نافذة على الماضي الجميل
يكتبها الياس عشّي
حدثني جَدّي قال:
مات الرجل الطيّب لم يعرفه أحدٌ إلا بهذا الاسم الذي طالما أغرق أهالي الحي، بتحياته الصباحية، وتواضعه، وأفكاره النيرة، وتسامحه الديني، واحترامه للآخر، وثقافاته المتنوّعة.
استيقظ الحيّ على النبأ. كانت أجراس الكنائس وأصوات المؤذنين تشترك معاً في نعي الفقيد، فهرول الجميع إلى منزله، وسارع أصحاب الحوانيت إلى إغلاق حوانيتهم، وأعلن الحيُّ الحداد لثلاثة أيام لم تفتح في أثنائها نافذة.
وتسأل: لماذا؟
ويأتيك الجواب: هذا الرجل الطيب لم يحنِ رأسه لأحد، ولم يتخلَّ يوماً عن تواضعه. رجل كهذا اختفى اليوم من ذاكرة المدن والأحياء والقرى.