احتما ت ضعيفة للعدوان على سورية
حسين عليان
سألني أحد الأصدقاء الإعلاميين، عن احتما ت اتخاذ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قراراً بعدوان عسكري مباشر على سورية، فكان هذا المقال الذى يناقش ضعف احتما ت هذا العدوان وانْ كنا نسقطه بسبب الغطرسة والعنجهية والتهوّر فى مراكز القرار الأميركي المختلفة.
1 ـ ليست هناك ضمانات بإسقاط الدولة والنظام كما تخطط وتطمح أميركا، فإذا حصل العدوان، من دون أن يحقق ذلك، سيخسر الديمقراطيون ا نتخابات وتزيد الأكلاف السياسية على أميركا وأوروبا وحلفائهما الإقليميين، بمن فيهم العرب. وفي المقابل ستتعزز مكانة سورية.
2 ـ توجد للأطلسي قوات برية فاعلة على الأرض، يعتمد عليها. القوات التركية هي الأقوى، لكنها لن تزجّ بها لأسباب لها علاقة بالمصالح مع روسيا وإيران. وهى تخشى امتداد وانتشار الفوضى والتقسيم إلى الدولة التركية.
3 ـ الموقف الروسي لديه قدرات مهمة على الأرض، الجيش السوري زال يمسك، مع حلفائه، بالميدان ويحقق نجاحات فى كلّ الأماكن. وبات أكثر قدرة وثقة، فهو يخوض معركة مصيرية. وا مكانات والحشد التسليحي الروسي فى المنطقة، هو الفاعل في الدفاع والهجوم. وروسيا تدرك إنّ المعركة فى سورية استراتيجية وخسارتها أمام ا طلسي تعنى أنهم سيلاحقونها فى أوكرانيا وعلى أبواب موسكو. لذلك، نرى الموقف الروسي صارما و يقدّم أيّ تناز ت طوال ا زمة. ويبدو أنّ هناك تفاهماً صينياً – روسياً بهذا الشأن. ولو راقبنا الأخبار والتصريحات الصينية، فهي، للمرة الأولى، تدفع بفرقاطة عسكرية لطرطوس، خارج مجالها الحيوي وتتبادل التهديدات مع واشنطن. وآخر تصريح لمسؤول كبير، أنّ الصين لن تقف مكتوفة ا يدي إذا تمّ ا عتداء على سورية وهي لم تطلق تصريحاً كهذا بشأن كوريا الشمالية، التى تشكل جزءاً من محيطها الحيوي. والصين وروسيا تدركان محدودية القدرات ا ميركية الأطلسية، على المواجهة. كما تدركان أنّ الفوضى ستنتشر في كلّ آسيا، حال انتصار أميركا فى سورية. كما أنّ معركة سورية هى المدخل لإقرار النظام الدولي الجديد وبخلافه، ستعاود أميركا والأطلسي ا ستفراد بالعالم وفرض الأحادية القطبية.
4 ـ فقط الكيان الصهيونى والمتصهينين الأميركيين والغربيين والعرب، أصحاب مصلحة فى دفع أميركا والأطلسي لخوض حربهم، لأنهم يدركون أنّ بقاء سورية موحدة وضمن حلف اقليمي دولي، سيفرض عليهم حلولاً كارثية وربما هزيمتهم نهائياً، لا سيما أنّ حلفاء أميركا من الأعراب، فى أسوأ حا ت الضعف والإرباك وانكشف عجزهم فى اليمن والمجزره الأخيرة في صنعاء، ربما تكون مدبّرة لمزيد من إضعاف السعودية وفرض حلّ سياسي للازمة.
5 ـ ا ستعصاء السياسي فى مجلس الأمن وسقوط مشروع القرار الفرنسي بالفيتو الروسي وسقوط المشروع الروسي بمعارضة حلف العدوان ا ميركي وتابعيه عبر ا طلسي فرنسا وبريطانيا، يشكل محاولة غربية لتجربة الضغوط الناعمة والحصول على تناز ت ومكاسب سياسية، عجزوا عن تحقيقها ميدانياً. وكان التصويت المصري إلى جانب القرار الروسي فتاً وواعياً لمخاطر المشروع الغربي وقراراً شجاعاً سيوسع الخلافات مع السعودية والخليج.
لكلّ تلك ا سباب، احتما ت المواجهة العسكرية ستكون ضعيفة. وستحاول أميركا والأطلسي تحقيق نجاحات فى الموصل، لتعويض الخساره فى سورية وتوظيفها فى ا نتخابات والتفاوض بعد الإمساك بالخاصرة الشرقية لسورية.
كاتب وإعلامي