تقرير
تطرّقت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية إلى مقابلة أحد قادة «جبهة النصرة» الإرهابية، التي يتحدّث فيها عن تلقّي الإرهابيين من الولايات المتحدة الأميركية صواريخ «تاو» المضادة للدبابات.
وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة أمس: «جبهة النصرة»، إحدى أخطر التنظيمات الإرهابية في سورية، تتلقّى الأسلحة الثقيلة من الولايات المتحدة الأميركية. هذا ما نشرته صحيفة «كولنر شتات أنتسايغر» الألمانية التي التقى مراسلها أحد قادة التنظيم، واسمه «أبو العز»، في مدينة حلب.
وأكد «أبو العز» في حديثه الصريح أنّ الولايات المتحدة تقف إلى جانب «جبهة النصرة»، و«لكنها لا تقدم لنا المساعدات بصورة مباشرة، بل عبر البلدان التي تتعاون معنا. وهذه البلدان هي المملكة السعودية وقطر والكويت» مشيراً إلى أنهم حصلوا على دبابات وقاذفات صواريخ من ليبيا، عبر الأراضي التركية.
كما أعلن «أبو العز» أنهم حصلوا في بعض المرّات على الأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية بصورة مباشرة، والمقصود هنا صواريخ «تاو» المضادة للدبابات. وهذه الصواريخ بحسب قوله ساعدتهم في فرض سيطرتهم على مناطق عدّة في سورية.
وإضافة إلى هذا، تحدّث «أبو العز» عن حصول «جبهة النصرة» على استشارات عسكرية من خبراء عدد من البلدان من ضمنها تركيا و«إسرائيل» والولايات المتحدة.
ويذكر أن «جبهة النصرة» التي شُكلت في كانون الثاني عام 2012، غيّرت اسمها في تموز الماضي إلى «جبهة فتح الشام». وتعرف هذه المجموعة بأنها الأكثر راديكالية من بين باقي المجموعات المسلّحة في سورية. كما كانت سابقاً تعرف بـ«القاعدة في سورية». لذلك فإن الهدف من تغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» كان الانفصال عن «القاعدة» على أمل إدراجها في قائمة ما يسمّى «المعارضة المعتدلة» في سورية.
غير أن هذه المناورة منيت بالفشل، إذ أدرج مجلس الأمن الدولي «جبهة النصرة» في قائمة المجموعات الإرهابية، وكذلك فعلت أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزلندا والإمارات العربية وروسيا والمملكة السعودية والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا.
وإذا ما كانت مقابلة «أبو العز» مع الصحيفة الألمانية صادقة، فإن بعض الدول، التي تعدّ المسلّحين إرهابيين، لا تجد مانعاً من الاستمرار في التعاون معهم.
وتعدُّ مشكلة «جبهة النصرة» حجر عثرة في التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في سورية. فروسيا تطلب من الجانب الأميركي وقف تعاون مجموعات «المعارضة المعتدلة» مع فصائل «جبهة النصرة». ولكن هذا عملياً لا يحصل. ففي معركة حلب يشكل مسلّحو «جبهة النصرة» القوة الأساسية لـ«المعارضة».
وعلى ضوء معلومات توريد الولايات المتحدة الأسلحة إلى المجموعات السورية، يحاول الدبلوماسيون الأميركيون بالسبل كافة وقف غارات القوة الجو ـ فضائية الروسية على مواقع «جبهة النصرة» في حلب.
وبعد نشر هذه التصريحات، أسرعت الخارجية الأميركية إلى تفنيدها. فقال الممثل الرسمي للوزارة مارك تونر: نحن لم نقدّم أيّ مساعدة لـ«جبهة النصرة». ونحن نعدّها فرعاً من تنظيم «القاعدة» الإرهابي الدولي ونعمل للقضاء عليها.
غير أن تصريحات «أبو العز» تثير تساؤلات كثيرة حول مهاجمة طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع وحدات الجيش السوري في دير الزور يوم 17 أيلول الجاري. فكما هو معلوم تدافع هذا الوحدات منذ ثلاث سنوات عن مدينة دير الزور وتمنع «داعش» من احتلالها.
أما بالنسبة إلى صواريخ «تاو»، فهي صواريخ ثقيلة أميركية الصنع مضادة للدبابات دخلت الخدمة الفعلية في الجيش الأميركي عام 1970 ولا تزال. وهي الصواريخ الأساسية الموجهة في القوات المسلحة الأميركية، وبعض البلدان الأوروبية و«إسرائيل» ودول أخرى.
وخلال السنوات الـ45 الماضية، تم تحديث هذه الصواريخ مرّات عدّة. وتعدٌّ السلاح الأكثر انتشاراً في العالم بين مثيلاته. ويطلق «المعارضون» على هذه الصواريخ لقب «مروِّضة الأسد»، ومنذ عام 2015 لوحظ وجود النموذج الأحدث من هذه الصواريخ في حوزتهم.