اقتراحات ترشيد استخدام المياه وأساليب حديثة للري

نظّمت بلدية بعلبك ورشة عمل في فندق «كنعان» في بعلبك عن نبع رأس العين، بالتعاون مع مؤسسة إبراهيم عبدالعال للتنمية المستدامة وجمعية «نحن»، ضمن إطار مشروع العمل المشترك في الشبكة اللبنانية لمؤسسة «آنا ليند» الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات.

وأشار رئيس بلدية بعلبك حمد حسن إلى أنّه «على الدولة ومؤسساتها والسلطات المحلية والأهلية إحسان استثمار المياه وترشيد استهلاكها، لأنّ شحها بمثابة تحدٍّ للسلوك العام ومصدر للقلق والنزاعات»، مضيفاً أنّ «في بعلبك معلمين رئيسيين هما: نبع البياضة في رأس العين والقلعة الأثرية التي أنشئت في حوض النهر».

ورأى أنّ «من أسباب الكارثة التي أصابت نبع البياضة وأدت إلى جفاف النهر تدني نسبة المتساقطات والتغير المناخي والاحتباس الحراري والتصحر، إضافة إلى النشاط البشري غير المدروس»، مشيراً إلى أنّ «عدد النازحين السوريين في بعلبك زهاء 60 ألفاً، أي ما يوازي عدد السكان الأصليين في المدينة مما ساهم في زيادة الأزمة».

من جهته، لفت موسى نعمة باسم مؤسسة ابراهيم عبد العال للتنمية المستدامة، إلى أنّه «نعاني مشكلة الهدر في استخدام المياه في مجال الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي، فما نعانيه من جفاف لنبع رأس العين يعتبر نقمة، ولكن النعمة أننا نلتقي هنا لنتباحث في قضية شح المياه ونعرض الأسباب ونقترح الحلول». وأضاف: «بحسب الدراسات التي أعدتها المؤسسة فإنّ العلاقة برأس العين في بعلبك بنسبة 73.68 في المئة مباشرة ومصادر توفير المياه للاستخدامات كافة تعتمد على رأس العين بنسبة 41.18 في المئة وعلى الآبار الخاصة بنسبة 30.88 في المئة. أما وضع الصرف الصحي في المدينة، فهناك شبكات تغطي نسبة 69.12 في المئة، وحفر صحية مفتوحة 8.82 في المئة وحفر صحية مبطنة 20.59 في المئة».

واعتبر محمود الجمال أنّ «كلّ بئر محفورة في منطقة الحوض تؤثّر بطريقة مباشرة على النبع، وتوجد صلة مؤكدة بين البئر رقم 9 ومياه البياضة، ومنطقة التأثير على النبع تنحصر بمسار يمتد من فوق النبع على ارتفاع 1200 متر في اتجاه طريق الحرش حتى كسارة الرفاعي، وبخط ثانٍ يمتد من رأس العين إلى فوق الخوام وفي اتجاه مصلحة المياه حتى الآبار المستأجرة».

بدوره، أشار رئيس مؤسسة مياه البقاع مارون مسلم إلى أنّ «لنبع رأس العين أهمية سياحية نظراً إلى وجود بعض البنى الأثرية، وأهمية زراعية لأنه يؤمّن الريّ للأراضي الزراعية في بساتين بعلبك».

وأوضح أنّ «من أهم المشاكل المتعلقة بمجرى نهر رأس العين: تلوث بركة رأس العين جراء رمي النفايات فيها، وتلوث مجرى القناة الرئيسية من جراء مياه الصرف الصحي لبعض المنشآت المحاذية للقناة، وانخفاض مستوى المياه نتيجة الجفاف».

كما اقترح «ترشيد استخدام المياه واعتماد الأساليب الحديثة في الري، رفع أسباب التلوث عن مجرى النهر وتنظيم حملات توعية للمواطنين».

وكانت كلمة للمدير التنفيذي لجمعية «نحن» محمد أيوب أشار فيها إلى أنّ «مشكلة المياه تهم كلّ لبناني، وتهم مدينة بعلبك التي جف فيها نبع ونهر رأس العين خصوصاً، فكيف إذا كان هذا النبع في موقع أثري يعود إلى العهد الروماني، وتغذي مياهه معظم أنحاء بعلبك والجوار؟».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى