مملوك في القاهرة للتنسيق وموسكو تعلن عن هدنة الخميس في حلب
قام رئيس مكتب الأمن الوطني في سورية، اللواء علي مملوك، بزيارة رسمية إلى القاهرة، بناء على دعوة من الجانب المصري، استمرت يوماً واحداً، التقى فيها اللواء خالد فوزي، نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.
وأفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية، أنه تم الاتفاق خلال الزيارة، على تنسيق المواقف سياسيا بين سورية ومصر. وكذلك، تعزيز التنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن المباحثات الدولية بشأن تسوية الأزمة السورية، يمكن أن تستمر وفق صيغة «لوزان». وقال: «أعتقد أنه ليس من الممكن فقط، بل من الضروري المضي قدماً في هذه الصيغة».
وأضاف ريابكوف: إن روسيا لن تترك التهديدات الأميركية بفرض عقوبات عليها، من دون رد فعل. وأشار إلى أن رد موسكو ليس شرطاً أن يكون مماثلا. وقال: التهديدات التي تنهال من واشنطن ولا تتوقف، ردنا واحد: إنه دليل على ضعف الإدارة الأميركية وانعدام الآلية في ترسانتها، بما يسمح بالتوصل إلى اتفاق على أساس واقعي.
وأشار الى أن النموذج الوحيد، الذي يمكن أن يعمل لحل أزمة حلب، هو مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا. وقال: «النموذج الرئيسي الذي يمكن استخدامه مع بعض التعديلات وعلى الأرجح، يمكن تحقيق نتائج باستخدامه، هو نموذج دي ميستورا، حول إنشاء ممرات إنسانية وحول معايير محددة لإيصال المساعدات الإنسانية. ثم مناقشة هذا الموضوع في لوزان.
وأعلن أن قرار الهدنة الإنسانية والوصول إلى حلب، لا يجب أن يفرض، بل يجب بحثه والتوافق عليه. وأن كل يوم وكل أسبوع يمر، يؤثر بشكل معين على المبادرات وعلى الاقتراحات وعلى السياسة.
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن هدنة إنسانية في حلب، تبدأ الخميس المقبل، من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الرابعة مساء، حيث ستتوقف فيها القوات الجوية الروسية والحكومية السورية عن توجيه الضربات.
وقال الفريق سيرغي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات في الأركان الروسية: إننا ندرك أن تنسيق جميع المسائل المتعلقة باستعادة وقف إطلاق النار في حلب قد يستغرق وقتا طويلا. ولذلك قررنا ألا نضيع الوقت، وأن نبدأ بإعلان فترات تهدئة إنسانية، بالدرجة الأولى لمرور المدنيين بحرية، ولإجلاء المرضى والمصابين ولخروج المسلحين.
أضاف: إن روسيا تدرس المسألة مع الأمم المتحدة والدول التي تملك تأثيرا على «جبهة النصرة» حول إخراج الجماعات المسلحة من حلب، وفقا لمبادرة دي ميستورا. وتابع: لدينا معلومات حول محاولة المسلحين التخفي بين المدنيين وإلقائهم السلاح وحلقهم اللحى. ونوجه نداءنا إلى قادة الجماعات المسلحة غير المشروعة، بأنهم سيتمكنون من الخروج من شرق حلب عبر ممرين، من دون أية عوائق.
وأكد انشاء ستة ممرات انسانية اضافية، للسماح للمدنيين، الذين يريدون الخروج من أحياء حلب الشرقية، بالخروج منها. ولفت إلى أن سكان الأحياء الشرقية سيبلغون بأوقات وقف القصف، عبر منشورات ستسقطها طائرات.
وكشف عن استمرار تدفق الاسلحة المتطورة الى المسلحين في سورية، من ضمنها صواريخ «tow» الأميركية المضادة للدروع. مشددا على أن ما يسمى «قوى المعارضة» في سورية، تعمل بناء على أوامر من تنظيم «جبهة النصرة». ومن يخالف الأوامر يقضى عليه.
وفي سياق متصل، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد يبدأ اليوم، مباحثات مع تركيا وإيران والسعودية، حول مستقبل سورية السياسي.
وقالت موغيريني للصحافيين، بعد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: سيبدأ الاتحاد الأوروبي بدءا من يوم غد اليوم محادثات، لا سيما مع تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية. وسنستمر في العمل مع مجموعات مختلفة من المعارضة السورية وجماعات مختلفة، بما في ذلك المجتمع المدني والنساء والأقليات المسيحية.
أضافت: إن الاتحاد الأوروبي دعا لوضع حد لقصف حلب. وكذلك، لاستمرار المحادثات مع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة. وأن الأولوية الرئيسية الآن إنقاذ حلب، إنقاذ سكان حلب. لذلك، نحن نحث بشدة موسكو ودمشق على وقف قصف حلب ومواصلة المحادثات مع الولايات المتحدة وغيرها من اللاعبين الموجودين في المكان، من أجل تجنب، قبل كل شيء، وقوع كارثة إنسانية في المدينة. بحسب تعبيرها.
وأكدت، من جهة أخرى، عدم وجود أي اقتراح من أي دولة في الاتحاد، لفرض عقوبات ضد روسيا بسبب الوضع في سورية.
من جانبه، قال وزير خارجية لوكسمبروغ جان أسيلبورن، إنه لا يمكن التوصل إلى توافق بشأن فرض عقوبات على روسيا، بسبب الوضع في سورية. وفي الوقت ذاته، إن مثل هذه الخطوة ستكون مضرة.
ميدانياً، كشف قائد العمليات الميدانية لحلفاء الجيش السوري في حلب، أن لديه معلومات عن أن أميركا والسعودية و«إسرائيل» يعملون على نقل مقاتلي «داعش» من الموصل إلى سورية. وأن الدعم الذي تقدمه «إسرائيل» لتنظيم «داعش» يجب الوقوف عنده مليّاً.
ودعا إلى الكشف عن الجهات الدولية التي تمنع الوصول إلى حلول في حلب. وأكد وجود تعاون مع الحكومة السورية لإيجاد حل لدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين. ولفت، وفق معلومات حصل عليها، إلى أنه تمّ الإيعاز من الخارج، للمسلحين، لتعطيل دخول المساعدات.