واشنطن… وسقوط مفاوضات منتصف الطريق!
فاديا مطر
إن محاولات إرساء حلول ربع الطريق ومنتصفه، التي عطلتها واشنطن منذ اتفاق 23 شباط الماضي، لوقف ما سمّي «وقف إطلاق النار في سورية»، كانت لعدم قدرة، أو جدية، واشنطن بالسيطرة على الأطراف الإرهابية الحليفة لها، التي داهمت كل الهدن المطروحة بخروقاتها، تحت التعامي الأميركي – الأممي، عن مغبات وتفاعلات هذه الخروقات، في سياقات التهادن. فما طرحته واشنطن سابقاً، من الخطة «ب»، التي نكر وجودها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، منذ 10 آذار الماضي، رغم وجودها والتي كانت كعتاد احتياطي، لإحباط أي مفاوضات، أو مهادنات ترسو على الأرض السورية. فالولايات المتحدة، التي تعاني، أصلاً، من تنازع إرادات بين «بيتها الأبيض» و«وزارة دفاعه»، على عنوان التعاون العسكري مع روسيا والحلول العسكرية في سورية، وصلت إلى 19 أيلول الماضي، الذي أنهى الهدنة التي استمرت سبعة أيام، بعد اعتداء 17 أيلول على قوات الجيش السوري، في محيط مطار دير الزور العسكري بعد إلغاء إجتماع كان مفترضاً لمجلس الأمن بـ 16 أيلول المنصرم، على مستوى السفراء بطلب روسي ـ أميركي، بسبب عدم إستجابة واشنطن لإطلاع مجلس الأمن على وثائق التعاون الروسي ـ الأميركي وتوضيح تفاصيله والإفصاح عن بعض جوانبه. لكن تعليق التعاون من قبل واشنطن في 3 تشرين الأول الحالي، للعمل مع روسيا في الشأن السوري، أودى بحياة ما بقي من منتصف الطريق وأوضح التحايل الأميركي لمنح الفرصة لترتيب الصفوف الإرهابية، في شرق حلب وأرياف حماه. بعد كل الدعم اللوجستي الذي قدمته واشنطن وحلفائها. فالبيت الأبيض، الذي صرح في 3 تشرين الأول الحالي، بإيقاف التعاون وسحب العسكريين الذين يتولون التنسيق مع موسكو، يرمي إلى ما يعد في الخطة «ب» من حلول جديدة، فهل الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية، ستكون على صفائح النار؟ أم أن العسكرة الروسية ستقطع الطريق؟!
واشنطن التي لا ترى أمامها سوى إسقاط النظام في سورية، بحسب تصريح الخارجية الروسية أمس، هو بمضمونه، يعني إطالة أمد الحرب في سورية وتعطيل كل الحلول الممكنة، لإكساب المجموعات الإرهابية فرصة الوقت و«اللوجستك» اللازم، لفرض معادلات توازن استرايجية جديدة، بالتزامن مع ما تحاول تركيا فرضه من تغييرات لمشاهد السيطرة العسكرية، وإعادة «المناطق العازلة» إلى واجهة الأحداث. لكن المعادلات الروسية، في الضفة الأخرى من المشهد، أصبحت تحاكي المستجدات بشكل افضل، بعد فضّ التعاون. وأصبحت قادرة على الرد أكثر، بما يخص كل الملفات التي تحاول واشنطن إشباكها: من سورية إلى العراق إلى أوكرانيا. فما هي حلول سقوط التعاون في منتصف الطريق؟!
هي إشارات بدأت تشرق أشعتها على الأرض.