روسيا تعلن تزويد الجيش السوري بـ «أس 300»… وواشنطن تنفي نية استهدافه عون يقدّم مبادرة إنجاز قانون الانتخاب قبل الانتخابات الرئاسية كحلّ لـ «السلة»
كتب المحرر السياسي
تقدّم التصعيد الروسي الأميركي في سورية خطوة وتراجع خطوتين، فبعدما أعلنت واشنطن عن اجتماع وكالات الأمن القومي للبحث في بدائل غير دبلوماسية ونشرت «واشنطن بوست» تضمين البدائل غارات تستهدف مواقع الجيش السوري، كشفت موسكو عن قيامها منذ شهور بتسليم الجيش السوري شبكات دفاع جوي من طراز «أس 300» الحديثة، فاكتفت واشنطن بالتعليق معاتبة موسكو على الخطوة التي لا تساعد على تخفيض التوتر.
ميدانياً، كان الوضع في شرق حلب يسجّل تقدّماً نوعياً للجيش السوري في قلب حي بستان الباشا بسيطرة الجيش على البرج العالي، واقترابه من السيطرة من جهة مخيم حندرات على دوار الجندول، وتحقيق سيطرة بالنار على مفارق طرق تربط سائر الأحياء من خلال تطهير مشفى الكندي من جهة، والسيطرة على أبنية جديدة على أطراف حي الشيخ سعيد، وفقاً لتقارير ما بعد منتصف ليل أمس.
لبنانياً، كانت التهدئة على جبهة بكركي عين التينة مهمة وسطاء تنقلوا بين البطريرك بشارة الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بينهم كهنة وعلمانيون، وفقاً لمصادر قريبة من بكركي، أكدت نية التهدئة والحرص على تخطي سجال أول أمس، وحصر موقف بكركي بما يتضمّنه من دعوة لعدم تقييد المرشح الرئاسي بشروط تطال ما يفترض أنه صلاحيات وأصول نص عليها الدستور.
على جبهة الرابية عين التينة نجح العماد ميشال عون في تأكيد مسؤوليته بالتواصل والانفتاح الإيجابي على الجميع، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي الذي وجّه نحوه رسائل اتسمت عموماً بالودّ ومدّ الجسور، متوّجاً ذلك بما بدا عرضاً لحلّ وسط بين سلة الرئيس بري ونداء البطريرك الراعي، بدعوته لحسم أمر قانون الانتخاب في المجلس النيابي في أول جلسة يعقدها في الدور العادي، مضيفاً أنّ التفاهم مع الرئيس بري على القانون قائم وفقاً لصيغة بري أو لصيغة التيار الوطني الحر، مع ترك الترجيح لاعتماد أيّ من الصيغتين لمواقف الأطراف الأخرى، بينما نفى عون أيّ تفاهمات ثنائية مع الرئيس سعد الحريري من وراء ظهر الغير، بينما كان الرئيس الحريري يعود سريعاً إلى بيروت بعد زيارتين لكلّ من موسكو والرياض التقى فيهما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان، حاملاً في جعبته جواباً واحداً، لسنا طرفاً في التفاهمات لا بالسلب ولا بالإيجاب ونشجع كلّ ما يتحقق حوله التوافق بين اللبنانيين.
السؤال اليوم عن الخطوة التالية للحريري بالإعلان رسمياً عن تبنّيه لترشيح العماد عون الذي ينتظرها، كما ينتظرها حزب الله للبدء بالاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية، حيث ينتظر بمجرد إعلان الحريري للترشيح أن يقوم العماد عون بزيارة عين التينة يسبقها تمهيد من حزب الله للخروج بتفاهم يسهّل ولادة سلسة للاستحقاق الرئاسي.
الإرهاب يستهدف السفارة الروسية
قرأت التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية لهجة التصعيد الأميركية إيعازاً بضرب المصالح الروسية في سورية، فاستهدفت سفارة موسكو في دمشق بثلاث قذائف هاون انطلاقاً من حي جوبر. وهو ما اعتبرته موسكو نتيجة لتصرفات واشنطن وحلفائها بدعم المجموعات الارهابية في الوقت الذي يضيّق الجيش الخناق على المجموعات المسلحة في حلب الشرقية باقترابه من مدخل تلك الأحياء من جهة بوابتها الشمالية.
بعد روسيا والسعودية الحريري في بيروت
أنهى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري زيارته الى روسيا والسعودية وعاد الى بيروت مساء امس، حيث من المتوقع ان يترأس اجتماع كتلة المستقبل بعد ظهر غد الخميس. وتلقى الحريري دعماً لمبادرته التي يقوم بها لإنهاء الفراغ من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اكد في مؤتمر صحافي مع الحريري أن روسيا تدعم جهود الجيش اللبناني لحماية حدود البلاد من إرهابيي «داعش» و»جبهة النصرة». وذكر بأن روسيا تقدم للبنان مساعدات مالية وإنسانية لدعمه في معالجة قضية اللاجئين السوريين. وفتح لافروف الملف السوري مع الحريري، مشيراً الى أن البعض في واشنطن سعى منذ بداية المحادثات الروسية الأميركية حول سوريا لإفشال الاتفاق، وهم يعدون الآن خططاً لسيناريو استخدام القوة.
وكان الحريري قبل توجّهه الى العاصمة الروسية، التقى مساء أول امس في الرياض ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ووضعه في أجواء جولاته الرئاسية.
كاغ في طهران: لانتخاب رئيس في لبنان
وفي طهران التقت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية جابر الانصاري ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عبَاس عراقجي. وبحثت معهما الوضع في لبنان والتطورات الاقليمية، والمتابعة لبيان رئيس مجلس الأمن وخاصةً دعوته جميع الأطراف إلى المشاركة في التفاوض على اتفاق من أجل إنهاء الأزمة السياسية والمؤسسية في لبنان وعلى الأهمية الحاسمة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب برلمان بحلول أيار 2017.
خطاب ما قبل الرئاسة
إلى ذلك، أطل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون امس، بخطاب ما قبل الرئاسة تحدث بلغة هادئة ونفس انفتاحي، بعث برسائل طمأنة تؤكد على العيش المشترك. خاطب جميع المكونات السياسية بإيجابية وتحديداً الطائفة السنية، وتجاوز أي اشتباك. وكان اللافت في كلام العماد عون ثقته بمبادرة الرئيس الحريري، وفتح كوة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. قطع الطريق على كل من تسوّل له نفسه المس بعلاقته بحزب الله، بتأكيده أن الحزب قام بما عليه ولا يزال من اجل وصوله الى قصر بعبدا.
وأكد في إطلالته التلفزيونية عبر شاشة الـ «أو تي في» عون «ان لا تناقض مع الحريري بشأن اتفاق الطائف. وانا مع تطبيقه بالكامل وتنفيذ التعهدات ولا خلاف على الميثاقية في الحكومة. ونحن مع الديموقراطية التوافقية ومع التصويت في الحالات الحساسة». وأضاف: «الحريري هو الأكثر تمثيلاً للسنة في لبنان». وقال: «هناك الكثير من التضليل الاعلامي الذي طال علاقتي مع الطائفة السنية والشهيد رفيق الحريري كان يحترم الميثاق في الحكم»، موضحاً انه تكلم مع الحريري بـ «السياسات العامة كالطائف والأمن وقانون الانتخابات أي المواضيع المشتركة انما أي إجراءات ستتخذها الحكومة أو بما يخص التقسيمات لم نتفق عليها».
وشدد على أن الدولة هي الوحيدة المسؤولة عن امن المواطنين، مشيراً في الوقت نفسه الى ان «سلاح المقاومة ضد إسرائيل مشروع، ومؤجل البحث فيه بالوضع الحالي».
وشدد على أن يكون «القانون الانتخابي توافقياً مع الأفرقاء كافة ولا خلاف حوله مع الرئيس بري، وفي المبدأ العلاقة مع الرئيس بري يجب أن تكون جيدة فلا خلاف بيننا في السياسة». وعن قوله ان مجلس النواب غير شرعي اوضح: «علمياً كل مجلس نواب غير منتخب هو غير شرعي. والمقصود بهذا الكلام هو المجلس وليس الأشخاص ونحن لم نوقف عمل المجلس ومستمرون به».
ورأى عون «ان انتخاب الرئيس عملية مستقلة منفصلة عن السلة التي يتكلم عنها الجميع، لأن جميع المواضيع هي خلافية، فاذا ربطنا الرئاسة بباقي المواضيع نكون بذلك نعرقل عملية انتخاب الرئيس، لذلك لا يجب وضع شروط على انتخاب رئيس، والمهم اليوم حل موضوع الرئاسة وقانون الانتخابات وهذه هي الأولوية. ومن ثم نبحث المواضيع الأخرى كاللامركزية التي تحتمل الانتظار حتى انتخاب مجلس نواب جديد».
واكد «أن حزب الله حسم موقفه بدعمي لرئاسة الجمهورية وكم من مرة يجب أن يقر بذلك، فهو قام بما عليه القيام به حول ترشيحي للرئاسة ولا يزال يسعى».
وقال: «انا واثق من تأييد سمير جعجع لي»، معتبرا انه «لا يمكن أن يجبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على دعم ترشيحه للجمهورية»، مضيفاً «النائب وليد جنبلاط كان جدياً بمواقفه وطالب في العديد من المرات بتأييد ترشيحي لرئاسة الجمهورية وشكرناه عدة مرات».
وعن الموقف السعودي من انتخابه، قال: «السعودية تركت موضوع الرئاسة للبنانيين كي يقرروا هم. وهناك وقت محدد لمبادرة الحريري وقد تحصل الانتخابات الرئاسية قبل نهاية الشهر».
وعن ذكرى 13 تشرين الاول، اكد عون ان «الحريري تمنّى علينا عدم افتعال توترات. ولن ننزل الى الشارع في 13 تشرين الاول وسيكون للذكرى معنى إيجابي».
الحريري ومهلة 16 تشرين
وعلمت «البناء» أن العماد عون أعطى الرئيس سعد الحريري مهلة حتى 16 تشرين الاول ليعلن الأخير موقفه الذي على ضوئه سلبياً كان أو ايجابياً بمقتضاه سيرتب الجنرال موقفه.
