«المنار»
المديرُ العامُّ للأمنِ العامِّ اللبنانيّ يبحثُ عن وسيطٍ جِدّيٍ لإنقاذِ العسكريّينَ المختطفينَ لدى الجماعاتِ الإرهابيّة، والسياسيّونَ اللبنانيّونَ وجدوا على ما يبدو وَسيطاً عمليّاً لإنقاذِهِم ومعهم البلادَ من رُهابِ الوقت.
إنّهُ التواصلُ والتفاعلُ المُسَوَّف منذُ زمن .. وعليه تُستكملُ الجولاتُ السياسيّةُ والمشاوراتُ العلنيّةُ الصامتة، والمباحثاتُ واللقاءاتُ البعيدةُ عن الإعلام، فيما التحليلاتُ القريبةُ والبعيدةُ تتحدّثُ عن جِديّةٍ غيرِ مسبوقةٍ أملاً بتحقيقِ اختراق.
رئيسُ مجلسِ النوّاب نبيه برّي اخترقَ التحليلاتِ والتأويلاتِ ببيانٍ صِحافيٍ، أكّدَ فيهِ أنَّ طروحاتِهِ لا تستهدفُ أيّاً من المرشَّحين، ولكنَّها تتمسّكُ بجدولِ أعمالِ الحوارِ الوطني، الممرِ الإلزاميِ لاستقرارِ الوضعِ السياسيِ والحلِّ المتكامِلِ بَدءاً بانتخابِ رئيسِ الجمهورية. بيانٌ سُمعَت أصداؤهُ إيجابيّاً في أروقةِ الرابية على ما علِمَتِ المنار.
وهي الأروقةُ الشاهدةُ على لقاءٍ يختلفُ عمّا سبَقَهُ بينَ الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون.
في المِنطقة بؤسٌ غيرُ مسبوقٍ تَعيشُهُ الأمةُ. بعضُ حُكّامِها حزينٌ على فَقدِ حليفهِ شيمون بيريز، قاتلِ أطفالِ قانا وجنين، وأبِ المشروعَينِ النووي والاستيطاني الصِهيوني. والبعضُ الآخرُ حزينٌ على فَقدهِ الراعي الأميركي الذي أصابَهُ من حيثُ لم يحتَسِب بخشيةِ اليُتمِ السياسي ومَهَّدَ لِقَحطٍ اقتصاديّ.
«أن بي أن»
لا جديد سُجّل على خطّ الرئاسيّات، الرئيس سعد الحريري تابع جولته التشاوريّة، وزار اليوم أمس رئيس القوات سمير جعجع، الذي ربط على عتبة معراب لقاء الحريري عون بنتائج الاجتماع القوّاتي المستقبلي.
جعجع صرّح لاحقاً أنّ موقف الحريري النهائي ليس قريباً، ما يعني أنّ المسارات لم تتّضح بعد، وحدها الشائعات الإعلاميّة والتركيبات تملأ الفراغ، ومن هنا جاء بيان المكتب الإعلامي للرئيس نبيه برّي، الذي أخذ بنيّة حسنة أغلب ما تضمّنته حملة الإعلام التي تُظهر الأمور كأنّها خلاف شخصيّ بين رئيس المجلس ومرشّح معين، موضحاً أنّ الطروحات التي قدّمها الرئيس برّي ويضعها بتصرّف الجميع تعكس تمسّكه بجدول أعمال الحوار، وهي لا تستهدف أيّاً من المرشّحين بعينه، ولكنّها الممر الإلزامي لاستقرار الوضع السياسيّ والحفاظ على المؤسّسات الدستوريّة، وللحلّ المتكامل بدءاً بانتخاب الرئيس.
الشلل المؤسّساتي لم يمنع الاهتمام الرسمي بملف سياديّ بحجم حوض الليطاني الذي حظي بإعلان رئيس الحكومة تمام سلام يوماً وطنيّاً لحمايته، وعلى ضفاف الإعلان رأى سلام أنّ الحكومة باتت مصبّاً لنهر جارف من المشاكل تتدفّق عليها العرقلة من كلّ حدب وصوب.
في جديد التعيينات العسكريّة، كلّف وزير الدفاع سمير مقبل بموجب قرار اللواء الركن حاتم ملاك بتسيير مهام رئاسة الأركان بعد صدور مرسوم ترقيته إلى رتبة لواء، بناءً على قرار الوزير، كما أصدر قراراً قضى بتعيين العميد الركن حسين عبدالله رئيساً للمحكمة العسكريّة الدائمة.
