موسكو: مشروع القرار الفرنسي يساعد الإرهابيين في حلب

في أول زيارة معلنة، من نوعها، لوفد أوروبي رفيع المستوى، وصل أمس إلى العاصمة السورية دمشق، نائب وزير الخارجية التشيكي مارتن تلابا، للقاء عدد من كبار المسؤولين السوريين.

تلابا سيلتقي، حسب المصادر، وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزيري الثقافة والاقتصاد، ثم سيقوم بجولة في عدد من المحافظات السورية.

الزيارة الأوروبية، جاءت في وقت دعا فيه عضو مجلس العموم البريطاني، جون وودكوك، إلى عقد جلسة برلمانية طارئة، لوضع حد للعنف في سورية، مرفقا دعوته، باتهامات بحق دمشق وموسكو.

وحث وودكوك، الذي يتولى منصب سكرتير «مجموعة أصدقاء سورية» في البرلمان البريطاني، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على عقد جلسة طارئة للبرلمان، أثناء عطلته، مشيراً إلى أن «المعارضين السوريين» يشعرون بأن العالم تركهم وهم يطالبون بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بذل المزيد من الجهود في سبيل إخراج الأزمة السورية من الطريق المسدود.

يذكر أن النائب البريطاني عقد، قبل أسبوع، اجتماعا في اسطنبول مع قيادة «الائتلاف المعارض». ووجه اتهامات بـ «القتل الممنهج للمدنيين» إلى حكومتي دمشق وموسكو، مشددا على أن روسيا، الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ترتكب يوميا «جرائم حرب»، حسب ادعائه.

وهدد وودكوك بتسديد سلاح الجو البريطاني ضربات إلى القواعد العسكرية التابعة للقوات «الموالية للرئيس الأسد»، ردا على اختراق الطيران السوري

منطقة حظر جوي فوق حلب، يمكن إقامتها. وقال: إن مقترح إقامة منطقة حظر جوي، سيوضح لروسيا وسورية بأننا سنرد على كل مرة ترمون فيها البراميل المتفجرة على المدنيين، بقصف الأهداف التابعة النظام. قوتنا النارية تتجاوز ما لديكم. ستعقد هناك جلسة طارئة بهدف إقناع الحكومة البريطانية باتخاذ الخطوات».

بدورها، أعربت النائب أليسون ماك غوفيرن، الرئيسة المشاركة لـ«مجموعة أصدقاء سورية» في البرلمان البريطاني، عن دعمها لمبادرة وودكوك، زاعمة: أن مواصلة القتل العشوائي للمدنيين والأطفال تجلب العار على البشرية بأكملها.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن التفكير في ضرب المطارات العسكرية السورية «ألعاب خطيرة» في ظل وجود أنظمة دفاع جوي روسية هناك.

أضاف لافروف، في حديث للقناة الأولى الروسية، أمس، إن هنالك تسريبات مفادها أنه يمكن استعمال صواريخ مجنحة لضرب المطارات العسكرية السورية، لمنع إقلاع الطائرات السورية منها. ولفت إلى أن رئاسة الأركان الروسية «تفاعلت مع هذه التسريبات».

واعتبر ذلك «لعبة خطير» بما أن روسيا موجودة في سورية، بطلب من الحكومة الشرعية ولها قاعدتان في هذا البلد: واحدة حربية جوية، في حميميم والأخرى، نقطة إمداد بالمواد والتقنيات في طرطوس، حيث توجد منظومة دفاع جوي لحماية منشآتها.

أضاف: نحن ندرك جيدا أن العسكريين الأميركيين يفهمون ذلك. وأنه يجب التعقل وعدم الاحتكام إلى العواطف وشرارات الغضب الآنية. وأكد، أن موسكو ترى أن الإدارة الأميركية لا تملك استراتيجية شاملة في تعاطيها مع الملف السوري.

ولفت إلى وجود «مواقف مختلفة داخل الإدارة الأميركية، وهناك مجموعات مختلفة، بينهم من يُغلب الدبلوماسية، في التعامل في الملف السوري وآخرون يرغبون في ترك استخدام القوة خيارا قائما». وتابع: إن الولايات المتحدة لا تقوم بخطوات جدية بخصوص تنظيم «جبهة النصرة». مضيفا: لقد سألت وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حول ما إذا كانوا يريدون إبعاد «جبهة النصرة» الإرهابية عن القصف، ليتم استخدامها كقوة أساسية في مرحلة معينة لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد. وقد أقسم كيري ونفى ذلك وقال إنهم يحاربونها.

وبخصوص القصف في حلب، قال لافروف، إن دعوتهم إلى وقف القصف في حلب مريبة، لأنهم على الرغم من أن القوى المتواجدة في هذه المدينة، هي بالأساس «جبهة النصرة»، إلا أنهم يقولون إن من بين مقاتلي «النصرة» يوجد معتدلون اضطروا للانضمام إليها.

وأوضح أن تنظيم «داعش» بدأ يتلقى ضربات جدية، فقط، بعد تدخل سلاح الجو الروسي، بدعوة من الحكومة السورية. وأنه لا يمكن مقارنة كثافة الغارات الروسية ونتائجها، بما تقوم به طائرات التحالف. مشيرا إلى أن المقاتلات الأميركية تعود، في أغلب الأحيان، إلى قاعدة «أنجرليك» التركية، أو القواعد الأخرى التي تستخدمها، بالذخيرة التي أقلعت بها.

إلى ذلك، أكدت الخارجية الروسية، في بيان لها أمس، إن مشروع القرار الفرنسي بشأن سورية، الذي عرض في مجلس الأمن، كان سيساعد الارهابيين في حلب بحمايتهم من القصف الجوي. مشيرة إلى أن نص القرار كان مسيسا وأحادي الجانب.

ميدانياً، كثف الجيش السوري عملياته العسكرية في ريف محافظة حماه الشمالي. وتمكنت وحداته من السيطرة على بلدات الكبارية والكراح ومزارعها الغربية ومحطة القطار وتل الحمرا. في حين نفذت مدفعية الجيش عمليات قصف تمهيدي، استهدفت تجمعات المسلحين وتحصيناتهم في بلدة معان.

وكان الجيش السوري قد سيطر أمس الأول، على بلدات الطليسية، الشعثة، القاهرة، رأس العين والمطار الزراعي بريف حماة الشمالي الشرقي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى