إشادات بعمليّة الشهيد أبو صبيح في القدس: لنصرة الانتفاضة في موازاة محاربة الإرهاب التكفيري
أشادت أحزاب وجمعيّات سياسيّة بعمليّة القدس البطوليّة التي نفّذها الشهيد مصباح أبو صبيح وأسفرت عن قتل وجرح عدد من المستوطنين ورجال الأمن الصهاينة»، ودعت «كلّ الشرفاء في الأمّة والعالم إلى نصرة انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال، في موازاة محاربة قوى الإرهاب التكفيري الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني».
وفي هذا السياق، حيّت هيئة التنسيق لـ«لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة» منفّذ العمليّة، وأكّدت في بيان أنّ «هذه العمليّة النوعيّة تأتي في توقيتها لتعيد البوصلة في اتّجاه مقاومة الاحتلال الصهيوني، وتُسقط المخطّطات الإقليميّة الصهيونيّة الهادفة، من خلال إثارة الحروب الإرهابيّة داخل الدول العربيّة، إلى إشغال العرب بعيداً من قضيّة فلسطين ونصرة مقاومتها وانتفاضتها».
وأوضحت أنّ «أبطال الانتفاضة الفلسطينيّة، رغم الإجراءات التعسّفية والإرهابيّة التي يتّخذها الاحتلال، تمكّنوا من مواصلة انتفاضتهم وتوجيه ضربة قويّة لمنظومة الأمن الصهيوني وإسقاط كلّ محاولات العدو لإخماد الانتفاضة، التي برهنت عبر عمليّة القدس أنّها مستمرّة وتستمد استمراريّتها من إرادة الشعب الفلسطيني ورفضه الاستكانة والخضوع للمحتلّ، وإصراره على التمسّك بحقوقه وعروبته ورفض كلّ المخطّطات الاستسلاميّة الهادفة إلى تصفية هذه الحقوق».
ودعت الهيئة «كلّ الشرفاء في الأمّة العربيّة والعالم إلى نصرة انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال، في موازاة محاربة قوى الإرهاب التكفيريّ الوجه الآخر للإرهاب الصهيونيّ».
من جهته، اعتبر حزب الله في بيان، أنّ «عمليّة الشهيد البطل أبو صبيح تشكّل صفعة للاحتلال كونها حصلت في أكثر الأماكن تحصيناً في قلب القدس وأردت عناصر من النخبة الأمنيّة الصهيونيّة، ما يدلّ على الوعي والدقّة وعمق المعرفة في كيفيّة هزّ النظام الأمني المعادي وتوجيه طعنة قاسية في الصميم له».
أضاف: «أنّ العمليّة التي قام بها «أسد القدس والأقصى» كما هو لقبه قبل استشهاده، تمثلّ دليلاً جديداً على أنّ الشعب الفلسطينيّ الحيّ والمجاهد لا ينسى القدس ولا يتهاون في الدفاع عنها، ويبذل الغالي والنفيس من أجل إبقاء قضيّتها حيّة في وجدان الأمّة من أجل العمل على تحريرها مع كلّ الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة من البحر إلى النهر. ولا بُدّ من التوقّف عند الرسالة الأخيرة التي تركها الشهيد، والتي قال فيها إنّ «الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيداً»، كي تكون حافزاً لكلّ أبناء الأمّة ليوجّهوا طاقاتهم واهتمامهم لحفظ المسجد المهدّد، كما كلّ المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس الشريف، من غدر الصهاينة وإجرامهم».
واذ تقدّم الحزب من «عائلة الشهيد المجاهدة والصابرة، ومن الشعب الفلسطيني المظلوم بأحرّ التبريكات بهذه العمليّة البطوليّة وبأسدها الشجاع»، دعا إلى «أوسع حملة تضامن عربيّة وفلسطينيّة مع المقاومة ومنطقها وفكرها وجهادها، لأنّها السبيل الوحيد لتحرير الأرض المحتلّة، واستعادة الكرامة المستباحة على يد المحتلّين وداعميهم».
وختم داعياً إلى «التضامن مع عائلة الشهيد، ولا سيّما مع ابنته التي اعتقلها الاحتلال بعد افتخارها بالعمليّة البطوليّة التي نفّذها أبوها، والضغط على العدو للإفراج عنها اليوم قبل الغد».
بدوره، أشاد «تجمّع العلماء المسلمين» بالعمليّة، وقال في بيان: «في غمرة الظلام الدامس الذي تعيشه الأمّة، ووسط الضياع الناتج من الاقتتال بين أبنائها وصرف الطاقات في تدمير عناصر القوّة لديها، ينبري شباب فلسطين الأبطال ليقولوا لا بأصواتهم فقط، بل بدمائهم، إنّ القضيّة المركزيّة للأمّة هي في فلسطين، وإنّ الجهاد هو من أجل تحريرها، وكلّ رصاصة تُصرف في غير هذا الطريق تصبّ، شاءت أم أبت، في خدمة العدو الصهيوني، ولا عدوّ لأمّتنا سوى العدو الصهيوني، وإنّ خلافاتنا إنّما تحلّ بالحوار لا بالقتال».
ورأى أنّ «العمليّة البطوليّة تعبِّر عن الحق المشروع للفلسطينيّين بالجهاد من أجل استرجاع كلّ حقوقهم في أرضهم، ورفع الاحتلال عنهم وإنهاء الممارسات الظالمة للعدو الصهيوني».
واعتبر أنّ «قيام العدو باعتقال ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح هو عمل إجراميّ منافٍ للحقوق الطبيعيّة للإنسان، وهنا نتساءل أين هي منظّمات حقوق الإنسان من الممارسات الإرهابيّة للصهاينة؟».
وأضاف: «أنّ استعمال سياسة تدمير البيوت العائدة إلى أهل الشهداء كممارسة انتقاميّة تُنافي منطق العدل، وهنا نحن لا نعترض على أصل تدمير البيت فقط، فالوطن كلّه محتل، ولكن الحجّة دامغة على من يدّعي مدافعته عن حقوق الإنسان وحرية التعبير وحماية العاملين للاستقلال وتحرير بلادهم من الاحتلال، وهم في واقع الأمر لا يجرؤون على مواجهة الصهاينة والولايات المتحدة الأميركيّة».
ودعا الفصائل الفلسطينية كافة إلى أن «تنهج منهج الشهيد في تصعيد المقاومة، وترك الاختلافات السياسيّة جانباً».
وحيّا التجمّع «الشعب الفلسطيني الصامد، وخصوصاً المقدسيّين الذين أثبتوا فشل مقولة قادة الصهاينة من أنّ الكبار يموتون والأبناء ينسون، فقضيّة فلسطين حيّة في نفوس أهلها بلا فرق بين أراض الـ48 والضفة والقطاع، فكلّ شعب فلسطين لن يهدأ حتى تحرير آخر شبر منها، وهذا وعد الله الذي نحن على يقين به».
وأشارت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان، إلى أنّ «هذه العمليّة هي ردّ طبيعي متوقّع ضدّ ما يقوم به العدو الصهيوني الغاصب من اعتداءات إرهابيّة ووحشيّة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وهي تأتي رفضاً لكلّ ممارساته التعسفيّة وإجرامه وجبروته وطغيانه، وردّاً على الاقتحامات المتكرّرة يوميّاً لباحات المسجد الأقصى المبارك، واستمراره في نهج القمع والتنكيل، وسياسة التصفية والاغتيال والاعتقال الإداري التعسّفي من دون رادع».
من جهته، اعتبر «تيار الفجر»، أنّ «هذه المواجهة البطوليّة التي وقعت بين فرد من أفراد الشعب الفلسطيني وبين القوى الأمنيّة الصهيونيّة تؤكّد إصرار المجاهدين على المضيّ قُدُماً في مقاومة الاحتلال ومخطّطاته الاستيطانيّة التوسّعيّة المدعومة والمغطّاة من قِبل الإدارة الأميركيّة المعادية، وهذا ما يبعث الآمال الكبيرة بأنّ دعوات التفرقة المذهبيّة والطائفيّة لن تلقى آذاناً صاغية من قِبَل شعب فلسطين الذي يحتلّ موقعاً مركزيّاً على خارطة المنطقة».