من هنا وهناك وصارت لاتحاد الكتّاب اللبنانيين… نقابة!
وأخيراً، حظي اتحاد الكتّاب اللبنانيين بنقابة تحمي أعضاءه وتكفل لهم حرّية التعبير وتصون حقوقهم وضمانهم الصحّي والاجتماعيّ.
هذا الإعلان على أهميته، لم يلغِ مرارة واقع الحال التي يتجرّعها اتحاد الكتّاب اللبنانيين بسبب الوضع المأزوم الذي يعتري وجوده كمؤسّسة ثقافية فاعلة لطالما تمّ التعامل معها على أنّها «جمعية ثقافية»، وحالة من «ضيق اليد» وصلت حدّ العجز عن تسديد مخصّص الموظف الوحيد في مكاتب الاتحاد. ويبقى الإنجاز الكبير أنه تمكّن من تسديد إيجار الشقّة التي فيها مقرّه.
هذه المعاناة لخّصها بكثير من الألم، أمين عام اتّحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، في كلمة ألقاها خلال حفل إطلاق كتابَين، تكريماً للشاعر محمد علي شمس الدين، والكاتب محمد كريم، كما أُطلق خلال الحفل كتاب المؤتمر الدوري للاتحاد لعام 2015 تحت عنوان «نحو استراتيجية ثقافية للوطن».
وأكّد فانوس أنّ العراقيل لم تنل من عزيمة الهيئة الإدارية في الاتّحاد، في سعيها الدؤوب إلى الحفاظ على موقعه التاريخي كمرجعية ثقافية عريقة، وُجدت لتستمرّ وتبقى. وقال: «نطمح إلى إنشاء فروع للاتحاد تنتشر في لبنان كلّه، ونطالب بأن يكون للكاتب قصر، أسوة بنقابات الصحافة والأطبّاء والمحامين، وألّا يبقى محصوراً في مبنى قديم يقع في وطى المصيطبة، في شقة مؤلّفة من غرفتين وصالون، وأن تعود مجلّته إلى الصدور».
ووجّه فانوس الشكر إلى وزارة الثقافة للعناية التي توليها للاتحاد. أما بالنسبة إلى حفل التكريم، فأشار فانوس إلى أنّها المرّة الأولى التي يُصار فيها إلى تكريم مثقّفين عبر إصدار كتاب يجمع إنتاجهم الأدبيّ، بدل توزيع الدروع والأوسمة.
الاحتفال الذي أقيم في قصر الأونيسكو بحضور الدكتور فيصل طالب ممثلاً وزير الثقافة، وبحضور حشد من المثقفين جلّهم من جيل المكرّمَين. كان لافتاً فيه غياب الشعراء الشباب، إذا ما استثنيا الشاعرة حنان حمدان التي قدّمت المتكلمين.
وتحدّث على التوالي كل من دزيريه سقال بِاسم الهيئات الثقافية، أسعد السكاف، ثمّ كريم وشمس الدين. وتخلّلت الاحتفال استراحة موسيقية مع العازفين بلال ورضا بيطار.
«حارة خارج التغطية»… كوميديا الأزمة السورية للموسم المقبل
يعمل صنّاع الدراما السورية خلال هذه الفترة على قدم وساق، في محاولة لدوران عجلة تصوير الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني المقبل. وكما جرت العادة خلال سنوات الأزمة السورية باتجاه عدد من الأعمال نحو الاغتراف ممّا أنجبته الأزمة ليصنعوا منه قصصاً يطرحونها تارةً بقالب اجتماعيّ، وطوراً في إطار الكوميديا على نمط المضحك المبكي.
فها هو الكاتب الشاب فادي حسين أنجز نصّاً للموسم الجديد يحمل عنوان «حارة خارج التغطية»، ويتناول فيه الأزمة من ناحية اقتصادية بقالب اجتماعيّ كوميديّ، متطرّقا إلى فئة معيّنة من الناس ضمن حيّ شعبيّ، وكيف أضحت حياتهم خلال الحرب على سورية.
وفي تصريح إلى «البناء»، لفت مخرج العمل محمد عبود إلى أن كاميرا تصوير العمل شُغّلت أواخر أيلول، وستنجز عمليات التصوير كاملة في مدينة دمشق وريفها.
وعن لائحة أبطال العمل الذي تنتجه «شركة المجرة للإنتاج السينمائي والتلفزيوني والتوزيع»، أشار عبود إلى مشاركة كل من الفنانين: أندريه سكاف، أحمد رافع، إيمان عبد العزيز، أريج خضور، بسام دكاك، أسيمة يوسف، طوني موسى، جمال العلي، أكرم التلاوي، سمير الشمّاط، ورغدة هاشم، إضافة إلى ثلّة من أبطال الدراما السورية.
ونوّه عبود باختلاف قائمة نجوم عمله عن القوائم التي اعتادها متابعي الأعمال الكوميدية في محاولة منه لكسر القاعدة بتكرار الأسماء على الدوام، فاختار عدداً من الفنانين المعروفين، وعلى التوازي اختار عدداً من الوجوه الشابة مراهناً على ما سيصنعه معهم.
كما يمتد رهانه على رؤيته الخاصة لأسلوب التصوير، متمنياً أن ينجز الأفضل ويترك بصمة جميلة لدى الجمهور.
وختم عبود حديثه بالتأكيد على أنه كمخرج يسعى بالدرجة الأولى إلى إيصال رسالة لكلّ العالم مفادها أنّ السوريين، ورغم كلّ ما مرّوا به، ورغم جراح بلدهم، ما زالوا مصرّين على العمل وتقديم كلّ ما بوسعهم.
«الخطأ المطبعي»… معرضاً لوزارة الثقافة!
خطأ في ترقيم الصفحات، تمّ التنبّه إليه بعد طبع كتاب «قرن من الصحافة في لبنان 1858 ـ 1958»، الذي أعدّته «المؤسّسة اللبنانية للمكتبة الوطنية» عام 2010. هذا الخطأ حوّل الكتاب إلى «غير قابل للتوزيع»، فارتأى القيّمون، لا سيما في وزارة الثقافة، أن يُحوّل «الخطأ» إلى معرض، بهمّة 55 فناناً لبنانياً. وفعلاً، أقيم المعرض تحت عنوان «الكتاب بتصرّف الفنّ»، إذ تبرّع الفنانون بمجمل معروضاته من قطع فنية ولوحات، مساهمة منهم في مشروع إعادة تأهيل المكتبة الوطنية التي وُضع الحجر الأساس لها عام 2009 في مبنى كلّية الحقوق ـ الصنائع.
أقيم المعرض في قاعة القراءة الرحبة، وسط جوّ اتّسم بالرقيّ والاتقان، يشيان بالجهد الكبير الذي بذله القيّمون على «غاليري جانين ربيز»، الذين نظّموا المعرض لصالح وزراة الثقافة والمؤسسة اللبنانيية للمكتبة الوطنية.
المعرض المستمر لغاية يوم الأحد 13 تشرين الثاني المقبل، ويستحقّ الزيارة مجدّدا للوقوف أولاً على كافة الأعمال الفنية المقدّمة، وثانياً للاطّلاع على التحسينات التي طرأت على مبنى المكتبة الوطنية.
إعداد: اعتدال صادق شومان ـ آمنة الملحم