القصيدة، ليل
إن وجدت صوتك الحقيقي
خذه إلى أرض الأموات
ثمة رهافة تسكن الرماد
ورعب في اللاهوية
الحصن
حصن قصائدي المنيع
طفلة ضائعة بين خرائب منزل مهدّم
أكتب
بذاك الخبث الأعمى
لدى أطفال
يرشقون بالحجارة
امرأة مجنونة
لا
لا أكتب:
أفتح كوّة في الغسق
كي يُبعث الموتى
بالرسائل!
أن نكتب
أن نتشبّث بضوء ـ مرآة
في العتمة
أن نحلم بمكان
لا يعرفه أحد سوانا
أن نغنّي
من مسافات شاسعة
أن نصغي للهمسات الحيّة
تبثّها طيور شجرة الميلاد
الملوّنة.
عُرْيي حمّمك بالضوء
كنتَ تشدّ على جسدي
ليتحلّل الجليد الأسود
لذاك الليل.
تُنشد الأرض الخراب كلماتي
لبعضها أيادٍ تشدّ على قلبي
بعضها ليلك في عاصفة
بعضها كأمواتنا الأحبّاء
لكنّني لا أزال
أحبّ تلك الطفلة الحزينة
وما تسرّه لدميتها
من الكلمات.
القصيدة للشاعرة الروسية الأصل آلِكسندرا پيزارنيك
وهي بعنوان: «night, the poem»
ترجمة: نسرين كمال