روسيا تهدد بغلق سمائها بوجه الغرب رداً على العقوبات
هددت موسكو بفرض قيود على تحليق الطيران المدني التابع لشركات غربية عبر أجوائها في حال أقر الغرب عقوبات إضافية على قطاعات اقتصادية روسية.
وقال رئيس الوزراء دميتري مدفيديف، إنه في حال فرضت عقوبات إضافية ضد روسيا على قطاعي المال والطاقة فإن بلاده ستضطر للرد على هذه العقوبات بشكل آخر، كفرض حظر على الطيران المدني الغربي عبر الأجواء الروسية، مشيراً إلى أن العديد من شركات الطيران والنقل الجوية الغربية ستتكبد خسائر فادحة وتشهر إفلاسها لو اضطرت للطيران خارج المجال الجوي الروسي.
وأكد مدفيديف أن هذه العقوبات لن تساعد في إحلال السلام في أوكرانيا، مشيراً إلى رغبة البعض في استخدام القوة في العلاقات الدولية، معرباً عن أمله في أن يحتكم شركاء روسيا للعقل ويتخلوا عن فرض مزيد من العقوبات.
وبدأت أزمة العقوبات الموجهة ضد شركات الطيران بين روسيا والغرب نهاية شهر تموز حين قام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على شركة الطيران «دبرولوت» التابعة لشركة «أيروفلوت» الروسية، أدت إلى تعليق رحلاتها الجوية كافة، ما دفع موسكو إلى التفكير بفرض قيود على عبور الطائرات الغربية المتجهة من أوروبا إلى آسيا عبر الأجواء الروسية.
ومنعت روسيا بالفعل بداية الشهر الماضي شركات الطيران الأوكرانية من تنفيذ رحلات ترانزيت عبر أراضيها إلى مجموعة من الدول.
وتستخدم شركات الطيران الأجنبية الممر الجوي فوق سيبيريا الذي يعد الطريق الأقصر للطيران من أوروبا إلى آسيا وهو ما يسمح لشركات الطيران التي تستخدمه بتوفير الوقود ونفقات أخرى.
وتتراوح إيرادات «إيروفلوت» من الشركات المستفيدة من هذا الممر ما بين 200 إلى 500 مليون دولار سنوياً، وقد بدأت هذه الشركات بدفع رسوم التحليق منذ عام 1970.
وأشارت مصادر قريبة من شركات الطيران الأوروبية الكبرى إلى أن شركات «لوفتهانزا»، والخطوط الجوية البريطانية، والخطوط الجوية الفرنسية على علم بهذه المشكلة وتشعر بالقلق بشأن الخسائر المحتملة التي قدرتها بأكثر من 1 مليار يورو في ثلاثة أشهر فقط.
ووفقا لخريطة الطرق الملاحية التي تسلكها الطائرات الأوروبية عبر الأجواء الروسية فإن أكثر الشركات التي ستتكبد خسائر فادحة في حال فرض حظر على عبور الطائرات الغربية فوق روسيا، ستكون شركة الطيران الفرنسية «إير فرانس» والفنلندية «فينناير» والألمانية «لوفتهانزا»، حيث ستضطر إلى سلك طريق أطول وستزيد بالتالي نفقاتها على الوقود، كما تشير بيانات الملاحة الجوية إلى أن نحو نصف عدد الرحلات الجوية البالغة 1.6 ألف رحلة في الأسبوع الأول من شهر آب الماضي عبر أجواء سيبيريا كانت تعود لشركات طيران تابعة للاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في وقت أعلنت المفوضية الأوروبية أن توسيع عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا سيتوقف على تطور الوضع في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية بيا هانسين في مؤتمر صحافي في بروكسيل أمس: «إن وقف إطلاق النار الذي أعلن الجمعة، سيكون بالطبع العنصر الحاسم لتطبيق حزمة العقوبات من عدمه»، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يأخذ في الاعتبار أي تطور للأحداث.
وأضافت المسؤولة الأوروبية إلى أن عملية فرض عقوبات جديدة على روسيا تجرى حالياً على مستوى القمة، ومن المتوقع أن تعلن رسمياً يوم الثلاثاء كحد أقصى.
وفي شأن متصل، أعلن ألكسندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أن الحلف يخطط لزيادة عدد التدريبات الدورية في شرق أوروبا، مشيراً إلى أن «الناتو» ينوي تشكيل قوات للرد السريع وتوفير البنى التحتية المطلوبة لذلك، وأكد أن هذه الإجراءات «تحمل طابعاً دفاعياً ولا تستهدف روسيا».
من جهة أخرى، أكد فيرشبو أن الحلف لا يرى فرصة لاستئناف التعاون العملي مع روسيا ما لم تعد موسكو إلى التزاماتها الدولية. وقال: «أخشى أن تجميد العلاقات سيستمر».