الأمم المتحدة تحذِّر من نتائج معركة الموصل: أكثر من مليون شخص قد يفرُّون من المدينة
بدأت الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل من تنظيم «داعش»، وباشر «التحالف الدولي» تحضيراته لها، حيث كشف المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل جون دوريان، عن وجود ثمانية آلاف عسكري غربي في العراق، بينهم أربعة آلاف وخمسمئة أميركي، سيشاركون في «الحرب على الإرهاب».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحث مع رئيس «إقليم كردستان العراق» مسعود بارزاني، خطط معركة تحرير الموصل.
ودعا العبادي، في مؤتمر صحافي مشترك: «إلى مواجهة التحديات وتحقيق مصالحة وطنية ومجتمعية وتغليب المصالح العليا للبلاد». مضيفا: إن «كارثة حصلت بالعراق وأمورا كثيرة غير محسومة، منذ عام 2003. ونطمح لوضع حلول كاملة والتعاون لحل مشكلة نفط كركوك وموازنة كردستان». وأكد أنه «يدعم الحكم اللامركزي والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لإقليم كردستان».
من جانبه، أكد رئيس «إقليم كردستان»، أن هناك تنسيقا جيدا بين القوات المسلحة و«البيشمركة» لتحرير الموصل مطمئنا بأن «مستقبل الموصل سيكون آمنا» وأن «جميع المشاكل والمسائل، يجب أن يتم التفاهم عليها مع بغداد».
وفي سياق هذه المعركة وتداعياتها، كشفت الأمم المتحدة، أن أكثر من مليون شخص قد يفرون من مدينة الموصل، معقل «داعش»، شمالي العراق، عند بدأ معركة تحرير المدينة.
وقال برونو جدو، مدير مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق، إن «مخيمات الطوارئ ستضم 18 ألف خيمة، في أماكن مفتوحة». وأن من لا يحصلون على خيمة، سيحصلون على «واحد من 50 ألف صندوق من مستلزمات الإيواء».
وأوضح، في مؤتمر صحافي في جنيف: أن «صندوق مستلزمات الإيواء في الطوارئ، هو عبارة عن كيس يحتوي على مطرقة وحبل وسلك ومسامير، وقطعة من البلاستيك وعارضة خشبية، كل واحدة منها يمكن أن تستخدم لإقامة مأوى مؤقت.»
وستوفر الأمم المتحدة لنحو 30 ألف شخص آخرين، صناديق معدات للطوارئ، مع لوح من الخشب، يستخدم لتوفير بعض الخصوصية في مراكز الإيواء الجماعية. كما مئة ألف صندوق معدات إغاثة أساسية، تضم بطانيات ودلاء وأدوات مطبخ.
وقال جدو: إن معركة استعادة الموصل، التي احتلها تنظيم «داعش» عندما اجتاح شمال العراق، قبل عامين، قد تبدأ خلال تشرين الأول المقبل، على أن تنجز بنهاية 2016». مضيفا: «هناك احتمال أن تتحول الموصل لإحدى أسوأ الكوارث البشرية، لسنوات طويلة جدا. أكثر من مليون شخص قد ينزحون، نتيجة الهجوم.»
وتتوقع الأمم المتحدة أن تجد نفسها في حاجة لمساعدة نحو 700 ألف شخص، على الأقل، بتوفير المسكن والطعام والماء، فيما تعتزم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إنشاء 11 مخيما وتزويدها بالإضاءة والمياه، فضلا عن 20 ألف مسكن عائلي وهي أماكن لخيم تتسع لستة أشخاص.
وتنوي الحكومة العراقية، إقامة مخيمات تتسع لنحو 150 ألف شخص إضافي. لكن هذا الأمر، يترك نقصا في إيواء نحو 400 ألف شخص، بينما تستعد الأمم المتحدة «بشكل محموم»، لإقامة مخيمات طوارئ على مقربة من مكان المعركة. وهي تفتقر للوقت والمساحة الكافيين.
وقالت الأمم المتحدة، إنها «تحتاج إلى 248 مليون دولار، للتحضير للمعركة. وما يقارب 1.8 مليار دولار، للتعامل مع عواقبها».
وحصلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، على 33 في المئة فقط، من قيمة التمويل الذي تحتاجه، حتى الآن.
وتابع جدو: «سيكون الأوان قد فات، إذا حصلت على التمويل عندما تهيمن الأزمة على شاشات التلفزيون. كل سكن عائلي، في مخيم للأمم المتحدة، يكلف حوالى ألفي دولار. وينقصنا 6200 مسكن عائلي، تحتاج 15 مليون دولار. هذا ليس مبلغا قليلا».
وأشار إلى أن الأمور قد تتفاقم، إذا قرر مقاتلو «داعش» المواجهة «حتى الرمق الأخير» وإلحاق دمار هائل بالمدينة. أو استخدام المدنيين دروعا بشرية، كما فعلوا في معركة الفلوجة، في حزيران الماضي.
وأوضح أنه ليس من اختصاصه، الاهتمام بشؤون الأسرى، من مقاتلي التنظيم. لكنه أشار إلى أن الأمم المتحدة، تلقت ضمانات بمعاملتهم كأسرى حرب.