قامت به الأمم المتحدة، ذكرت فيه بطريقة مهذّبة أنها تشكّ في أن تكون المذبحة حادثاً غير مقصود، مشيراً إلى أن تقرير الأمم المتحدة اتُّهم بعداء السامية، ونشرت لاحقاً صحيفة «إسرائيلية» مقابلة مع جندي «إسرائيلي»« من جنود المدفعية التي أطلقت القذائف على قانا، فأشار الضابط «الإسرائيلي» إلى سكان القرية واصفاً إياهم بأنهم عصابة من العرب «أرابوشيم»، وقال: «موت مجموعة من العرب، لا مشكلة في ذلك». وقال إن رئيس هيئة الأركان لم يكن مهتماً، فقال: «لم أكن أعرف أيّ قواعد للّعبة، سواء للجيش أو للمدنيين».
ويبيّن فيسك أن بيريز أطلق على عملية غزو لبنان «عناقيد الغضب»، على اسم رواية الأميركي جون شتاينبك، مستدركاً أنها جاءت بالتأكيد من سفر التثنية، الذي يدعو إلى الانتقام.
ويؤكد الكاتب أنّ بيريز تغيّر في السنوات الأخيرة، وزعموا أن آرييل شارون، الذي راقب جنوده مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، التي ارتكبها حلفاؤهم المسيحيون، كان رجل سلام عندما مات، وعلى الأقل فإنه لم يحصل على جائزة «نوبل للسلام».
وينوّه فيسك إلى أن بيريز أصبح لاحقاً يدعم «حلّ الدولتين»، رغم أن المستوطنات اليهودية نمت بشكل كبير على أراضي الفلسطينيين، التي دعمها سابقاً.
ويخلص الكاتب إلى القول: يجب علينا الآن أن نطلق عليه «رجل السلام»، وأحسب كم مرّة ستُذكر فيها كلمة «سلام» في كلمات النعي له، وكم مرة ستظهر كلمة قانا.
«ترود»: لدى سورية إثباتات على أن واشنطن نسّقت الغارات مع «داعش»
تناولت صحيفة «ترود» الروسية الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع الجيش السوري في دير الزور مؤكّدة أن الغارات تمت بالتنسيق مع «داعش».
وجاء في المقال: قبل مهاجمة مواقع قوات الحكومة السورية في دير الزور، أجرى ضباط أميركيون محادثات مع مسلّحي «داعش». هذا ما أعلنته رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس للصحافيين يوم 26 أيلول الجاري.
وبحسب قولها، فقد تمكّن الجيش السوري من التقاط هذه المحادثات وتسجيلها. وطلبت القوات الأميركية من «داعش» مهاجمة مواقع القوات الحكومية السورية بعد انتهاء الغارات الجوية. كما وعدت هدية عباس بنشر إثباتات العملية المشتركة التي نفّذها الأميركيون مع «داعش» لاحقاً.
ويذكر أن طائرات أميركية وبريطانية ودنماركية قصفت لمدة ساعة مواقع القوات الحكومية السورية في دير الزور يوم 17 أيلول الجاري، ما تسبب في مقتل 62 وجرح حوالى 100 آخرين.
وبعد توقّف الغارة الجوية، شنّ مسلّحو «داعش» هجوماً على هذه المواقع وتمكّنوا من السيطرة على بعضها. ولكن قوات الحكومة السورية تمكّنت لاحقاً من استعادة السيطرة على غالبيتها بفضل الهجمات المعاكسة التي شنّتها.
وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، انتقمت موسكو بإطلاق ثلاثة صواريخ مجنّحة من نوع «كاليبر» من البحر الأبيض المتوسط على مركز قيادة «داعش» في جبل سمعان في محافظة حلب. ونجم عن هذه الهجمة الصاروخية مقتل حوالى 30 ضابطاً أميركياً وبريطانياً وتركياً وسعودياً وقطرياً، وكذلك قُتل ضباط من الاستخبارات «الإسرائيلية» «الموساد»، الذين كانت مهمتهم تتمثل في تنسيق عمل مسلّحي ما يسمّى «المعارضة المعتدلة» في حلب وإدلب.
