وحدي

أقف وحدي على قمّة الهاوية

أحاول خلق كائناتٍ لتحوم حولي

علّها تكسر صومعة الوحدة التي تفتك بي

منسيّة أنا

متعفّنة مشاعري ومتحجّرة من تفشّي العزلة فيها

تمنّيت وجود أحدٍ إلى جانبي بشدّة

شخصٌ يمسح دموعي المالحة

ويربّت على كتفي كالأب الحاني على طفلته

شخصٌ أجد ملاذي في ثناياه

وأرقد فيها بمأمنٍ عن كلّ شيء!

ناديت حتى ملّ منّي النداء

فلجأت إلى فراشي مرّات عدّة

للهروب من الواقع والضغوطات

لكنّ النوم حلّ موقتٌ

وحقنة مخدّرة ليس إلّا!

كمحتضرٍ تشبّث برمشة أمل

أيقنت أنّني لست بحاجة

إلى كائنٍ واقعيّ

خلقتُ كائنات خيالاتي

المريضة وأحسنتُ صنعَها

نعم!

وصلت حدّ الجنون الذي يجبرني

على عيش فصام الخيالات

من فرط الكآبة المعتّقة في عروقي!

رحلةٌ تعيسة مجبرة على سيرها

وحدي حتى النهاية!

وحدي فقط

ولا أحدَ إلى جانبي

غير نفسي

وخيالي وبقايا حنين!

لانا أبو جودة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى