قانصو: ثبت عدم جدوى الثنائيّات والثلاثيّات والمطلوب صيغ مفتوحة يشارك فيها الجميع لحلّ الأزمة باسيل: ما يُرمى من إشاعات عن أوراق مكتوبة وصفقات مدبّرة لا يمتّ إلى الحقيقة بصِلة
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو بحضور عضو المجلس الأعلى النائب أسعد حردان وعميد الإعلام معن حمية، في مركز الحزب، رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ووفد من قيادة التيار ضمّ الوزير الياس بو صعب والنائبين نبيل نقولا وأمل أبو زيد.
جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامّة والمستجدّات.
وبعد اللقاء، قال باسيل للصحافيّين: «من الطبيعي أن نلتقي بقيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، في إطار جولتنا على القوى السياسيّة، فما يجمعنا هو الكثير من الأمور الوطنيّة المشتركة. واليوم تتوفّر الفرصة للتعبير عنها وإعطائها مساحة أوسع، لأنّنا نعتبر أنّه كلّما اتّسعت مساحة التفاهمات، كلّما استطعنا أن نطوّر أنفسنا وننتقل ببلدنا إلى مساحات مشتركة أوسع، نستطيع أن نجد من خلالها نُظماً انتخابيّة أكثر تطوّراً، وقانوناً انتخابيّاً يعطي تمثيلاً فعليّاً لكلّ المكوّنات السياسية والحزبية، وليس الطائفيّة وحسب، وعندما نتحدّث عن وحدة وطنيّة، نحن اليوم أمام فرصة حقيقيّة لتحقيقها، ومع حزب مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي، يمكننا أن نجد الهامش الأوسع الذي يمكن أن يتنفّس البلد من خلاله، ويسير باتّجاه قدرة أكبر لصياغة تفاهمات وطنيّة تنقلنا من الواقع الذي نعيشه اليوم».
أضاف: «هناك الكثير من العقبات أمام تحقيق هذه الأمور، وقد تأكّدنا خلال زيارتنا أكثر عمّا يُرمى في البلد من إشاعات وأفكار لا تمتّ إلى الحقيقية بصِلة، عن أوراق مكتوبة وصفقات مدبّرة، وكأنّ قدر اللبنانيّين أنّهم عاجزون عن التفاهم وطنيّاً إلّا من خلال تقاسم الدولة وموارد البلد الطبيعيّة وغير الطبيعيّة».
وتابع باسيل: «المؤسف أنّ هناك فكراً قائماً على التوزيع والمحاصصة من دون أن نفكّر أنّ الحصة الكبيرة يجب أن تكون لقيام الدولة، أمّا نحن فمشروعنا هو الدولة، وبناء الدولة، ونملك اليوم فرصة لبنائها على أساس الشراكة الوطنيّة الصحيحة، فلنتلقّف هذه الفرصة، ولنكن معنيّين بأن نشارك جميعاً فيها، وهي لا تحمل استبعاد أحد على الإطلاق، ومبدؤنا هو أنّ التفاهم مع طرف لا يكون على حساب استبعاد طرف آخر. وفي المقابل نحن أمام واقع مرير سيستمرّ ويتفاقم، وهذا ما نحاول منعه، من خلال التشاور الذي نقوم به، ونتأمّل استكماله عندما يصبح لدينا معطيات سياسيّة أنضج وأقرب إلى الأمور التي تحدّثت عنها».
من جهته، صرّح رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو للصحافيّين قائلاً:
«وضَعَنا وفد قيادة التيار الوطني الحر برئاسة رئيس الحزب الوزير جبران باسيل في صورة الحراك الرئاسي ومستجدّاته، فشكرناهم على هذه الزيارة، وأعربنا عن تمنّياتنا بأن تتوصّل الجهود المبذولة هذه المرة، إلى تفاهمات تُخرج لبنان من أزمته السياسيّة».
