هل ستطيح أزمة الحريري الداخلية بترشيح العماد عون؟

ميسم حمزة

عاد الرئيس سعد الحريري من المملكة بعدما وعد الأطراف السياسية المحلية، وخاصة حزب الله والتيار الوطني الحر، بالحصول على موافقة المملكة العربية السعودية على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية. وكما علم الجميع فإنّ السعودية لن تعطي جواباً كما كان يشتهي الرئيس الحريري في ما يتعلق بالرئاسة، بل تركت الأمر لتوافق اللبنانيين على هذه المسألة، ما زاد من إرباك الرئيس الحريري ما بين رغبته والمواقف الحادّة التي أطلقها خلال السنوات الماضية ضدّ العماد عون وتياره السياسي، وجعله ذلك في حيرة من أمره وأوجد تناقضاً كبيراً داخل كتلته النيابية التي عرض معها في اجتماعها الأخير ما آلت اليه اتصالاته ولقاءاته، والتي تخللها نقاش غير مريح لدى سعد الحريري، بل عمّق من أزمته نتيجة عدم حصوله على موقف موحد لجميع أعضاء كتلته تجاه ترشيح العماد ميشال عون.

فكان خياره بمقايضة التصويت للعماد ميشال عون بعودته الى رئاسة الحكومة التي يتوقع الحريري خلال وجوده على سدة الرئاسة الثالثة أن يستعيد دوراً مفقوداً لإعادة ترميم تياره السياسي الذي تعرّض للتفسّخ، وظهرت مراكز القوى في داخله، بعدما كان قد دخل في مرحلة الأفول نتيجة الغياب الطويل لرئيسه خارج البلاد، ونتيجة حجب الدعم المالي عنه، وعدم جاذبية الشعارات التي كانت مؤثرة على جمهوره السياسي الذي تعرّض هو أيضاً للإحباط الشديد نتيجة المعارك الخاسرة والمراهنات الخاطئة التي أقدم عليها التيار الأزرق، ناهيك عن الصرف التعسّفي لموظفيه في مختلف المؤسسات.

فمن العودة للاتصالات التي أجراها الرئيس الحريري تبيّن انّ المشكلة ليست عند القوى التي أجرى الاتصالات معها، فكلّ فريق لديه خيار سياسي واضح ومحدّد، وإنما المشكلة تكمن داخل كتلته النيابية نتيجة المراكز المؤثرة داخل هذه الكتلة والتي لديها توجهات مختلفة.

فالتساؤل الأساسي هو أين سيصطفّ الرئيس السنيورة وملحقاته النيابية، بعدما توزعت الولاءات وتشعّبت خلافاً للرغبات التي يطمح إليها الحريري في ظلّ ارتباطها بمرجعيات خارجية غير المرجعيات التي يعتمد عليها الحريري.

اذن، إنّ نجاح الرئيس الحريري في حشد كتلته وحلفائه للتصويت للعماد ميشال عون سيوجد إرباكاً واشتباكاً سياسياً داخلياً سيمنع انتخاب رئيس عتيد للبلاد في الجلسة التي حدّدها الرئيس نبيه بري آخر الشهر الحالي، مما سيُعيد المباحثات المتعلقة بانتخاب الرئيس الى نقطة الصفر.

وختاماً التساؤل الذي يطرحه الواقع هو، هل سيقتصّ الرئيس الحريري من بعض الوجوه النيابية والقوى الأخرى التي خرجت عن الولاء له ولزعامته؟ واذا لم يتولّ الحريري الرئاسة الثالثة فهل ستتغلب بعض الوجوه الأخرى عليه في الشارع السني اللبناني؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى