قالت له
قالت له إذا قلت إنّ شعوري بالرغبة في إرضائك لا يعادلها شعوري بالفرح والرضا من وجودك في حياتي، فهل يستقيم الحب حتى لو كان هناك بعض الهنات الهيّنات؟ فقال يجب أن يكون ذلك فما هي تلك الهنات؟ فقالت إنني لا أقاوم إغراء وجمال أن يحيطني المعجبون دائماً، يسمعونني كلمات الإطراء وبعض الغزل الذي يلبّي شروط الأدب والرقي طبعاً… ولا أحتمل أن أتخيّل امرأة تفعل هذا لك وتبادلها ابتسامة الشكر… وإنني أؤمن بأنّ لديّ بين الرجال أصدقاء يحترمون معنى الصداقة مثل ما أؤمن كامرأة بالاحترام ذاته، وأظنني أثق بالقدرة على تعميم مفهوم الصداقة بين الرجل والنساء إلا عند الوصول لحدود إمارتك، فلا أطيق القول إنك تتخذ صديقات أو يتخذنك كذلك، فكلهن عندي مشاريع عشق وأبواب اتهام… ومن الهنات الهيّنات أنني أعتبر حريتي التي تحترم بكلّ يسر وسهولة منك جزءاً رئيسياً من مكونات حبّي لك لا أتنازل عنه، كما أعتبر تماماً تنازلك المقابل عن حريتك الموازية شرطاً مماثلاً لهذا الحب… وآخر الهنات الهيّنات أنني أصرّح لك بعكس هذا وأحاول أن يكون ما أقوله ضمن حدود قدرتي على تحدّي التعامل بالمثل فأفشل… فقال لها مبتسماً ألا تشعرين بالقلق من اكتشافي لازواجية معاييرك الاستعمارية وتخشين حرب مقاومة أو تحرّر أخوضها دفاعاً عن الحرية وصولاً إلى حق تقرير المصير والاستقلال؟ فقالت لذلك فكرت أن أضع نفسي تحت قيود العبودية التي أطلبها لك، لأنني لا أطيق رؤيتك بهواء الحرية ذاتها الذي أتنشق فأنا هواؤك الوحيد. فقال وإنْ وصلتِ حدّ الاستحالة في التوازن؟ فقالت له أرتضي عذاب القدر لأرضيك وأعترف بأنانيتي مكسورة الخاطر. فقال لها رغم مطامحك الخبيثة تحسبين على ضفة الحب البريء، ورغم أكاذيبك الكثيرة تحسبين على الحب الصادق ورغم طلباتك المجنونة تحسبين على الحب الذكي وكي أرضى لي طلب وحيد… فقالت حاضرة لتنفيذ أيّ طلب. فقال لها أن تعيدي لي هاتفي الذي رميته في حقيبتك خلسة فلن يفيد التلصص عليه بشيء، فرمت بنظرة صفراء وألقت بهاتفه على المنضدة ومشت ببطء تنتظر ضمّة منه تعيد دفء ما بينهما وهو يهمّ مسارعاً لالتقاط يدها…