إبراهيم لـ«فارس»: دمشق وحلفاؤها يفهمون جيداً كل سيناريوات المراوغة الأميركيّة
اعتبر المحلّل السياسي السوري طالب إبراهيم، أنّ تضارب المواقف والتصريحات الأميركيّة في ما يتعلّق بالملف السوري والتعاون مع روسيا يعكس حال الصراع الحقيقي المحتدم بين الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض في ظلّ نهاية فترة حكم إدارة أوباما.
وقال إبراهيم، إنّ «الضبابيّة في آليّة اتخاذ القرار الأميركي مردّها فشل إدارة أوباما في الوصول إلى إنجازات حقيقيّة تخدم الولايات المتحدة كما يريد الكونغرس الذي بدأ يعمل على محاربة تلك الإدارة ونسفها قبل نهاية عهدها، لإرضاء الحلفاء الأوروبيّين الذين هم غير راضين عن سياسة إدارة أوباما في التعاطي مع الملف السوري»، مبيّناً أنّ ذلك يصنف في إطار الازدواجيّة الأميركيّة في انتهاج السياسات.
وأشار إلى ما تمّ الحديث عنه منذ أيام حول تسريب تصريحات لوزير الخارجيّة الأميركي جون كيري أثناء حديثه مع بعض من يُسمّون بالنشطاء المعارضين، الذين نقل كيري عبرهم عزم الولايات المتحدة على التوقّف عن دعم المسلّحين في سورية ودعوتهم إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع، معتبراً أنّ «تلك التصريحات قد سُرِّبت عمداً، وأنّ تسريبها تمّ لغايتين أساسيّتين، أوّلهما توجيه إنذار للسعوديّة عبر نُشطائها بأنّ أميركا ستتركها وحيدة في الميدان بغية جرّ آل سعود إلى بذل المزيد من العطايا لتلك الإدارة لاسترجاع دعمها الدولي الذي يؤمّن الحماية لإرهابيّي السعودية في المحافل الدوليّة».
وبيّن المحلّل السياسي طالب إبراهيم، أنّ «الغاية الثانية والأخطر من تسريب مثل هذه التصريحات قد تكون ذرّ الرماد في العيون بُغية التحضير لمخطّط جديد في سورية»، مشدّداً على أنّ «هذا المخطّط لا بُدّ أنّه ليس بالعمل العسكري، ذلك لأنّ أميركا غير قادرة على الوقوف فوق أرض صلبة في سورية مقابل التواجد العسكري الروسي القوي المدعوم قانونيّاً من الدولة السوريّة، والمبارك من حليفتها إيران التي تمثّل الوزن الإقليمي الحقيقي في المنطقة، خصوصاً بعد الاستمالة الروسيّة الإيرانيّة لتركيا التي كانت من أهم حلفاء أميركا في المنطقة، وتردّي الأوضاع الأمنيّة في الداخل التركي والانشغال بها بعض الشيء، والأهم من ذلك العجز الكبير الذي تعانيه السعوديّة كأحد الحلفاء الأساسيّين لأميركا في المنطقة، وعدم قدرتها على الوقوف إلى جانبها كما يجب في وجه محور المقاومة المتحالف مع روسيا».
وختم إبراهيم لافتاً إلى أنّ «الحكومة السوريّة وحلفاءها وأصدقاءها متنبّهين جيداً لكلّ هذه السيناريوهات، وهم على قدر كبير من الإدراك والفهم لسياسات الولايات المتحدة الأميركيّة»، مبيناً أنّ الإدارة الأميركية تدرك ذلك، لكن كلّ ما يُصرَّح ويُعلَن يدخل في إطار المراوغة وخلق جدل إعلامي لإشغال الرأي العام الدولي، وتبرير تمرير الوقت لمحاولة الحصول على مكتسبات أكبر.