هل الحاسة السادسة أحد الأوهام؟
كثيراً ما نسمع قول إن فلاناً عنده حاسة سادسة، وفي ظننا أنه متوّهم، حيث لا توجد إلا الحواس الخمس، وما عداها يعتبره الكثيرون خيالاً كاذباً.
وظلت الحاسة السادسة محط اجتهادات علمية وفكرية واحتار المختصون في تفسيرها، وارتبطت تفسيرات منذ القدم بقدرة بعض الأشخاص الخارقة على التنبؤ والحدس نتيجة ذكاء كبير.
وسمّيت هذه الحالة بتوقع اللامرئيات والإدراك خارج الحواس باستقبال «الحس العميق»، أي الإدراك اللاشعوري للحركة وللتوجه الحيّزي الناشئ عن المحفزات داخل الجسم.
ويقصد بالإدراك اللاشعوري للحركة وللتوجّه التصورات المكانية وضع جسم الإنسان في الفضاء وكيفية التكيّف مع البيئة المحيطة.
وقد تكون الحاسة السادسة أو الحسّ العميق الذي نعتمد عليه عند تغيير السرعات في السيارة مثلاً حاسة قائمة بحدّ ذاتها لارتباطها بجين يدعى «بيزو 2»، بحسب ما تمّ نشره في مجلة بريطانيا الطبية الجديدة، ونقلته إذاعة مونت كارلو الدولية.
ويقول أحد كتاب الدراسة كارستين بنيمان من «المعهد القومي للاختلالات العصبية وحالات الجلطة الدماغية» في مدينة بيثيسدا الأميركية إنه إذا كان هناك خلل في الجين فقد يؤثر فقدان هذا الحس سلباً على تنسيق الإنسان حركاته.
وتعود نتيجة الدراسة إلى اهتمام الباحثين بالحالة الصحية لصبيين كانا يتشابهان من ناحية المرض الجيني النادر ومن ناحية انحراف العمود الفقري لديهما وشعورهما بصعوبة المشي ومعاناتهما من النقص الجزئي في حاسة اللمس ومن ضعف الإدراك اللاشعوري للحركة وللتوجه في البيئة المحيطة.
وقد فسر الباحثون هذه الاختلافات الحسية بين الصبيين في أن العمى الجلدي الجزئي حصل لديهما نتيجة العيوب في البروتين الخاص بجين «بيزو 2».