يوسف لـ«سبوتنيك»: وقف تزويد مصر بالنفط السعودي ردّ على موقفها في مجلس الأمن حيال سورية
قال خبير اقتصادي، إنّ ترديد السعودية أنباء وقف تزويد مصر بالنفط مجرّد «قرصة أذن» للحكومة المصريّة، نتيجة اختلاف وجهات النظر المصريّة السعوديّة في العديد من المواقف خلال الفترة الماضية على المستويين السياسي والاقتصادي.
وأوضح ناصر يوسف، أنّ «السعودية أوقفت بالفعل الإمدادات البتروليّة خلال تشرين الأول الحالي، وهو ما تسبّب في عودة أزمة شحّ السولار والبنزين من محطات توزيع الوقود، وتجدّدت أزمة اصطفاف السيارات في الشوارع، وظهور السوق السوداء من جديد». وأضاف: «السعودية تريد من مصر اتّخاذ خطوات صعبة لإصلاح اقتصادها المنهَك، والتوقّف عن الاعتماد عليها في تلبية احتياجاتها الماليّة، ولا سيّما مع الأوضاع الماليّة الصعبة التي تعانيها جرّاء انخفاض أسعار النفط، وعلى رأس تلك القرارات تخفيض الدعم وخفض الجنيه لتقليص العجز المتفاقم في الموازنة».
وتستهدف السعودية حسب يوسف- توصيل رسالة لمصر تعبّر فيها عن غضبها من قرار تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السوريّة، إلى جانب الصين وفنزويلا، والذي دعا إلى الاسترشاد بالاتفاق الأميركي الروسي لإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، ووقف الأعمال العدائيّة فوراً، وفصل قوات المعارضة المعتدلة عن مايسمى «جبهة فتح الشام» النصرة سابقا ».
وأكّد أنّ «مواقف مصر الموالية لروسيا تمثّل مصدر قلق للسعوديين، بسبب مواقف روسيا المتقاربة مع سورية وإيران، بجانب تباين المواقف بين البلدين بخصوص عدد من القضايا الإقليميّة من بينها اليمن، وبالتالي فإنّ أرامكو السعوديّة ستواصل ضخّ البترول لمصر بعدما تتعلّم مصر الدرس جيداً بتدخّل من قبل القيادات السياسية العليا في البلدين»، مشيراً إلى أنّ إبلاغ مصر شفهيّاً بهذا القرار يؤيّد هذا الطرح.
وتابع: «تخفيض أوبك إنتاج النفط إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميّاً، بينما كان الإنتاج يبلغ 33.47 مليون برميل في آب الماضي، لن يؤثّر على قدرة السعودية على تدبير احتياجات مصر البترولية، وكلّ ما تريده السعودية من تداول هذه الأنباء قرصة أذن فقط».