حل الأزمة بين الرابية وعين التينة بيد حزب الله
وتؤكد مصادر مطلعة لـ «البناء» أن حل الأزمة الشائكة بين الرابية وعين التينة بيد حزب الله المعني الأول بخلاف حليفيه، والمبادرة عنده، مشيرة إلى أن خلاف البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس نبيه بري لا يؤثر على الرئاسة بقدر ما يؤثر على العلاقات بين الرجلين التي هي علاقات طبيعية لم تصل يوماً الى العلاقات الودية، فرئيس المجلس النيابي لم يزر يوماً البطريرك الراعي.
وأكدت المصادر أن خلاف بري الراعي هو خلاف على هامش الأزمة الحقيقية بين الرابية وعين التينة. فالمعركة مفتوحة بين الجهتين. ورأت ان ما يجري لا يتعدى تسجيل المواقف من قبل بكركي التي ترفض مبدأ وضع شروط على رئيس الجمهورية سواء اسمه الجنرال ميشال عون أو غيره.
حزب الله ينتظر موقف الحريري الرسمي
وأكد مصدر سياسي بارز لـ «البناء أن حزب الله لن يتدخل إلا بعد ان يعلن الرئيس سعد الحريري رسمياً دعم ترشيح الجنرال، وعلى ضوء ذلك سيتحرك، مشيراً في الوقت نفسه الى انه رغم ذلك يواصل حزب الله مساعيه التوافقية بين الرئيس بري والعماد عون، بغض النظر عن ان هذه المساعي لم تحقق خطوات ايجابية، فالعلاقة تشهد يومياً توتراً اكثر وهذا ما عبرت عنه تصريحات رئيس المجلس أمس وخلوة بكركي التي جمعت الوزير جبران باسيل باسيل بالبطريرك بشارة الراعي ورئيس حزب القوات سمير جعجع».
باسيل: لا تفاهم على حساب الآخر
بانتظار ما سيحمله بيان المطارنة الموارنة اليوم من نبرة تصعيدية حيال السلة المرفوضة، شهد الصرح البطريركي أمس لقاء ثلاثياً بين الراعي وباسيل وجعجع، قبل أن يعقد الأخيران خلوة جانبية ثنائية «على الواقف»، وصفها باسيل بـ «العظيمة وليست بالصدفة». وأعلن باسيل «اننا مع الميثاق الوطني لجميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، إن بقانون الانتخاب أو بموضوع رئاسة الجمهورية». وقال «أي أمر شرطي لانتخاب الرئيس دفع بكركي الى أن ترفع صوتها باتجاهه، ونفهم الأمر. نحن لا نقبل أي أمر شرطي لانتخاب الرئيس ونحن نتفهم كل شيء آخر». وأضاف «من غير الممكن أن نقوم بتفاهم على حساب إلغاء أحد وأي كلام في هذا الموضوع غير صحيح، نحن في مرحلة جمع اللبنانيين وليس إلغاء لأحد».
وجزم جعجع «ان موضوع السلّة غير وارد على الإطلاق بالنسبة إلينا»، مؤكداً أنّ «العماد عون لا يفاوض ولن يفاوض على أيّ «سلّة» ولا يمكن القيام بعقد وطني جديد عند كل استحقاق رئاسي». ولفت الى «أننا لا نتّفق مع الرئيس نبيه برّي حالياً بشأن «السلّة» لكنّنا نعترف أنّه لعب أدواراً ايجابيّة في الكثير من المراحل والمفاصل». وقال «لا أستطيع الا أن أربط بين موقف بري وحزب الله»، مؤكداً «أنّ موقف برّي بشأن الرئاسة لا يعبّر عنه فقط، بل هو أوسع من موقفه الخاص لكنّه هو من يظهر في الواجهة».
جلسة لمجلس الوزراء الخميس حزب الله مشاركتنا محل درس
حكومياً، دعا رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في العاشرة من صباح غد الخميس، ستخصص لاستكمال مناقشة جدول الاعمال الموزع سابقا.ً
وفيما بات مؤكداً مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر والطاشناق الجلسة، وغياب وزير الاعلام رمزي جريج بداعي السفر، وتوجه وزير السياحة ميشال فرعون إلى عدم الحضور، مقابل حضور وزير الثقافة ريمون عريجي، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ «البناء» ان حزب الله لم يقرر المشاركة بعد»، مشيراً الى ان حضورنا الجلسة لا يزال حتى الساعة محل درس من قبلنا».
وقال وزير العمل سجعان قزي لـ «البناء» «لست مع سياسة المقاطعة في المبدأ، لكن ما يجري يجعلنا نفكر بكل الخيارات». وتمنى قزي «أن تخصص جلسة الخميس فيما لو عقدت لموضوع النازحين السوريين خاصة بعدما طرح الرئيس تمام سلام في نيويورك مشروع إعادتهم خلال ستة أشهر، وبعدما طرحت برنامجاً مع روزنامة لهذه العودة الآمنة للنازحين إلى سورية لمنع مؤامرة التقسيم».