أضاف: «لا شكّ أنّ انتخاب رئيس للجمهورية أمر لا يتقدّم عليه أمر آخر، وهو شرط لانتظام عمل المؤسّسات، ونريد حصول هذا الانتخاب اليوم قبل الغد، لأنّ أوضاعنا التي يضربها الاهتراء على كلّ صعيد، لم تعد تحتمل المزيد من إطالة الشغور الرئاسي.
ولا شكّ أيضاً في أنّ الوقت باتَ داهماً لوضع قانون جديد للانتخابات النيابيّة، إذ لم يعدْ يفصلنا عن الانتخابات النيابيّة غير أشهر محدودة، الأمر الذي يتطلّب الإسراع في التفاهم على قانون جديد، فالكلّ يرفض التمديد للمجلس النيابي، ويرفض اعتماد قانون الستين كأمر واقع، ونحن نجدّد دعوتنا لوضع قانون يساهم في انصهار اللبنانيّين، وفي تعزيز وحدتهم، ويحقّق صحة التمثيل وعدالته، وهذا القانون المنشود يعتمد النسبيّة ولبنان دائرة انتخابية واحدة».
وتابع قائلاً: «إنّنا نتطلّع إلى تفعيل التواصل والتفاعل بين جميع القوى السياسيّة، فالثنائيّات، والثلاثيّات، وغيرهما من الصيغ المماثلة، هي صيغ جُرّبت في مراحل سابقة وثبت عدم جدواها. وحدها الصيغ المفتوحة التي يشارك فيها الجميع قادرة على صياغة الحلّ لأزمتنا السياسيّة».
وختم قانصو: «من هنا دعوتنا إلى أن تستأنف طاولة الحوار أعمالها لبلورة التفاهمات حول رئاسة الجمهوريّة، وقانون الانتخابات النيابيّة والحكومة المقبلة وغيرها».
«الديمقراطي اللبناني»
وكان باسيل والوفد المرافق التقى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في خلدة. وبعد اللقاء، لفتَ باسيل إلى «أنّنا نسعى إلى أن نجمع كلّ البلد، ونوضّح الصورة التي لدينا، ونسمع الآراء والتخوّفات التي يمكن الشعور بها والتي تصيبنا».
وأشار إلى «أنّنا على مفترق طريق بإعطاء لبنان فرصة توافق تُترجَم بانتخاب رئيس للجمهورية، ونرى أنّ هناك إمكاناً ليكون هناك فرصة ونريد المحافظة عليها». وقال: «إنّنا أمام مفترق طرق، فإمّا التوافق أو المجهول، ولم يعد باستطاعة أحد تحمّل تداعيات التعطيل، وسنردّ على محاولات التخريب بمزيد من العمل الداخلي لتحصين أيّ اتفاق».
وردّاً على سؤال عن تغريدة القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري، قال باسيل: «هذا الموضوع يُسأل عنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أمّا نحن فمعنيّون بالناحية الداخليّة من الموضوع. ثمّة من أدخل الخارج إلى هنا، فمن ذهب إلى الخارج هم المسؤولون عن تخريب الداخل اللبناني، أمّا نحن فننطلق من هذه الأصالة اللبنانيّة».
من جهته، قال أرسلان: «نشجّع التقارب بين اللبنانيّين، ونؤيّد التقارب بين رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، لكن لا يمكننا أن نحكم على هذا التقارب قبل أن نسمع موقفاً واضحاً من الرئيس الحريري حيال ترشيح عون، ولا يمكننا أن نستند إلى تصريحات إعلاميّة، ونحن في انتظار إعلان الترشيح لأخذ الخطوات اللازمة».
وأضاف: «أنّنا متّفقون مع العماد عون على أنّه إذا أقدم الرئيس الحريري على ترشيحه فسيكون لنا لقاءات مكثّفة، وخصوصاً مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لنكون صفّاً واحداً»، مشدّداً على أنّه «يجب ألّا نتلهّى ببعضنا البعض، لأنّ الآتي على البلد أصعب من الذي مرّ، والمطلوب تحصين البلد».