وقد اعترفت واشنطن بمهاجمة طائراتها مواقع قوات الحكومة السورية. وبحسب قول وزير خارجية روسيا، قدّم الجانب الأميركي الاعتذار إلى الجانب السوري خلال المحادثات التي أجريت خلف أبواب مغلقة عن هذا الحادث.
ويشير المعلقون إلى أنه على رغم أن واشنطن ولندن اعترفتا بالخطأ، فإن ذلك لم ينعكس في السياسة العلنية. فقد أصبح معلوماً في 20 أيلول الجاري تدمير قافلة المساعدات الإنسانية لسكان مدينة أورم الكبرى الواقعة في ضواحي حلب. وقد أدّى هذا الهجوم وفق وسائل الإعلام الغربية إلى تدمير 18 شاحنة ومقتل 12 شخصاً بين سائق وممثل للمنظمات المرافقة للقافلة.
وأعلنت الأمم المتحدة عن عدم معرفتها بتفاصيل الهجوم، في حين أعلنت واشنطن بعد ساعات من وقوعه أن الهجوم نفّذته طائرات سورية أو روسية.
وقد ردّت وزارة الدفاع الروسية بنشر صور وشريط فيديو عن الحادث تثبت غياب أيّ أثر لانفجار الصواريخ والقنابل حتى على مقربة من القافلة. وبحسب رأي بعض الخبراء، تم التحضير لهذه العملية من قبل المسلحين الموالين للولايات المتحدة بهدف تبرير فشل الهدنة.
«وول ستريت جورنال»: هل توجّه واشنطن ضربة عسكرية مباشرة للنظام السوري؟
يرى بعض المسؤولين أنه ربما فات الأوان بالفعل للتأثير على سير المعارك، وأنه على الإدارة الأميركية أن تأخذ بعين الاعتبار القيام بعمل عسكري مباشر ضدّ نظام الأسد من أجل وقف الحملة العسكرية. لكن مسؤولين توقعوا أن تلقى أيّ خيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً ضد نظام الأسد، معارضة داخل البيت الأبيض، خشية اندلاع صراع أوسع مع روسيا.
بعد تهديدها بالانسحاب من المحادثات مع روسيا فتحت الإدارة الأميركية النقاش الداخلي مجدداً حول منح المسلحين المزيد من القوة النارية لدرء الهجوم الروسي والسوري على معاقلهم في حلب، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركيين عن مسؤولين أميركيين.
ووفق هؤلاء، فإنّ النقاش المتجدّد حول ما يشار إليه داخل الإدارة الأميركية بِاسم الخطة «ب»، يركّز على إمكانية السماح لوكالة الاستخبارات المركزية وشركائها في المنطقة بتزويد المسلحين المدعومين من «CIA» بأنظمة تسليحية تمكّنهم من قصف مواقع المدفعية السورية والروسية من مسافة بعيدة، وأنظمة مضادة للطائرات.
وقال مسؤولون إن سرعة الهجوم الروسي والسوري في حلب دفع بالبيت الأبيض إلى تسريع مداولاته، وأجبر صانعي السياسة على بحث الخيارات التي تردّدوا في بحثها سابقاً. إلى جانب ذلك قالت الصحيفة الأميركية إن الولايات المتحدة تبحث إعطاء الضوء الأخضر لحلفائها الإقليميين بما في ذلك تركيا والسعودية من أجل تزويد «المتمرّدين» بأنظمة تسليحية أقوى.
من جهة ثانية، قالت «وول ستريت جورنال» إنه في حال نفّذت الولايات المتحدة تهديدها بوقف المحادثات مع روسيا، فإنه يرجح أن تتبع ذلك خطوات أخرى من بينها استدعاء فريق الخبراء الأميركيين من جنيف. أما القناة العسكرية لفضّ الاشتباك في الأجواء السورية، فستظلّ قائمة بمعزل عن تعليق محادثات وقف إطلاق النار، كما قال مسؤولون للصحيفة.
