بغداد تردّ على أردوغان: تحرير الموصل بأيادي العراقيين وحدهم

رفضت وزارة الخارجية العراقية، أمس، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن معركة تحرير الموصل، واعتبرتها «تدخلا سافرا».

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد جمال: إن تلك التصريحات مثلت «تجاوزا لمبادئ العلاقات الثنائية وحسن الجوار».

أضاف جمال: إن معركة تحرير الموصل، ستكون ختام الانتصارات التي يسجلها أبناء شعبنا الأبطال، بكل مكوناته. معتبرا، أن تصريحات ومواقف القيادة التركية، تمثل إزعاجا وتعكيرا للعلاقات المرجوة بين البلدين، كونها أهملت المواقف والدعوات الدولية الداعية إلى سحب القوات التركية المتسللة، إلى قرب مدينة بعشيقة واحترام السيادة العراقية.

ودعا جمال، الحكومة التركية، إلى الكف عن إطلاق التصريحات الاستفزازية العديمة الجدوى، أو محاولة التدخل في قضايا العراق الداخلية، أسوة بما عبر عنه العراق من مواقف داعمة للجارة تركيا، أمام الكثير من التحديات وآخرها موقفه الرافض للمحاولة الانقلابية العسكرية داخلها.

وأكد جمال، أن معركة تحرير الموصل العزيزة، من براثن «داعش»، ستكون بأيادي العراقيين وحدهم، من دون الحاجة إلى فسح المجال لجعلها «ساحة من ساحات صراع الإرادات الدولية».

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عبّر في 27 أيلول الماضي، عن استغرابه لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بشأن تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش». وأكد أن تركيا ليس لها أي دور في العمليات العسكرية ضد التنظيم، مبديا عدم رغبته بحدوث تصادم مع القوات التركية المتواجدة شمال العراق.

وكان أردوغان، أكد السبت الماضي، في كلمة له في افتتاح دورة البرلمان التركي، أن قوات بلاده سيكون لها دور في استعادة مدينة الموصل، التي تخضع لسيطرة «داعش» منذ حزيران 2014. مشيراً الى أنه لا يمكن لأي جهة منع ذلك.

وقال أردوغان: سنبذل قصارى جهدنا في عملية تحرير الموصل. ويجب أن نكون على طاولة الحل، لا أن نكتفي بالمراقبة. مضيفا: لن نسمح للميليشيات الشيعية وحزب العمال الكردستاني، بالمشاركة في العملية. وسنقوم بكل ما يجب لمنع هذه اللعبة.

وفي السياق، بدأت قوات «البيشمركة» الكردية استهداف المناطق الواقعة على المدخل الشرقي لمدينة «الموصل»، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، بقذائف المدفعية الثقيلة.

وقال العقيد لقمان أبو بكير، قائد أحد ألوية «البيشمركة» المتمركزة في جبل زرطيق الاستراتيجي، الذي يبعد عن مدينة الموصل 20 كيلومتراً، إن قواته كثّفت قصفها على قرية «كوك جليل» وبلدة «برطيلا»، الواقعتين عند المدخل الشرقي لمدينة الموصل. مضيفا: إنّ مدافع «البيشمركة» تستهدف المناطق الشرقية المحيطة بالموصل. وإنّ سكان تلك المناطق المستهدفة، هجروا قراهم منذ فترة طويلة، ورحلوا إلى محافظة أربيل ومناطق آمنة أخرى، هرباً من التنظيم الإرهابي. وتلك المناطق لا يتواجد فيها، حالياً، سوى عناصر «داعش».

ولفت إلى بدء التحضيرات لاستعادة بلدة «برطيلا»، التي كانت تقطنها غالبية كلدانية، من يد «داعش». وقال: على ضوء المعلومات المتوفرة لدينا، فإنّ البلدة خالية تماماً وعناصر «داعش» يتحصنون في الأنفاق التي حفروها داخلها.

ولم يوضح نتائج هذه القصف، وما إذا أسفر عن خسائر في صفوف «داعش».

في سياق متصل آخر، أكد النائب عن محافظة نينوى، محمد نوري عبد ربه، وجود تنسيق وتواصل بين «حركات المقاومة» داخل مدينة الموصل، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» وبين الحكومة العراقية والتحالف الدولي.

وأوضح أن عدد حركات المقاومة في محافظة نينوى بات كثيرا، ولا يمكن تحديده بعدد معين. لافتا إلى أن ضربات الطيران العراقي والتحالف الدولي، التي تستهدف «داعش» في الموصل، تتم بالتنسيق مع تلك الحركات.

وأشار إلى أن «أبناء المقاومة أناس وطنيون تابعون للعراق ولا ينتمون لأي جهة سياسية. كما أنهم لا يعملون تحت أي أجندة سياسية أو خارجية».

ولا تزال الموصل، أهم معاقل «داعش» في العراق، رغم خسارته الكثير من الأراضي التي كان سيطر عليها، خلال معارك أدت إلى مقتل المئات من أتباعه.

على صعيد آخر، أصيب زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي وثلاثة من قياديي التنظيم، بحالة من التسمم الشديد، بعد تناولهم وجبة طعام على الحدود العراقية السورية، جنوب غربي محافظة نينوى.

وبحسب مصدر لم يذكر اسمه، في محافظة نينوى العراقية، فإن معلومات استخبارية دقيقة وصلتنا، تفيد بأن زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، أبو بكر البغدادي وثلاثة من قياديي ما يسمى «مجلس الشورى»، أصيبوا بتسمم إثر دس السم لهم في وجبة غداء تناولوها . مضيفا: أن البغدادي والمصابين الثلاثة، نقلوا تحت مراقبة شديدة، إلى موقع مجهول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى