نيشان لـ«البناء»: مهتمّ بالإنسانية بعيداً عن الضجيج الإعلامي
جهاد أيوب
قدّم الزميل والمذيع نيشان مساء أمس الإثنين، وعلى مسرح «B timent des Forces Motrices» في جنيف، حفل تقديم جوائز «نانسن» العالمية، التابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.
يهتمّ هذا المهرجان العالمي الذي تنظّمه الأمم المتحدة سنوياً بتكريم مؤسّسات، وأفراد عملوا بالتزام وتفانٍ من أجل قضية اللاجئين، وحضره عدد من الوزراء والسفراء والدبلوماسيين، وممثلي دول من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الإنسانية.
ويعتبر نيشان الإعلامي العربي الأول الذي يقدّم حفل جائزة «نانسن» للاجئين منذ عام 1954، ولا خلاف أن هذا العمل هو إنجاز يُحسب للإعلام العربي عموماً واللبناني خصوصاً، ويعطي الدور الآخر للإعلام المسؤول، وهذا الموقف يحسب لمسيرة نيشان، ويضيء على أن للإعلام اللبناني مهما انتقدناه، فإن الريادة والأهمية تكمنان في أن يكون في الصورة والواجهة.
وفي اتصال خاص أجرته «البناء» مع نيشان لتبارك له هذا الإنجاز، قال مقدّم البرامج الفذّ: شكرا لاتصالكم، وأنتم الوسيلة الإعلامية اللبنانية الأولى التي تحدّثت معي خلال البروفات والحفل وما بعده. وبصراحة، المسؤولية كانت كبيرة، ورغم سعادتي بها، إلا أنني كنت قلقاً حتى تمّت بنجاح… شكراً لكم ولمتابعتكم».
وعن الجائزة أضاف: «تسمّى الجائزة جائزة نانسن، وهي ليست جائزة لي شخصياً وسأتسلّمها كما أشيعَ وقيل، بل هي جائزة اختيارية من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وقد تمّ اختياري لتقديم هذا الحفل العالمي الذي يقام سنوياً، حيث تُسلّم جوائز نانسن لمن يستحقها.
وفي الرسالة التي تلقيتها منهم، عبرّوا لي عن سعادتهم باختياري كأول إعلامي عربي أقوم بتولّي مهام تقديمها منذ أن تأسست عام 1954».
وعن كيفية التواصل مع المسؤولين في الجائزة قال نيشان: «لقد بدأت بالعمل مع مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة منذ سنة ونصف السنة، جلت خلالها على مخيّمات وقرى اللاجئين في الأردن، ولبنان، والعراق، واليونان.
وكان من أولوياتي ألّا أُحدِث ضجيجاً حول هذه المهمة الإنسانية، وتعمّدنا الابتعاد عن الإعلام والتصريحات الصحافية لإيماني أنّ العمل على الأرض أكثر فعالية من الحديث عن الزيارات».
وأضاف: «الإضاءة على تطوير الروح التطوّعية تأخذ حيّزاً مهماً هنا في المفوضية، ولقد قلت لهم إننا اعتدنا على مقولة أرقد بسلام ، ولكن اليوم يحقّ لأيّ إنسان أن نقول له عِش بسلام .
وبالنسبة إليّ، كإعلامي، كان همّي توظيف الضوء الذي نكتسبه في مهنتنا في سبيل خدمة الآخر، وهو موضوع في غاية الأهمية. أقصد أن تمنح صوتك لأناس أصواتهم خفتت تحت وطأة القمع والعنف والظلم، هو عمل غاية في الأهمية بمعزل عن الظروف الجيوسياسية، والجدل القائم في قضية اللاجئين. وخلال عملي مع المفوضية لمست أن ما يهمّني فقط، أنّ لكلّ إنسان حقّاً في أن يحظى بمأوى، وسقف، وطعام، وأمان، وطبابة، وتعليم، وفوق كلّ ذلك أن يملك كرامة واعتزاز كآدميّ.
يا صديقي هؤلاء مثلنا، لهم عائلات، وبيوت، وأرض ووطن، أُجبروا أن يرحلوا ذات يوم تاركين خلفهم كلّ شيء… كلّ شيء باستثناء أحلامهم وأمانيهم».
وعن رأيه بكيفية تعاطي الإعلام مع اللاجئين، نوّه نيشان بأن مشكلتنا كإعلاميين وكإعلام أننا نتعامل معهم بالجملة لا كأفراد. إذ إنّ لكلّ فرد حالة وقصّةً وقلقاً وحلماً وأمنية لغدٍ أفضل، وهذا ما نصبو إليه في المفوضية.
وعن مشاهداته خلال جولاته الإنسانية قال نيشان: «ما يهمّني في الموضوع إبراز المعاناة التي لمستها لدى اللاجئين في كلّ الدول التي زرتها. الوجع واحد، والخوف من المجهول واحد، والوقوف على أطلال وطن أُجبروا أن يغادروه قسراً واحد.
والقصص التي يروونها تشبه بعضها بمعزل عن أديانهم، وطوائفهم، ومذاهبهم، ومعتقداتهم. وقصص العنف، والتنكيل، والاغتصاب، والهروب تشكّل نواة قضية اللجوء… والعنوان الأكبر هو الانسلاخ عن الوطن.
كما لفتني أنه في اليونان، فِرق إنقاذ اللاجئين في البحر، غالبيتهم من المتطوّعين اليونانيين، لذلك تتلمّس منهم قصص النجاة والموت التي تتقاطع في سيناريو صراع بين المحتّم والأمل».
وختم نيشان كلامه بشكر الإعلام اللبناني الذي واكب الحدث بمسؤولية، متمنياً أن يقيم لبنان مهرجانات كهذه، تعنى بالقضايا الإنسانية.