«كمسمولسكايا برافدا»: زاخاروفا تسأل واشنطن إن كانت تريد تحويل سورية إلى مستعمرة أو ثقب أسود؟
نشرت صحيفة «كومسمولسكايا برافدا» الروسية مقابلة مع ماريا زاخاروفا المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية، تشير فيها أن على واشنطن أن تثبت نزاهة نواياها وأن تؤكد أنها ترى في سورية دولة لا مستعمرة.
وتابعت زاخاروفا أن الولايات المتحدة بخطابها المعادي لروسيا، تحاول صرف الانتباه عن عجزها عن الوفاء بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها، وتلجأ إلى توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا، لكي تبرّر للعالم إلغاء كافة نتائج الجهود التي بذلت على مسار التسوية السورية منذ سنة.
وذكّرت زاخاروفا بأن السياسيين الأميركيين يكرّرون تصريحات نمطية مفادها أن روسيا يجب أن تثبت جدّية نوياها في سورية. وتساءلت الدبلوماسية قائلة: ما الذي يجب أن نثبته؟ إننا أثبتنا كل شيء بإرسال عسكريينا إلى سورية.
وأعادت إلى الأذهان أن العملية العسكرية الروسية ساعدت في تغيير الوضع الميداني في سورية بصورة جذرية. واستطردت: من هم لكي نثبت لهم شيئاً؟ ويجب عليهم أن يثبتوا جدّيتهم بعدما فكّكوا العراق وليبيا، وداسوا على الشرق الأوسط بأحذيتهم، وانتهكوا كافة قوانين التعايش الموجودة في المنطقة. وعليهم اليوم أن يثبتوا نزاهة نواياهم تجاه سورية وتوضيح ما إذا كانوا ينظرون إلى هذه الدولة كدولة أو كمستعمرة أو كثقب أسود.
وتابعت: أما نحن، فأثبتنا مراراً على مدى العقود الأخيرة ما هي القاعدة التي نعتمد عليها وما هي المبادئ التي نسترشد بها في السياسة الخارجية وفي العلاقات الدولية، وما هي نوايانا في سورية والأسباب وراءها.
وفي تصريحات صحافية أخرى، قالت زاخاروفا أن لا سياسة سياسة موحّدة ومنسّقة لواشنطن تجاه سورية. وأكدت أن موسكو ترى أن وزارة الخارجية الأميركية تسير على نهج يرمي للبحث عن حلول مقبولة للجميع لتسوية الأزمة السورية، لكن مبادرات الوزارة تواجه معارضة من قبل عدد من المسؤولين الأميركيين وهيئات رسمية أخرى.
وذكرت زاخاروفا أن عدم إحراز أي تقدم في عملية الفصل بين الإرهابيين و«المعتدلين» في سورية، يؤدّي إلى تعليق تنفيذ حزمة الاتفاقات حول سورية بالكامل.
وأكدت أن موسكو تصرّ على إجراء تحقيق في ضربات التحالف الغربي على مواقع الجيش السوري في دير الزور. وتساءلت عما إذا كان الحديث يدور فعلاً عن خطأ أو عن خطوات متعمدة تستهدف دعم قوات تخطط واشنطن لاستخدامها في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
«فزغلياد»: التوقعات بانتصار عسكري للأسد تؤجّج هيستيريا الغرب
تطرّقت صحيفة «فزغلياد» إلى أسباب الحملة الهيستيرية التي يشنّها الغرب ضدّ روسيا مؤكدة أن بواعثها تكمن في الهزيمة الحتمية المرتقبة للمسلحين في حلب.
وجاء في المقال: للمعارك الدبلوماسية حول سورية، والتي اتخذت مؤخراً طابع الاتهامات الشاملة لروسيا، صلة مباشرة بالمعارك الحقيقية.
فالولايات المتحدة وحلفاؤها يتوقعون انكسار المسلحين في منطقة حلب ما ستكون له بالفعل عواقب أساسية، ليس على المنطقة وحدها.
