بان: إنكار مجزرة صنعاء لا يُفيد فالأدلة قوية
ارتفعت أصوات الحرب والخيار العسكري بقوة، بعد دعوة زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي والرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، إلى مهاجمة الاراضي السعودية رداً على استشهاد المئات من اليمنيين وجرح مئات آخرين، في غارة سعودية على مجلس عزاء في صنعاء.
واستمرت ردود الفعل، أمس، على هذه الجريمة ـ المجزرة، حيث اعتبر الأمين العام للأمم المتحد، بان كي مون، أن الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن، تسببت بـ»مجزرة هائلة ودمرّت منشآت طبية وبنية تحتية حيوية أخرى».
ودعا بان لأن تكون هناك محاسبة على كلّ الأفعال المروعة، التي تحدث في إطار الحرب في اليمن. معتبرا أن قصف قاعة العزاء في صنعاء «انتهاك صارخ للقانون الإنساني والدولي وهجوم بلا قلب»، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة صنعاء، قائلاً: إن «الإنكار في اليمن لا يفيد فالأدلة قوية».
وكان منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكلدوريك، طالب بتحقيق، مستقل وعاجل، بخصوص مجزرة صنعاء.
وقال في مؤتمر صحافي: لقد شاهدنا ما حصل في مجزرة صنعاء وتفاجأنا بما رأيناه. مضيفا: نطالب بتحقيق عاجل.
بدوره، طالب القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان في اليمن، علي تيسير، الأمم المتحدة تشكيل لجنة محايدة للتحقيق بمجزرة صنعاء. وقال: لدينا الأدلة على أن منفذ مجزرة صنعاء هو التحالف السعودي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ولنظيره السعودي عادل الجبير: قلق واشنطن العميق بشأن الغارة الجوية الأخيرة، على مجلس العزاء في اليمن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر: إن الوزير كيري رحب في اتصال هاتفي مع المسؤولين السعوديين، بالتزام الأمير محمد بن سلمان، إجراء تحقيق شامل وفوري في الهجوم على مجلس العزاء، داعيا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث. حسب تعبيره.
وفيما تستمر، لليوم الثالث، عملية البحث بين الانقاض عن ضحايا الغارات، التي استهدفت مجلس العزاء، يواصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، السعي لعقد جولة جديدة من محادثات السلام، تشير التطورات على الأرض، إلى أن النجاح لن يكون حليفها، هذه المرة.
وفي حصيلة شبه نهائية، أعلنت وزارة الصحة اليمنية، أن حصيلة مجزرة صنعاء بلغت 113 شهيداً و607 جرحى، اضافة إلى 34 جثة متفحمة ومجهولة الهوية حتى الساعة.
وكانت مصادر سياسية يمنية، كشفت أن التحالف السعودي رفض السماح لطائرات إجلاء طبية بنقل جرحى مجزرة قاعة العزاء في صنعاء، بالتزامن مع رفضه تشكيل لجنة تحقيق دولية فيها، في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة اليمنية تظاهرة حاشدة غداة المجزرة.
ميدانياً، نفت حركة «أنصار الله» أي صلة لها بالهجوم الصاروخي الذي استهدف مدمّرة أميركية، قبالة سواحل الحديدة. كما نفى مصدر عسكري يمني، أي علاقة للقوات البحرية اليمنية، باستهداف هذه المدمرة.
وكان «البنتاغون» أعلن تعرض المدمرة «يو. أس. أس. ماسون» لقصف صاروخي، قبالة سواحل الحديدة اليمنية. لكن الصاروخين اللذين أطلقا، بحسب بيان وزارة الدفاع الأميركية، من الأراضي اليمنية، سقطا في المياه. من دون أن تصاب المدمرة بأذى.
ونقلت «رويترز» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس، قوله: خلال ساعة واحدة، تم رصد صاروخين، أطلقا باتجاه المدمرة المتواجدة في البحر الأحمر، إلا أنهما سقطا في المياه.
وتقدم الولايات المتحدة الأميركية الدعم العسكري للعدوان السعودي في اليمن، بيد أنها أعلنت، في أعقاب المجزرة التي وقعت في صنعاء، أن دعمها العسكري ليس شيكاً على بياض وأن سياستها هذه، قيد المراجعة.
في سياق متصل، قصفت مدفعية الجيش اليمني واللجان الشعبية، أمس، عدداً من المواقع العسكرية السعودية، غرب الجوازات، بمنطقة الطوال بمحافظة جيزان. كما تمَّ إحراق ثلاث آليات سعودية، في موقع الدخان، في المحافظة ذاتها، مما أدى إلى مقتل عدد من العسكريين السعوديين، في وقت استهدف قصف صاروخي المجمع الحكومي بمنطقة زمزم، شرق الموسم بجيزان.
وفي السياق نفسه، تمَّ اطلاق صاروخين، من نوع الصرخة- 3 وزلزال- 2، على حامية موقع قزع العسكري في جيزان. ولم يعرف عدد الإصابات التي خلفها الصاروخان.
وأطلق الجيش اليمني صلية صواريخ «كاتيوشا» على تجمعات للجنود السعوديين في موقع الخضراء بنجران. وحقق إصابات مباشرة.
في غضون ذلك، سقط عشرة شهداء وسبعة جرحى، بينهم نساء وأطفال، في غارات للعدوان السعودي – الأميركي على منزلين في منطقة العشة بمديرية باقم، في محافظة صعدة.
كما استشهد سبعة مواطنين وجرح أربعة آخرون، جراء غارتين لطيران العدوان، إستهدفتا سوق الخميس بمنطقة مران، التابعة لمديرية حيدان، بمحافظة صعدة.
إلى ذلك، شيع اليمنيون في العاصمة صنعاء، أمس، الشهيد عبد القادر علي هلال، أمين العاصمة، الذي استشهد في المجزرة الوحشية التي ارتكبها طيران العدوان السعودي – الأمريكي بحق المعزين في الصالة الكبرى بصنعاء.