روسيّان لـ«سانا»: قرار أميركا بتعليق التعاون مع روسيا حول سورية يكشف زيفها بمكافحة الإرهاب
أكّد المطران إيلاريون رئيس قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة في بطريركية موسكو وسائر روسيا أنّ ما يجري في سورية هو نتيجة للتدخّل الخارجي في شؤون دولة مستقلّة ذات سيادة، وأنّ روسيا تبذل كل ما بوسعها لاقتلاع الإرهابيّين من سورية كي يحلّ السلام في ربوعها.
وقال إيلاريون: «من الطبيعي أن تنشأ في أيّ دولة قضايا داخليّة خاصة بها، ولكن المأساة تكمن عندما يجري عمل ممنهج دائم لتدمير الدولة، وعندما يرفع الإرهابيّون رؤوسهم فيها وتعمد بعض الدول الأجنبيّة للأسف إلى دعم هؤلاء الإرهابيين وترعاهم، وتسهم في اشتداد العنف الصادر عنهم».
وجدّد المطران إيلاريون تأكيده على أنّ «الشعب السوري هو من يقرّر مستقبله بنفسه، وهو الذي يختار سلطته سواء كانت هذه السلطة تعجب بعض الجهات الخارجية أو لا تعجبها، لأنّ ذلك يبقى شأناً داخليّاً سياديّاً للشعب»، مشدّداً على أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة تدعو إلى تطهير الأرض السوريّة على الفور من الإرهابيين الذين يشكّلون خطراً على حياة ملايين الناس الأبرياء، كما يعاني مواطنو سورية المسلمون والمسيحيون من جرائمهم الحاقدة ويضطرّون لمغادرة أراضيهم ومساكنهم».
بدورها، اعتبرت رئيسة لجنة تطوير الدبلوماسية الشعبيّة في المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية يلينا سوتورمينا القرار الأميركي وقف العمل بالاتفاقات الروسية الأميركية بشأن سورية أنّه ليس بالخبر المفاجئ، مشيرة إلى أنّ مجمل السياسة السابقة في عمل الأميركيّين أدّت إلى هذه النتيجة لعدم رغبتهم في المشاركة مع روسيا في محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات في هذا المجال.
وقالت سوتورمينا في مقابلة مماثلة «رأينا الإرهابيّين أيضاً بعد إعلان كلّ هدنة أو وقف للأعمال القتاليّة كيف يلملمون مجموعاتهم ويعيدون انتشارها وتعزيزها بالأفراد والأسلحة على مرأى ومسمع الأميركيّين من دون أيّ اعتراض على عدم امتثال «جبهة النصرة» الإرهابية وغيرها من التنظيمات الإرهابيّة لشروط وقف الأعمال القتاليّة، كما لم يعمل الأميركيّون على فصل من يسمّونهم بالمعارضين المعتدلين عن التنظيمات الإرهابيّة، ما يدلّ على عجز الأميركيّين من جهة، وعلى عدم رغبتهم من جهة أخرى بمراعاة شروط الاتفاق بسبب ازدواجيّة المعايير في السياسة الأميركيّة».
وأعربت سوتورمينا عن أسفها من أنّ «الأميركيّين يعتبرون أنّهم قادة الأحادية القطبيّة في العالم، وبإمكانهم فرض إرادتهم وشروطهم على العالم برمّته»، مشيرة إلى أنّ «ما يهمّهم في هذا النهج هو مصالحهم الاقتصاديّة والسياسيّة، وهذا ما يقلق روسيا لأنّها بدأت تلعب دوراً مهما على المستوى الدولي».
ونوّهت سوتورمينا بالجهود النشيطة والمكثّفة لروسيا في محاربة الإرهاب الدولي على مختلف المستويات وفي اتجاهات عدة، وتابعت: «أنّ لجنة محاربة الإرهاب تمّ تشكيلها في المجلس الاجتماعي الروسي، وتعمل فيها خطوط ساخنة في محاربة العاملين على تجنيد الإرهابيّين في روسيا، ونتعاون في هذا المجال مع الدول الأخرى».