«الطاشناق»
وزار الوفد مقرّ حزب الطاشناق في برج حمود، حيث التقى الأمين العام لـ«الطاشناق» النائب آغوب بقرادونيان.
وصرّح باسيل على الأثر: «الزيارة ليست لتشاور جديد، فالطاشناق وأمينه العام في جوّ كلّ ما حصل، لأنّنا في بيت واحد وتكتّل واحد، إنّما اليوم نوجّه رسالة لأهميّة احترام كل مكوّن من المكوّنات السياسيّة والتأسيسيّة في البلد، خصوصاً إذا كانت تعيش حالات إبعاد واستبعاد، وعندما نقوم بتفاهمات وطنيّة كبيرة نحمي جميع المكوّنات ونحمي بعضنا ونحافظ على بعضنا، وما يُساق عكس ذلك غير صحيح، فكلّ انتفاضتنا السياسيّة هي للخروج من هذه المفاهيم بأنّه يمكننا أن نكون معاً، والبلد يتّسع للجميع، وهذه لحظة للاجتماع والمزيد من القوة بالاتحاد داخل تكتّلنا ومجتمعنا».
سُئل: هل ستستكمل الجولة؟
أجاب: «التيار اتّخذ أمس القرار في الهيئة السياسيّة، وتكلّمنا مع الطاشناق واتّفقنا، وهذا سيُستكمل بتفاوت على درجات لنغطّي الحلقة الكاملة من التشاور مع أكبر قدر من الكتل والأفرقاء والمرجعيّات، وكلّ همّنا القول إنّنا لسنا في لحظة لقنص أيّ موقع أو التقنيص على أحد، بل هي لحظة للوحدة نستثمرها لمصلحة الجميع».
سُئل: ما رأيك في ما نُقل عن برّي عن رفضه انتخاب العماد عون؟
أجاب: «صدر تعليق عن مكتب الرئيس برّي، وكلّ شخص حرّ في موقفه، والقواعد التي نناضل لتكريسها هي التعامل المتساوي بين بعضنا كلبنانيّين، ونحن نحب أن نتعامل مع الناس كما يتعاملون معنا، وهذه القاعدة عندما تطبّق على الجميع نعيش بعدالة».
بدوره، قال بقرادونيان: «زيارة معالي الوزير على رأس وفد التيار مرحّب بها، وتبادلنا الاستحقاق الرئاسي والتطوّرات الأخيرة والعمل الجادّ لإيصال الجنرال عون إلى الرئاسة كممثّل حقيقي للأكثريّة الساحقة من اللبنانيّين، وأعتقد أنّنا كنّا على تواصل مستمرّ مع قيادة التيار والوزير الصديق باسيل، لكن هذه الزيارة كانت مناسبة لنضع النقاط على الحروف وندرس الموضوع بعمق أكبر».
«تكتّل التغيير»
من جهةٍ أخرى، ترأّس عون الاجتماع الأسبوعي لـ«تكتّل التغيير والإصلاح» في الرابية.
وعلى الأثر، قال أمين سر التكتّل النائب إبراهيم كنعان: «إنّنا على بعد يومين من ذكرى 13 تشرين الأول، التي يعتبرها البعض ذكرى حزينة، والبعض يعتبرها خسارة».
أضاف: «علينا أن نجدّد الوعد لشهدائنا وكلّ شهداء لبنان، فلن نتراجع عن حقوقنا وعن لبنان الديمقراطي والشراكة الوطنيّة».
ودعا الجميع من دون استثناء إلى النزول إلى الشارع الأحد في 16 تشرين الأول لإحياء الذكرى، وقال «لممارسة حريّتنا يجب أن نكون موجودين، ولنكون موجودين يجب أن نحترم ميثاقنا».