على مستوى المنطقة، يبدو أنّ الاشتباك المفتوح بين موسكو وواشنطن تتّسع رقعته على الساحة السوريّة من دون قطع شرعة التواصل الذي يتابع عبر كيري لافروف، الروس يضعون أولويّة فصل المعارضة المعتدلة عن «جبهة النصرة»، لا سيّما أنّهم يرون نيّة أميركيّة باستخدامها ضدّ دمشق.
في المقابل يُطرح السؤال حول مدى ارتباط حدّة التصريحات الأميركيّة بالانتخابات الرئاسيّة أو بحسابات واشنطن الجديدة في المنطقة.
«او تي في»
كأن المخاض على لياليه، كما تقول القابلات وربّات البيوت المتلهّفة لحدث سعيد. هكذا يبدو استحقاق الرئاسة … التفاؤل واضح، لكن، وبسبب التجارب والمصاعب والمطامع والمطامح … الحذر واجبٌ أكثر، والتحفظُ كذلك. المعلومات المتوافرة تشير باختصار شديد إلى أنّ لقاء الحريري أمس أمس الأول في عين التينة، لم يكن موفّقاً. انتشر هذا المناخ ليلاً، فتحرّكت الاتصالات داخل كل بيت وبين أهله. في الصباح، صدرت نتيجة المشاورات كلام وجدانٍ وحرصٍ على صفحات بيروت المختلفة، ما حرّك الأمور إيجاباً. سارع سيد البرلمان إلى التوضيح عبر بيان لمكتبه يقول فيه من دون تسمية، إن لا مشكلة لديه مع العماد عون، وإنّ طروحاته تعكس تمسّكَه بجدول أعمال الحوار الوطني، وهي لا تستهدف أيّاً من المرشّحين بعينه، ولكنّها بنظر برّي الممرّ الإلزامي لاستقرار الوضع السياسي والحفاظ على المؤسسات الدستورية وللحلّ المتكامل بدءاً بانتخاب رئيس الجمهوريّة. ما يعني إصرار رئيس المجلس على التفاهم مع عون ومع كل المعنيّين على سلسلة مسائل، إن لم تكن سلّة قضايا تمهّد لانتخاب الرئيس. الـ»أو تي في» سألت العماد عون عن بيان برّي، فطلب بدوره إيراد التوضيح التالي: «ونحن أيضاً، حين نعلن إيماننا وحرصنا على الميثاق والدستور، لا نكون نهدف إلى انتقاد أيّ مسؤول. بل إنقاذ النظام وحفظ حقوق الجميع. وفي كل الأحوال، كنّا ولا نزال، نلتزم ما يُجمع عليه اللبنانيّون، عبر مؤسّساتهم الشرعيّة، كما على طاولة الحوار. أمّا الباقي، فيتكفّل به افتراض حسن النيّات وسلامة المقتضيات الوطنيّة». ماذا تعني كلّ تلك المواقف؟ كأنّها رسائل مشفّرة لا يحلّها إلّا المعنيّون بها … المهم، هو الجواب على السؤال الأساسي: هل هناك من يريد تسوية، ويبحث عن أفضل صيغة لمعادلتها؟ أم هناك من يريد إجهاض التسوية، ويبحث عن أفضل الذرائع لوأدها؟الجواب في الأيام المقبلة، خصوصاً بعد اختتام جولة الرئيس الحريري .
«الجديد»
لم يصادف أن تمتّع الرئيس سعد الحريري بحيويّةٍ سياسيّة توازي نشاطه الرئاسي في هذه المرحلة، فعلى المحيّا المتعب من الداخل إلى الخارج، تبدو علامات الجهد السياسي والحركة المفعمة بالبركة. وإذا كان سعد الحريري يريد حلّاً لنفسه أولاً، فإنّ مساعيه تأتي من ضمن السلّة الأوسع التي تبدأ من فراغ الرأس وملء الشغور المتمدّد عاماً بعد عام. ويُشهد لزعيم المستقبل هذه المرة أنّه يخوض حرب أمّ المعارك لإحداث كوّةٍ في الجدار الإسمنتي السياسي، متنقّلاً بين المقار المعنيّة ودوائر القرار طارحاً الخيارات وبينها ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية. فبعد زيارات الأيام الماضية من بنشعي إلى بكفيا فالصيفي وعين التينة، حطّت رحال الحريري في معراب، ومنها مباشرة إلى الرابية حيث عقد لقاءً مع العماد عون. وكان الوزير جبران باسيل في استقبال الحريري على مداخل الرابية. أمّا على مدخل معراب فقد أبدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تمسّكه بترشيح الجنرال، ورمى بمسؤولية التعطيل على حزب الله قائلاً، إنّ الرئيس نبيه برّي ما كان ليتّخذ موقفه المتصلّب لولا التشاور مع حزب الله الذي لا يريد رئيساً ولا يريد عون رئيساً.
