صالح: حانت ساعة الردّ على النظام الوهابي السعودي وسنردّ الصاع صاعين
رفعت غارة تحالف العدوان الأميركي السعودي على الصالة الكبرى لتقبل العزاء في صنعاء، وقتلها وجرحها مئات المدنيين اليمنيين، سقف ردود الفعل وحرارة التصدي اليمني للعدوان السعودي وحلفائه. وشن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، هجوماً قوياً على السعودية معتبرا أن ساعة الصفر حانت لدعوة أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية كافة، خصوصاً الوحدات العسكرية التي شملتها هيكلة هادي الرئيس المستقيل ، للتوجه إلى جبهات الحدود للأخذ بالثأر لضحايانا.
وأشار صالح، خلال اجتماع لـ«حزب المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه، إلى أن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ووزارة الداخلية وضعت الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين، في جبهات نجران وجيزان وعسير ومواجهة العدوان الداخلي، إذا لم يستجيبوا لقرار العفو العام.
أضاف: هذا العدوان لن يذهب سدى، على الإطلاق. وضحايا الشعب اليمني والسوري والعراق وليبيا ولبنان، لن تذهب سدى من قبل ذلك النظام الوهابي التكفيري.
وحثّ صالح «المجلس السياسي الأعلى» على تحمّل مسؤولياته. وأن يكفل استقبال المقاتلين للتوجه إلى جبهات القتال، بعتادهم وأسلحتهم وتأمين انتقالهم إليها، لرد الصاع صاعين. قائلاً: «لا نكتفي بالإدانة ولكن نريد قرارت ملزّمة من قبل الأمم المتحدة لوقف العدوان. وإذا لم تتخذ قرارا ملزماً نحملها كامل المسؤولية».
وإذّ لم يستبعد الحوار، قال صالح في ختام كلمته، التي نقلتها قناة «اليمن اليوم» التابعة لحزبه: ناديتم برحيل صالح، فرحل وانتخبنا رئيساً مؤقتًا إسمه عبدربه منصور هادي وهو من مخلّفات الاستعمار البريطاني وهو مرتزق رقم واحد.
وفي السياق، أكد «المجلس السياسي الأعلى» في اليمن أن «العمل الإجرامي الذي ارتكبه تحالف العدوان السعودي الأميركي، باستهدافه الصالة الكبرى، لن يمرّ من دون رد يشفي صدور اليمنيين، في ظل صمت وتواطؤ المجتمع الدولي».
ودعا المجلس، الجيش اليمني واللجان الشعبية لدراسة واستخدام كل الوسائل والخيارات المتاحة، للرد علی الغارة الأخيرة على صالة العزاء في صنعاء، موجهاً كل المؤسسات اليمنيّة لاتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، لتسهيل علاج الجرحی وتقديم الدعم والمواساة لاسر الشهداء.
وأشار المجلس في بيان له، إلى أنّ ما حصل «سيلقي بظلاله على مجمل المفاوضات والتفاهمات بين اليمن والكيان السعودي ومن سار في فلكه».
وحمّل المجلس، مجلس الأمن والأمم المتحدة «مسؤولية الصمت واستمرار القتل والإجرام اليومي، الذي يمارسه العدوان بحق اليمنيين»، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة إصدار موقف واضح «يرفض جرائم الحرب التي تطال اليمن واليمنيين ويدين مرتكبيها».
كذلك، دان وفد صنعاء، الموجود في مسقط، في بيان له، مجزرة صنعاء «التي تعد جريمة حرب وعملية إبادة جماعية، لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر». وحمل المجتمع الدولي المسؤولية تجاه هذا «العدوان الظالم». مشيراً إلى أن المجزرة «تأتي ضمن سلسلة طويلة من المجازر والجرائم للعدوان السعودي – الأميركي».
واعتبر الوفد في بيانه، أن هذه المجزرة تؤكد أن التحالف السعودي غير جاد في مساعي السلام.
وفي السياق، قال عضو المجلس السياسي في حركة «أنصار الله» محمد البخيتي: إنّ هذه الجريمة هي تصعيد وسيكون هناك تصعيد مقابل، لكنها أيضاً، تمثل فرصة لأولئك الذين يقفون في صف العدوان السعودي من أجل مراجعة مواقفهم. وأي خطوة في هذا الاتجاه، ستجد خطوات وردات فعل من قبلنا ومن قبل كل القوى التي تقف ضد العدوان.
وكانت طائرات تحالف العدوان السعودي الاميركي، استهدفت صالة عزاء في العاصمة صنعاء، مما أدى سقوط أكثر من 115 شهيداً باستثناء الأشلاء. وإصابة أكثر من 610 أشخاص، بحسب الناطق باسم وزارة الصحة، تميم الشامي. ولفت مصدر في صنعاء، إلى أن هذه الحصيلة غير نهائية.
ووصفت منظمة «أوكسفام» المجزرة بحق المدنيين، بأنها «فعل شنيع في ضوء غياب أي هدف عسكري». ودعا مدير المنظمة في اليمن، سجاد محمد سجاد «أطراف الصراع إلى التوصل إلى حل سياسي، من أجل وقف العنف ووضع حد لإراقة الدماء».
إدانات عربية ودولية
إلى ذلك، دان مصدر في وزارة الخارجية السورية «الاعتداء الإجرامي السعودي» الذي استهدف قاعة عزاء في صنعاء، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الأبرياء وجرح آخرين من أبناء الشعب اليمني الشقيق. وأعربت سورية عن مواساتها وتعاطفها مع عائلات الضحايا وتضامنها الكامل مع الشعب اليمني.
وأكد المصدر لوكالة «سانا»، أن «العدوان إلى زوال وإن الشعب الصامد في سورية واليمن سيحقق النصر على قوى التآمر والهيمنة وأدواتها الذليلة».
في سياق متصل، أشارت وزارة الخارجية العراقية إلى أن ما حصل هو استهتار واضح بحياة المدنيين. مضيفة: «نكرر موقف العراق الرافض لأي تدخل عسكري في اليمن الشقيق». ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن هذا «الفعل الهمجي».
كما استنكرت منظمات حقوقية في البحرين «المجزرة البشعة» بالقاعة الكبرى في صنعاء. ودعت إلى تقديم المتورطين إلى العدالة الدولية، باعتبارها جريمة حرب وانتهاكاً فاضحاً للقانون الإنساني الدولي.
كذلك، طالبت الخارجية الروسية «بمعاقبة مرتكبي المجزرة الجماعية التي تسببت في قتل أعداد كبيرة من المدنيين، جراء القصف الذي تعرضت له قاعة عزاء في العاصمة صنعاء».
وجاء في بيان للخارحية الروسية، نشرته «الميادين»، إن «مثل هذا الهجوم الذي رافقه العديد من الإصابات في صفوف المدنيين، يثير الغضب ويستدعي الإدانة». وأوضح أن «هذا العمل يتطلب تحقيقاً دقيقاً وموضوعياً، أمّا منظموه ومنفذوه فيجب أن ينالوا عقاباً صارماً».
من جهته، وصف وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، الحكام السعوديين بأنهم «مجرمو حرب ويجب أن يحاكموا بأسرع وقت». في تعقيب له على المجزرة التي ارتكبها التحالف السعودي، يوم السبت، باستهدافه قاعة عزاء في العاصمة صنعاء.
وقال دهقان: إن «نظام آل سعود المغرور والمعتدي بمواصلته عدوانه على الشعب اليمني المظلوم، يرتكب جرائم لا تغتفر». وأشار إلى أن «حكومات وشعوب العالم يجب أن لا تترك جرائم آل سعود بلا رد وكل من يصمت عن جرائمهم شريك لهم».
بدوره، أعلن المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس: أنّ الولايات المتحدة ستراجع دعمها للتحالف السعودي في اليمن، بعد مجزرة صنعاء.
وأكدّ برايس أن واشنطن تشعر بانزعاج شديد، بسبب الغارة السعودية على دار العزاء في اليمن. وأضاف: إنّ التعاون الأمني الأميركي مع السعودية ليس شيكا على بياض.
ودعا الأطراف كافة، إلى الالتزام علنا بالوقف الفوريّ للأعمال العدائية. وأوضح أن وشنطن تشعر بانزعاج شديد بسبب الغارة السعودية.
من جهته، دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي، مون الهجوم الذي وقع في صنعاء، الذي استهدف مئات المدنيين المجتمعين. وقدم تعازيه الحارة لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
ودعا بان، إلى إجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة. وشدد على ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
وذّكـر، مرة أخرى، كل الأطراف، بضرورة الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المبادئ الأساسية بشأن التناسب والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، واتخاذ التدابير الاحترازية، من أجل حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية.
تظاهرات غضب يمنية
وتظاهر يمنيون غاضبون مطالبين بالرد على المجزرة سريعاً وفتح معسكرات التدريب من أجل الالتحاق بها، فضلاً عن فتح الجبهات مع السعودية. وخرج الآلاف، أمس، في العاصمة اليمنية صنعاء، للتنديد بمجزرة التحالف السعودي، التي استشهد وأصيب فيها أكثر من 700 شخص.
وحمل المتظاهرون الأعلام اليمنية ورددوا الهتافات ضد السعودية وحلفائها المحليين، كما رفعوا شعارات «الموت لأميركا وإسرائيل». وحملوا لافتات تتوعد بالرد على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني، معلنين تحركهم «ثورة غضب».
وطالب رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، «المجلس السياسي الأعلى» بفتح معسكرات التدريب لكي يلتحق بها أبناء الشعب اليمني. ودعا في كلمة له أمام المتظاهرين: «أحرار العالم» إلى فتح الجبهات مع السعودية، مؤكداً أن صمود الشعب اليمني سيكون أكبر بكثير. ولفت، من جهة ثانية، إلى أن «المجلس السياسي» سيعمل مع المصرف المركزي، على صرف مرتبات الموظفين.
وكانت «رابطة علماء اليمن» دعت الشعب اليمني إلى النفير العام ورفد الجبهات. معتبرة أن «الجهاد ضد العدوان فرض على كل قادر على حمل السلاح ولا عذر للقاعدين القادرين».
وثمنت الرابطة ما وصفته بـ«الدور الاستثنائي للجيش واللجان» داعية إياهم «للرد على الجريمة النكراء بما يشفي غليل اليمنيين». كما دعت العالم الإسلامي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ مواقف رافضة لاستمرار التوحش والهمجية والشعب اليمني إلى «مزيد من التلاحم ومواصلة دعم البنك المركزي لإسقاط رهان العدو».
ميدانياً وغداة مجزرة للتحالف السعودي في العاصمة اليمنية صنعاء، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل 25 جندياً سعودياً، في هجوم للجيش و«اللجان» في جيزان، على الحدود. وأوضحت إن مقتل الجنود السعوديين الـ 25 وإصابة عشرات الآخرين، جاء في عمليات اقتحام نفذها الجيش اليمني و«اللجان» في الخوبة في جيزان، في ما يبدو أنه رد على مجزرة التحالف السعودي.