بوتين: «بريكس» ترفض الضغوط على الدول وانتقاص سيادتها
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رفض مجموعة «بريكس» ممارسة الضغوط على الدول واستخدام القوة ضدها وانتقاص سيادتها. مشيرا إلى أهمية هذا الموقف، مع محاولة بعض الدول تمرير مواقفها الأحادية.
وفي حديث أدلى به لوكالتي» IANS « الهندية و«نوفوستي» الروسية، عشية قمة «بريكس» المزمع عقدها في الهند، يومي 15 و16 من تشرين الأول، أكد بوتين أن مجموعة «بريكس» تتوسط العوامل الرئيسية في صياغة عالم متعدد الأقطاب.
كما جدد التأكيد على تمسك بلدان «بريكس» بمبادئ القانون الدولي وإسهامها في تعزيز الدور الرئيس للأمم المتحدة. مشيرا إلى تطابق مواقف بلدان المجموعة، حيال القضايا الدولية الملحة، بما فيها الأزمة السورية والتسوية الشرق أوسطية. وإلى الأهمية الخاصة لدور المجموعة على هذا الصعيد.
عن القضايا المطروحة على طاولة البحث في القمة، اعتبر بوتين أن اللقاء المرتقب في الهند، سوف يمثل فرصة سانحة لتنسيق بلدان المجموعة مواقفها تجاه القضايا الدولية، ذات الأهمية. مشددا على تمسك المجموعة بمكافحة الإرهاب وصد خطر المخدرات والفساد والعمل المشترك على تسوية النزاعات وضمان الأمن الدولي.
وعبّر عن قلقه ونظرائه في «بريكس»، حيال الاضطراب الذي يعانيه الاقتصاد العالمي. آملا في أن تفتح قمة «بريكس» آفاقا جديدة أمام الدول الأعضاء، على المسارين الاقتصادي والإنساني.
وأشار إلى التدهور الحاد الذي شهدته الأوضاع في أفغانستان، في غضون الأشهر الماضية، إذ أخذت حركة «طالبان» تزحف على المدن الأفغانية الكبرى، بعد أن بسطت سيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، في هذا البلد.
أضاف: لا يزال التوتر يخيم على الفضاء الممتد بين الهند وروسيا. ومما يقلقنا، بشكل خاص، الوضع في أفغانستان، الأمر الذي يحتم علينا اتخاذ إجراءات حاسمة لمساعدة هذا البلد، في مواجهة التحديات المتمثلة في أخطار الإرهاب والتطرف والمخدرات.
ولفت في المناسبة، إلى وحدة الموقف الروسي والهندي الداعم لجهود التسوية الأهلية في أفغانستان، استنادا إلى مبادئ القانون الدولي. مشيرا إلى اهتمام موسكو ونيودلهي بالتعاون المتعدد الأطراف في دعم أفغانستان على الصعيد الأمني وعلى مكافحة المخدرات وضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وختم بالقول: بلادنا متمسكة بضرورة تطوير السبل التي تتيح الرد السريع على التحديات الأمنية والعمل المشترك على صد الأخطار المحتملة والوقاية منها.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن تأييد بلاده للتعاون المتعدد الأطراف في القطب الشمالي وحل القضايا الملحة هناك، مع الأخذ بمصالح جميع الدول المطلة على الدائرة القطبية الشمالية.
وفي برقية بعث بها إلى المشاركين في «المؤتمر الدولي للتعاون في القطب الشمالي» المنعقد في موسكو، تحت عنوان: «التحديات الجديدة ومسارات التنمية»، كتب لافروف: تتمسك روسيا بتعزيز التعاون المتعدد الأطراف وبحل القضايا الملحة في الدائرة القطبية الشمالية، استنادا إلى مبادئ القانون الدولي والحوار القائم على الاحترام المتبادل، مع الأخذ بمصالح جميع الدول المطلة على الدائرة القطبية الشمالية.
أضاف: تنطلق بلادنا في موقفها تجاه هذه القضايا، من مبدأ أن المجلس القطبي، يمثل الحلبة الرئيسة لمواجهة التحديات المشتركة وصياغة أجندة العمل اليومي الإيجابية.
وأوضح أن: وزراء خارجية بلدان المنطقة، تبنوا في أيلول الماضي، بيانا مشتركا حددوا فيه الدور الرئيس للمجلس القطبي. مشيدا بأداء هذا المجلس في ضمان التنمية المستدامة في القطب الشمالي والحفاظ على الأمن والاستقرار والارتقاء بالمستوى المعيشي لسكان الشمال الأقصى، من الكرة الأرضية.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روغوزين، في كلمته أمام المؤتمر: نرى في الدائرة القطبية الشمالية حلبة للحوار والتعاون. ونعتزم الرد بحزم على أي مساع لجلب النعرات أو المؤامرات وسياسة التعصب والمجابهات.
أضاف: إن الخيار الروسي، يتمثل في الحل المتحضر لجميع القضايا العالقة، استنادا إلى مبادئ القانون الدولي. وأكد انفتاح موسكو على التعاون، في هذه الاتجاه، على المستويين الثنائي والمتعدد.
ولفت روغوزين إلى أن سياسة العقوبات الغربية، سمحت لروسيا بتطوير التعاون مع دول آسيوية في منطقة القطب الشمالي. موضحاً أن هذه السياسة، وفرت فرصا جديدة للتعاون في منطقة القطب الشمالي، مع شركائنا من آسيا، خصوصا في المجال الاقتصادي، في إنشاء مشروعات مشتركة كبرى في قطاعي الطاقة والنقل، على أساس الاستثمار في حقول النفط والغاز.
وأشار في هذا السياق، إلى مشروع «يامال» المشترك مع الصين، لإنتاج الغاز المسال ومشروع حقل «فانكور» المشترك مع الهند. وكذلك، إلى التعاون مع اليابان وكوريا في بناء السفن للتنقيب عن النفط والغاز، في القطب الشمالي وبشكل خاص إلى إقامة مصنع «زفيزدا» الضخم لبناء وصيانة السفن والغواصات في إقليم بريموريه.
وتابع: إن وزارة التنمية الاقتصادية أعدت مجموعة من 150 مشروعا، تبلغ قيمتها حوالى 80 مليار دولار، لتنفيذها قبل عام 2030. مشيرا إلى أن حوالى 80 في المئة من مصادر تمويل هذه المشروعات، هي من خارج الميزانية العامة.
كما أعلن أن موسكو، تنوي بناء كاسحة جليد ضخمة، قادرة على العمل في أي ظروف مناخية وكسح طبقات الجليد التي يتجاوز سمكها خمسة أمتار. مؤكداً أن الحكومة الروسية تعتبر منطقة القطب الشمالي ميدانا لاختبار تكنولوجيات وطنية جديدة، لاستخدامها لصالح الدولة وقطاع الأعمال الكبرى.
وأشار إلى خطة لاختبار أنواع جديدة من الوقود والمواد، يمكن استعمالها في ظروف البرد القاسي وكذلك، إنشاء طائرات صغيرة وسفن من نوع «النهر البحر»، لاستخدامها في ظروف القطب الشمالي.
وفي ختام كلمته، دعا روغوزين المشاركين في المنتدى، إلى منتدى «القطب الشمالي أرض الحوار»، المزمع عقده في مدينة أرخانغيلسك الروسية، في 30 اذار 2017. مشيرا إلى التقليد السائد في المنتديات الروسية، التي جرت العادة فيها أن يحضرها الرئيس فلاديمير بوتين.