وبعيداً من التداول الرئاسي واستحقاق الرئيس المتأخّر، فإنّ لدى الإعلام استحقاقاً بطعم أزمة الحريّات والسيادة الوطنيّة التي خرقتها المحكمة الخاصة بلبنان وتطاولت على أسياد إعلاميّين. وإذا كانت الجديد قد انتزعت براءتها بقوة الحق وفرضت على المحكمة الدوليّة غرامة من وزن الكرامة، فإنّ الزميل إبراهيم الأمين يخوض هذه المعركة وحده اليوم أمس مع انقضاء مهلة الدفع، للأمين ولجريدة الأخبار كلّ الدعم في وجه هذه الحملة الدوليّة الساعية لفرض عقوبات وانتزاع حريّات وتصدير قرارات من فوق القضاء ومن تحته.
«ال بي سي»
في لبنان المياه تصل إلى الصهريج لكنّها لا تصل إلى الخزان، على الرغم من أنّ مصدر المياه واحد وهو مصالح المياه، كيف تكون هناك مياه للصهاريج في الجديدة البوشريّة السدّ والدكوانة ولا تكون هناك مياه للخزانات؟؟ إمّا أنّ مصلحة المياه عاجزة أو متواطئة، الصفتان توصلان إلى النتيجة ذاتها. هل من يضع حدّاً لهذه المافيا التي تحجب المياه عن الناس لتعود فتبيعها إيّاها؟ إذا كان المواطن مضطراً لدفع اشتراك مصلحة المياه ولا تأتيه المياه، ثمّ يدفع للصهريج، فلماذا لا يدفع مرة واحدة ولماذا لمصلحة المياه؟ وإذا كانت مصلحة المياه قادرة على توصيل المياه إلى الخزّانات، فلماذا تغطّي أو تتواطأ مع أصحاب الصهاريج أو مع من هم وراءهم من أصحاب الرتب وأصحاب النجوم المتقاعدين منهم وغير المتقاعدين؟ ألا يكفي هذه الفضيحة ليتحرّك قائد الجيش بعدما تحرّك المدير العام لقوى الأمن الداخلي؟ ألا تستدعي هذه الفضائح وهذه المافيات تحرّكاً من وزيري الدفاع والداخلية؟ المياه للناس وليست لأصحاب الصهاريج. ضعوا حدّاً لجشعهم ولسطوهم على المياه، قبل أن يصل الوضع إلى صِدام بينهم وبين الناس المحرومين من المياه بسببهم. أوقفوا مهزلة الحمايات وجزر التنفيعات لهذه العصابات التي تنهش لحوم الناس وهم أحياء. اللبنانيّ، على رغم يوميّات المآسي من المياه إلى الكهرباء، يحاول أن يجد أملاً، وهذا الأمل يتمثّل بإعادة تكوين السلطة بدءاً من انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. وهذا الاستحقاق يتحرّك منذ فتح مسار جديد بتحريك ترشيح العماد ميشال عون، الرئيس سعد الحريري واصل حركته فزار معراب عصر اليوم أمس ، وكان ختام نهار في الرابية حيث التقى العماد ميشال عون في حضور الوزير جبران باسيل.
«ام تي في»
نحن ما زلنا في الوقت الضائع رئاسيّاً، ولا رئيس للجمهورية قريباً، هذا ما قاله للـ»أم تي في»، وزير فاعل آثر عدم ذكر اسمه. الرأي الوزاري يمكن اعتباره مجسّداً للواقع، فحركة الاتصالات المكثّفة والسريعة التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري لإخراج الوضع الرئاسي من المأزق لا تزال تصطدم بعقبات وحواجز محليّة معروفة، بالتوازي فإنّ مصادر دبلوماسيّة مطّلعة تؤكّد أنّ القوى الإقليميّة الفاعلة غير متحمّسة لإنجاز حلّ رئاسي في الوقت الراهن، وخصوصاً في ظلّ السقوط المدوّي للهدنة في سورية.
وبينما كان الرئيس الحريري يستكمل جولاته بزيارة معراب للقاء الدكتور جعجع والرابية للقاء العماد عون، كان هناك مرسوماً جوال يتنقل بين الوزراء لتأمين توقيعهم على حلّ لشغور موقع رئاسة الأركان. الحلّ قضى بترقية العميد حاتم ملاك إلى رتبة لواء ليصبح مسيّراً لمنصب رئاسة الأركان إلى حين تعيين رئيس جديد للأركان من مجلس الوزراء. وتزامناً مع جولتي الحريري والمرسوم، كان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يجول في البقاع، مؤكّداً أنّ السلطات اللبنانيّة لا تملك معلومات دقيقة عن مصير اللبنانيّين المخطوفين لدى «داعش».