دمشق: معركة تحرير الموصل معركة سورية
أكدت القيادة العامة للجيش السوري، إن معركة تحرير الموصل وكل الأراضي العراقية، هي معركة سورية أيضاً، مشيرة إلى أن أي محاولة لعبور الحدود، هي بمثابة اعتداء على السيادة السورية. وكل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابياً وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة.
وقالت القيادة في بيان: «بعد بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل من عصابات «داعش» الإرهابية وفرار الإرهابيين تحت وطأة الضربات التي تتلقاها على يد أبطال الجيش العراقي، بدأ يتضح المخطط الخبيث لداعمي الإرهاب الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، لتأمين طرق وممرات عبور آمنة لإرهابيي «داعش» الفارين من الموصل باتجاه الأراضي السورية».
أضافت: إن الهدف من تأمين تلك الممرات، هو الحفاظ عليهم وحمايتهم من جهة، وتعزيز التواجد الإرهابي داخل الأراضي السورية، من جهة أخرى، في محاولة لفرض واقع ميداني جديد في المنطقة الشرقية، باتجاه دير الزور والرقة وتدمر.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، إن قرار وقف القصف الجوي على حلب، إشارة إلى «إرادتنا الطيبة». وإنّ تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري، هو إبداء حسن النية، دعماً للفصل بين المعارضة و«النصرة» في حلب.
أضاف: إنها خطوة حسن نية، جاءت أملاً في أن يستخدم شركاء روسيا هذه الهدنة، التي أعلن عنها، من أجل فصل «جبهة النصرة» والتنظيمات الشبيهة بها، التي تدعمها وتسلحها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والإقليمية «عن المعارضة المعتدلة».
وتابع: هناك خيارات عدة للفصل بين الإرهابيين والمعتدلين، بينهما مجرد طرد «النصرة» من حلب. وأن روسيا ستدعم هذه المقاربة بالذات، التي تنص عليها خطة المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا.
وكشف لافروف عن أن المشاركين في لقاء لوزان، اتفقوا على عقد مشاورات للخبراء العسكريين في جنيف، حول الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في حلب. وأن اللقاء الأول بين الخبراء، سيعقد اليوم. مضيفا: «اتفقنا مع كيري على استئناف عمل الخبراء العسكريين في جنيف، من أجل إخراج النصرة من حلب». وعلى الجماعات المسلحة التي ترى أنها لا تؤيد أو تتبع «جبهة النصرة»، أن توقّع اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وكشف مصدر في مكتب المبعوث الأممي إلى سورية، عن أن ممثلين عن تركيا، قطر، السعودية، الولايات المتحدة وروسيا، سيشاركون في مشاورات جنيف حول الفصل بين المعتدلين والإرهابيين.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن القوات الجوية الروسية والسورية أوقفت، أمس، قصف المسلحين في منطقة حلب، داعياً الدول ذات النفوذ، لإقناع قادة المسلحين بضرورة وقف القتال ومغادرة المدينة.
وقال شويغو، في اجتماع أمني، إنه «ابتداء من الساعة العاشرة صباح اليوم أمس ، توقفت ضربات طيران القوات الفضائية الجوية الروسية والقوات الجوية السورية، في منطقة حلب». موضحاً أن وقف الضربات الجوية بشكل مبكر، مطلوب لفرض «هدنة إنسانية» في 20 تشرين الأول.
وأشار إلى أن وفداً من الخبراء العسكريين الروس وصل إلى جنيف، حيث تبدأ اليوم مشاورات خبراء عسكريين من عدد من الدول، حول فصل الإرهابيين عن المعارضين في حلب. مضيفاً: إن المبادرة الروسية حول إعلان «هدنة إنسانية» في حلب، ستساعد على إنجاح عمل الخبراء.
وأوضح أن القوات السورية ستنسحب، قبل بدء الهدنة الإنسانية، إلى مسافة تسمح للمسلحين بمغادرة حلب الشرقية، عبر ممرين خاصين: طريق «الكاستيلو» ومنطقة سوق الحي.
بدوره، وصف الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الهدنة الإنسانية المقررة في حلب، بأنها فرصة لإحياء الاتفاق الروسي – الأميركي حول الهدنة على كامل أراضي سورية.
ونفى بيسكوف أن يكون تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب، تمهيداً للهدنة الإنسانية، مرتبطاً بالهجمات الإعلامية والاتهامات الموجهة إلى روسيا، على خلفية تدهور الوضع الإنساني في المدينة. مشدداً على أن هذه الخطوة تأتي في سياق مواصلة روسيا محاربة الإرهاب في سورية، وتسوية الوضع في محيط حلب.
وامتنع الناطق الروسي عن التخمين بشأن إمكانية إيقاف عمليات القصف الجوي نهائياً، في حلب. ورجح أن يكون القرار بهذا الشأن، الذي سيتخذه العسكريون، مرتبطاً بمدى نجاح العملية الإنسانية هناك. ومدى نجاح أولئك الذين يتمتعون بالتأثير على الإرهابيين، في إقناع عناصر تنظيم «النصرة» بمغادرة المدينة، لتبدأ بعد ذلك عملية فعلية للفصل بين المعتدلين والمتطرفين.
وفي سياق متصل، أكد عدد من التنظيمات الارهابية في حلب، رفضه الانسحاب من أحياء حلب الشرقية، بحسب مبادرة دي مستورا.
وصرح الارهابي زكريا ملاحفجي، المسؤول السياسي لتنظيم «فاستقم كما أمرت»، بأن «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام». في حين قال الفاروق أبو بكر، القيادي في حركة «أحرار الشام الإسلامية» الارهابية «إن مقاتلي المعارضة سيواصلون القتال في المدينة». وأضاف: «نحن عندما حملنا السلاح بداية الثورة لندافع عن شعبنا الأعزل، عاهدنا الله ألا نتركه»، مدعياً أنه «لا يوجد أي إرهابي في حلب» بحسب تعبيره.