هذا، وقد أصبح من الشائع الاعتقاد بأن معركة حلب مرتبطة فقط بحجم المدينة وموقعها الجغرافي. نعم، لقد كان عدد سكان حلب قبل الحرب يتجاوز مليوني شخص. وكانت حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، إضافة إلى أهميتها الثقافية، فهي واحدة من أقدم مدن الحضارة الانسانية. وقبل اندلاع الحرب عاشت حلب ـ عاصمة الشمال السوري ـ عصراً ذهبياً جديدا كما حال سورية كلّها.
أما الآن، فأصبحت حلب كومة من الأنقاض، ويتراوح عدد من بقي فيها ما بين 300 و350 ألف نسمة، يعيشون في ظروف مهولة.
ومنذ البداية، وتحديداً في ربيع عام 2012، وضع «الجهاديون» وفصائل «المعارضة» نصب أعينهم مسألة إحكام السيطرة على هذه المدينة المهمة من الناحية السكانية بهدف إنشاء «شريط» متكامل يتصل مع مدينة إدلب في شمال البلاد، ما كان سيسمح لهم بتشكيل ما يشبه «الحكومة» فيها وتلقّي الدعم من الخارج رسمياً. إذ إن هناك فارقاً كبيراً بين حفنة من الساخطين والمحتالين يتخذون مطعماً في أحد فنادق قطر مقراً لهم، وبين «حكومة» تعمل في حلب ثاني كبريات المدن السورية.
وكان كل شيء يسير في هذا الاتجاه. لكن هذا المخطّط فشل بسبب اصطدامه بالصمود غير المتوقع، الذي أظهرته بعض قطعات القوات الحكومية والقوات الشعبية المحلية، كما حدث في منطقة المطار وقاعدة كويريس الجوية.
إلى ذلك، فإن إحدى السمات الأساسية للحرب في سورية هي «محدودية العناصر» لدى فرقاء الصراع كافة. لذا اعتمدت قواعد الاشتباك على الأعداد الصغيرة من التقنيات والمشاركين.
وكانت نتيجة ذلك نقل المحاربين من منطقة إلى أخرى، بحسب متطلبات ظروف المعركة.
في المقابل، كان باستطاعة مجموعة تعدادها عشرات من الأفراد أن تسيطر على تلة أو مرتفع استراتيجي وتحاصر سكان مدينة عدد سكانها مليون نسمة. ولقد حققت «المعارضة المسلحة» نجاحات أكثر من القوات الحكومية في تنفيذ هذه الاستراتيجية القتالية، واستطاعت جمع القوى الضاربة وتحريكها في الصحراء وقطع الطرق والإمدادات.
ولكن حرب الشوارع في مدينة حلب تتطلب حشدَ عدد كبير من المقاتلين، الذين جرى تجميعهم من الرقة وتدمر وحتى من محيط حمص وحماة. وكان حصيلة ذلك أن تجمَّع الآن في حلب أكبر عدد من مجموعات «الجهاديين» وفصائل «المعارضة المسلحة» المحاصرة بالكامل والمحرومة من أيّ منفذ للإمداد أو الفرار.
ولا ريب في أن دحر هذه المجموعات إن لم يكن يعني النصر للقوات الحكومية، فهو يعني بكل تأكيد ـ التغيير الجذري لمصلحة دمشق. وهنا من الممكن تفهّم رغبة الأركان السورية للتخلّص من هذه المسألة في إطار توجيه ضربة واحدة للمسلحين. فالحرب طال أمدها، وتدمير القوى الأساسية للمسلحين الآن فرصة مضمونة النتائج.
ومن الناحية العملية، فإن الاستفادة من هذه الفرصة أصبحت نتيجة «حتمية». وقد أدرك الغرب وتركيا مؤخراً هذه الحقيقة، وهما تفاعلا مع الوضع بشكل فجائي غير متوقع انعكس في موجة عارمة من التدفقات السياسية والعسكرية لإنقاذ المسلّحين.
فمن الواضح أن تحرير حلب سيؤدّي إلى انهيار مخطّط «الحزام الشمالي»، ويفتح الطريق أمام القوات الحكومية في اتجاه مدينة إدلب، وبالتالي إلى الحدود مع تركيا.
وإن القضاء على جيب «الجهاديين» في شرق حلب سوف يؤدّي إلى إعادة التواصل مع المناطق الكردية ـ السورية وما يتبعه من نتائج لها أهميتها السياسية، لأن الاكراد لم يكونوا دائماً براغماتيين في اختيار حلفائهم. ولكنهم، في إطار هذه المعادلة المفترضة، لن يكون لديهم أي خيار آخر سوى التحالف مع دمشق، وهذا بدوره يعني توجيه ضربة لمواقف الولايات المتحدة.
وإضافة إلى الأهداف العسكرية ـ الاستراتيجية التي يمكن تحقيقها في انتصار القوات الحكومية في حلب، هناك أيضاً الجانب المعنوي الذي لا يقل أهمية لأن المطلوب الآن إحداث تغيير جذري يمكن تلمُّسه باليد كإثبات مادي وإبرازه للمتردّدين وأمام العالم. إن عملية تحرير حلب يمكن أن تصبح «مستمسكاً» على غرار عملية تحرير تدمر.
وبعد هذا، لن يدور أيّ حديث عن تنحّي الرئيس بشار الأسد، وستذهب سياسة الغرب الاستراتيجية في سورية أدراج الرياح. ولهذه الاسباب تحديداً دبّت الهيستيريا الجماعية في أوساط الغربيين طوال الأيام القليلة الماضية. وكنتيجة لهذه الأسباب بعمومها أصبحت معركة حلب مصيرية، لا فقط لسورية وحدها، بل للشرق الأوسط كله، حيث بات يشارك في معركة حلب كبار اللاعبين العالميين.
«فايننشال تايمز»: إقرار قانون «العدالة ضدّ رعاة الإرهاب» يزيد الضغط على السعودية
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً عن تصويت مجلس الشيوخ الأميركي بإقرار قانون يسمح لعائلات ضحايا تفجيرات 11 أيلول بمقاضاة دول ومسؤولين أجانب.
ويصف الكاتبان، جيوفري داير، وسيميون كير، إقرار القانون في مجلس الشيوخ بأنه صدّ للسعودية، التي طالبت الولايات المتحدة بالوفاء لعلاقاتهما.
ويرى الكاتبان أن التشريع الأميركي الجديد ربما يكون جزءاً من تغير عميق في علاقات السعودية بالغرب بسبب مزاعم ارتباطها بالتشدد الديني، وتصرفها في الحرب باليمن.
ويضيفان أن الرياض تبقى بالنسبة إلى الحكومتين الأميركية والبريطانية شريكاً مهماً في عمليات مكافحة الإرهاب، وفي الحرب ضدّ تنظيم «داعش»، ولكنها ستواجه انتقادات أكثر صراحة في عدد من عواصم العالم.
وينقل التقرير عن عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، كريس ميرفي، قوله في شأن السعودية: لقد رجوناهم أن يحرصوا في تحديد أهداف الغارات الجوية، وبيّنا لهم ما هي الأهداف التي ينبغي ألّا تضرب، فلم يستمعوا إلينا، والرسالة التي نوجّهها لهم اليوم أن دعمنا لهم مشروط.
ويضيف ميرفي بحسب تقرير «فايننشال تايمز»: هناك ارتباط تناسبي بين الأموال السعودية والوهابية التي تذهب إلى مناطق معينة في العالم ونجاح القائمين على تجنيد الإرهابيين في مهمتهم.
ويذكر الكاتبان أن شركات، مثل «جنرال إلكتريك» و«داو»، حذّرت من إقرار القانون، دعماً لموقف السعودية، بينما قال الاتحاد الأوروبي إن القانون يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي.
ويأتي إقرار هذا القانون، بحسب الكاتبين، وسط تزايد القلق من ارتفاع عدد ضحايا الحرب في اليمن، بعد 18 شهراً من الحملة العسكرية التي تقودها السعودية بهدف صدّ تمرّد الحوثيين المدعومين من إيران.