خسارة مشرّفة للعهد بمواجهة القوّة الجوية
ضيّع فريق العهد، سفير لبنان في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، فرصة الوصول إلى المباراة النهائيّة بعدما خسر المباراة الفاصلة أمام ضيفه فريق القوة الجويّة العراقي، وخلال اللقاء تقدّم العهد مرتين استعداداً للصعود فوق منصّات التتويج، لكن ما كلّ ما يتمنّاه «العهد» يدركه. ميدانيّاً، خسر العهد خسارة مشرّفة، وما قدّمه لاعبوه خلال مسيرتهم في هذه البطولة يصنّف في خانة الإنجاز، لأنّهم لعبوا بروح قتاليّة أمام فرق لها صولاتها وجولاتها حتى وصلوا إلى المواقع الأماميّة، وهنا لا بدّ من رفع القبّعة تقديراً للجمهور العريض الذي واكب بفعاليّة من مدرجات المدينة الرياضيّة في بيروت، أكثر من خمسة آلاف شجّعوا وما هدؤوا ولا وهنوا، وخلف الشاشات تسمّرت العيون وخفقت القلوب، تارة ترتسم علامات الفرح عند التقدّم العهداويّ وأخرى تتلاشى الابتسامات مع معادلة الأرقام، إلى أن انتهت المباراة بتقدّم الفريق العراقي بنتيجة 3 ـ 2 الشوط الأول 2 ـ 1 لمصلحة العهد، قاد المباراة الحكم السريلانكي ريتشارد بريرا.
وفي التفاصيل الفنيّة، فقد استفاد الفريق العراقي من التحاق كافة عناصره التي كانت غائبة عن لقاء الذهاب بين الفريقين في الدوحة 1 ـ1 ، وخصوصاً مهاجمه القناص حمادي أحمد، وبعد بداية سريعة وهجمات متبادلة مصحوبة بضغط من الفريقين لافتتاح التسجيل، ارتكب الدفاع العراقي «فاولاً» داخل المربع ضدّ المهاجم أحمد زريق فاحتسب الحكم ضربة جزاء سدّدها نور منصور ببراعة داخل المرمى د12 ، ولم ينعم «العهداويّون» طويلاً بفرحة التقدّم، فقد أثمرت هجمات العراقيّين عن إدراك التعادل عن طريق ثعلبهم حمادي أحمد د27 ، بعد ذلك أمعن حسن شعيتو «موني» في المشاركة الهجوميّة إلى جانب موسى كبيرو ومحمد حيدر ودينيس إيغوما، حتى نجح بتسجيل هدف مباغت من خارج المربع د35 عبر تسديدة سكنت إلى يمين الحارس، مستفيداً من انشغال الدفاعات العراقيّة بمراقبة محمد حيدر وكبيرو، ثمّ انتهى الشوط الأول بتقدّم العهد 2 ـ 1 .
وفي الشوط الثاني، وفي ضوء التراجع اللبناني للمحافظة على التقدّم ورجوع بعض اللاعبين إلى الخلف، بالمقابل واصل الضيوف في شنّ الهجمات من كافة الاتجاهات، مع تميّزهم في المحافظة على لياقتهم وقوتهم البدنيّة، وهذا ما سهّل مهمّتهم في إدراك التعادل، وكان لهم ما أرادوا ولكن عبر لاعب العهد نور منصور عن طريق الخطأ د71 ، الذي حوّل الكرة برأسه داخل مرمى حارسه محمد حمود لتصبح النتيجة 2 ـ 2 وهي في ميزان التأهّل لمصلحة العراقيّين، ومع جملة من التبديلات بهدف تحقيق هدف الفوز والتأهّل لأصحاب الأرض، انقلبت الموازين لمصلحة القوة الجويّة، حيث نجح مهاجمهم بشار ريسن بتسجيل هدف التقدّم د77 ، ثمّ تراجع العراقيّون إلى الخلف مع اللجوء إلى تشتيت الكرات وإضاعة الوقت وصولاً إلى إطلاق صافرة النهاية للإعلان عن تأهّلهم إلى المباراة النهائيّة، وتبدو حظوظهم مرتفعة لإحراز اللقب الآسيوي. الجدير ذكره، أنّ المسابقة انطلقت في العام 2004 إلى جانب مسابقة كأس أبطال الدوري، ومن أصل 11 نسخة لم تحرز دول شرق آسيا اللقب إلا مرّة واحدة، فيما توّجت الفرق العربيّة بلقب البطولة الآسيويّة الثانية على مستوى الأهميّة 10 مرات.