الجنود الصهاينة سيتحوّلون إلى طرائد في مصيدة الموت أمام صواريخ حزب الله

أوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر أمس، أسباب القلق السائد لدى جيش الاحتلال من نشوب حرب جديدة مع حزب الله، استناداً إلى معلومات حصلت عليها من مصادر عسكرية رفيعة المستوى في قيادة المنطقة الشمالية.

وتشير المعلومات إلى عدّة أوجه لأخطار الحرب المقبلة مع حزب الله، وتوقع الانكسار السريع فيها، وتحدّثت عن مصيدة موت يحضّرها حزب الله لجنود الجيش «الإسرائيلي» بما يشمل أيضاً توقّع نجاح الحزب في الدخول إلى الجليل والسيطرة على أجزاء منه تماماً كما ورد على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله العام الماضي.

وتلفت الصحيفة إلى أن الحرب المقبلة قد تندلع في الشمال، إذ ستكون أصعب بكثير على «إسرائيل» إذا لم تسارع إلى تغيير أولوياتها ورصد الميزانيات اللازمة من أجل التدريب والتسليح، خصوصاً بعد فشل نظرية الاعتماد على سلاح الجوّ والاستخبارات في الحرب الأخيرة على غزّة.

وتتابع الصحيفة أنّ قطاع غزّة هو المشكلة الاصغر من بين التهديدات التي تواجهها تل أبيب. وكما وضع بعض القادة رأسهم في الرمل أمام تهديد الأنفاق، فمن الممكن أن ينفجر في وجهنا في المستقبل موضوع عدم الجاهزية للحرب على الجبهة الشمالية. على ضوء زيادة قوة حزب الله وانتشار الارهاب العالمي، سيكون هذا التحدي أكبر بكثير، والتهديد ليس فقط من لبنان بل في ساحة واحدة فيها جبهتان: أرض الأرز وأرض الأسد. بعد أن قتل حوالى 300 من مقاتلي حزب الله في سورية من الواضح أن الأسد سيردّ الجميل.

وتضيف «يديعوت»: من يعرف تفاصيل المخاطر الموجودة في هذه الحدود اللبنانية ويعرف مستوى جاهزية الجيش «الإسرائيلي» يجب أن يكون قلقاً جداً، إضافة إلى تقليص تدريب الوحدات النظامية وإلغاء تدريبات الاحتياط، فإن الجيش ليس مسلحاً بأدوات كافية. يوجد للجيش اليوم عدد قليل من مدرعات النمر التي تؤمّن دفاعاً مقبولاً. باقي الأدوات هي مدرعات خفيفة من نوع «زالدا» و«دوميو» حيث مستوى تدريبها رأيناه في كارثة المدرعة في عملية الجرف الصامد مقتل سبعة جنود داخل ملالة في معركة الشجاعية . لو عرف الجمهور عن العلاقة العددية بين مدرّعات «زولدا» والنمرة لصدم. في الحرب التي ستندلع مع لبنان، المدرعات القديمة ستتحول إلى مصيدة للموت أمام الصواريخ المضادة للمدرعات التي يمتلكها حزب الله، نظراً إلى أن الجيش يملك عدداً قليلاً من أجهزة الدفاع من نوع معطف الريح وهناك الكثير من المدرعات التي ستكون مكشوفة ومن دون هذه المنظومة.

على صعيد الدفاع الجوي، تضيف «يديعوت»، الوضع ليس أفضل بكثير. الجيش الصهيوني فقط يمتلك اليوم 9 بطاريات للقبة الحديدية، ومن الواضح أنها لن تكفي للكارثة التي ستحدث عند سقوط آلاف الصواريخ على «إسرائيل». منظومة «العصا السحرية شربيت كساميم» بحاجة إلى أكثر من عام لتصبح قيد الاستخدام، وحينذاك ستكون المشكلة أن إسقاط صاروخ واحد سيكلف مليون دولار.

وتشدّد الصحيفة العبرية على أنه في نظرة إلى الشمال يتبين أن حزب الله يعمل بعكس «إسرائيل»: هو يتسلح، ويزداد قوة، ويتحسن. كما يقول ضباط في الجليل وخبراء في شؤون حزب الله داخل الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية». لقد امتلك التنظيم حوالى 100 ألف قذيفة صاروخية من أنواع مختلفة، وهي أثقل وأكثر دقة ومدى أطول من تلك التي استُخدمت في 2006، وقدرة التنظيم على الاطلاق تبلغ 1000 قذيفة صاروخية في اليوم، و«إسرائيل» ليس لها جواب على ذلك.

الصحيفة تقول: في الوقت الذي جلس جنود الاحتياط في صالونات بيوتهم بدلاً من المجيء للتدريب بسبب نقص الميزانية، فإن السيد نصر الله حوّل منطقة القصير في سورية إلى معسكر تدريب له. أكثر من 5 آلاف مقاتل وقائد من حزب الله موجودون في سورية في كل لحظة ويحاربون ويراكمون خبرة كبيرة. كل محارب في التنظيم يمر بخط سورية مرة واحدة على الأقل، ويتعلم الحرب في الجيش النظامي. محاربون من حزب الله تحولوا إلى القوة الخاصة المحاربة للاسد وتدربوا على تحسين قدرة إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وهذه هي الصواريخ التي تشكل عنصراً حاسماً في الحرب القادمة مع إسرائيل. عملياً، يتدرب محاربو حزب الله منذ ثلاث سنوات، وهذا حلم كل تنظيم محارب.

في الماضي وعد نصر الله بأنه سيحتل الجليل، ومن أجل هذه المهمة لن يحتاج حزب الله إلى الأنفاق، فيكفي أن يعبر الحدود ويسيطر على إحدى البلدات الإسرائيلية. في القيادة الشمالية يعرف المسؤولون أن قائد حزب الله جادّ، ولذلك غيرت القيادة الشمالية بشكل دراماتيكي خطة الحرب وحولتها إلى دفاعية بالضبط كما في غزة، إلّا أن التحدي في الشمال أكبر بكثير».

وبحسب يديعوت، «هناك من يقول إن حزب الله لا يريد الدخول في حرب مع إسرائيل غداً صباحاً، فالتنظيم غارق في الحرب في سورية، وإن داعش ومنظمات جهادية أخرى يشكلون تحدياً بالنسبة إليه في بيته. ولكن حتى وإن كانت طلقة البدء في الشمال ما زالت بعيدة، إلا أنه يجب رؤية الصورة كاملة بكل ما يتعلق ببناء القوة لحزب الله مقابل الصدأ الذي اعتلى الجيش الإسرائيلي».

وتضيف الصحيفة: «ضابط رفيع المستوى في قيادة الاركان، ويعتبر عقلانياً، يرى أن إسرائيل يجب أن تصحو، واذا لم يكن سلاح البر الإسرائيلي قوي بما فيه الكفاية فهو سيواجه مشكلة في الشمال. ما الحل إذا؟ هنا يجيب الضابط نفسه زيادة في الميزانية يجب أن تذهب لتدريب الاحتياط، على الجيش إعطاء أموال لشراء بنى وأدوات متطورة وأن يضع خطة متعددة السنوات للتسلح.

وفي هذا السياق، يقول وزير الحرب موشيه يعلون: محظور أن نصل إلى مرحلة حيث ننظر إلى الوراء ونقول بأسف إن عدم الاستثمار في الأمن كان أمراً غير مسؤول ودفعنا بسببه ثمناً باهظاً».

وتوضح «يديعوت» أنّ الجيش الصهيوني سيضطر إلى تغيير نظريته بالاعتماد على القصف الجوي والمعلومات فقط وإهمال البر، «هذه النظرية التي تبين أنها خاطئة في الحرب على غزّة. من أجل جسر الهوة على الجيش أن ينقل ميزانيات من سلاح الجو لسلاح البر. جنرالات في هيئة الاركان يقولون إنه بالامكان التنازل عن جزء من الـ 19 طائرة إف 35 التي لم تصل بعد، ثمن كل طائرة من هذه 140 مليون دولار، والمبالغ التي ستُوفّر يمكن أن تعطى للحاجات الفورية. الجيش يستطيع أن يواجه المخاطر بـ 15 طائرة كهذه، ولكن من دون قوات برية، سينتهي الامر بشكل سيء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى