كرامي لوفد «الوطني الحر»: عون فرصة تاريخية «الجماعة» عند «الكتائب»: لعدم إجبارنا على مرشح واحد

سبق إعلان الرئيس سعد الحريري تبنيه ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، لقاءات ومشاورات سياسية ومواقف دعت إلى إنهاء الشغور الرئاسي.

في هذا السياق، استقبل الوزير السابق فيصل كرامي، في دارة والده الرئيس الراحل عمر كرامي، في بيروت، وفداً من قيادة «التيار الوطني الحر» ضم النواب: زياد أسود، ناجي غاريوس، سيمون أبي رميا والوزير السابق نقولا صحناوي، في حضور مستشار كرامي عثمان المجذوب. وتم عرض للأوضاع العامة لا سيما الملف الرئاسي.

بعد اللقاء قال النائب أبي رميا: هذا اللقاء، نعقده اليوم مع أخ وصديق، لاننا نحن والوزير عمر كرامي ننتمي إلى الفريق السياسي نفسه ولدينا ثوابت استراتيجية مشتركة. وبالتالي، نشعر أننا عائلة واحدة. في هذا البيت لا يمكننا إلا أن نتذكر آل كرامي وما قدموه للوطن من الجدود، إلى العم والأب. اليوم، مع حامل الأمانة الوزير فيصل كرامي، نتذكر روح الشهيد رشيد كرامي. وكذلك الأمر، روح الرئيس الراحل عمر كرامي، الذي كانت تربطه مع العماد ميشال عون صداقة وعلاقة، نؤكد أننا نحمل لواء هذه الصداقة وسنكمل بها لاستمراريتها.

وأوضح، أن الاستحقاق الرئاسي كان العنوان الأهم والأبرز في اللقاء. لافتاً إلى أن كرامي «كانت لديه مواقف متقدمة في هذا الموضوع. وهذه الزيارة هي لترسيخ وتثبيت استمرارنا في خياراتنا الاستراتيجية وتحالفاتنا الثابتة. هذا الاستحقاق يتطلب تثبيت التحالفات القائمة ونسج تفاهمات جديدة مع كل القوى السياسية في لبنان، لكي نتمكن من انتاج تفاهم وطني يشارك فيه الجميع.

وأكد، أن وجودنا اليوم دليل على أن «التيار الوطني الحر» يده ممدودة وليس من شهر او شهرين، إنها ممدودة منذ سنوات، من تاريخ نشوء التيار الوطني الحر، هي سياسة قائمة على مبدأ الاحترام لكل شركائنا في الوطن.

وقال: سررنا بلقاء الوزير كرامي، هو ليس نائبا ولا يملك الصوت في صندوق الاقتراع في مجلس النواب، لكننا سنحمل صوته وأفكاره ومشروعه من خلال إيصال العماد عون لرئاسة الجمهورية.

بدوره، رحّب كرامي بوفد «التيار الوطني الحر»، الأخوة والاصدقاء والحلفاء. مؤكداً أن وجهات النظر متطابقة، كالعادة، فالتشاور لم ينقطع أساساً بيننا.

وتابع: أختصر موضوع الاستحقاق الرئاسي بثلاثة عناوين: الأول ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي وأنا لا اتكلم فقط عن انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن المهم هو إعادة إحياء كل المؤسسات الدستورية والتشريعية في لبنان. وهذا لن يحدث إلاّ بانتخاب رأس السلطة رئيس الجمهورية.

أضاف: الأمر الثاني، منذ اللحظة الأولى لترشيح العماد ميشال عون، قلنا إنه فرصة تاريخية للبنان وما زلنا عند هذا الكلام. ومن ثم، تم ترشيح الوزير الصديق سليمان فرنجية. وقلنا إنه المرشح الذهبي لخطنا السياسي. وقلنا من يستطيع أن يؤمن الأصوات الكافية للوصول إلى رئاسة الجمهورية، نحن معه. فالذي يصل يجب أن يحاور ويستوعب الآخرين، لذلك، نحن نرى أن المرشحين صديقان وحليفان ويستحقان وعلى أمل أن يجري حوار بينهما لتذليل هذه الخلافات.

وأردف: الأمر الثالث، لا نريد أن نختبئ وراء إصبعنا، هناك مشكلة جديّة لا يتم حلها إلا بأمرين: الأول، غسل القلوب. والثاني، العودة إلى الدستور. ولفت إلى أن رئيس الجمهورية هو الحكَم، يحاور الجميع وعلى مسافة واحدة منهم. وأكد أن «عون استطاع بما يملك من سياسة، أن يذلِّل معظم المشاكل مع الخصوم السياسيين وردم الهوة مع جزء كبير من السياسيين وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري. ورحبنا بذلك. لذلك، على هذا التفاهم أن يستمر وتكتمل الدائرة».

واعتبر أن «التفاهم يبدأ مع قامة وطنية وسياسية وشعبية كبيرة هي الرئيس نبيه بري، الذي أمسك الجمر في أصعب الظروف واستطاع أن يجمع اللبنانيين على طاولة الحوار، في أصعب الظروف»، متمنياً «أن تذلّل هذه الخلافات ويبدأ الحوار الجدي، من أجل الوصول إلى استحقاق رئاسي ونستطيع أن نُخرج البلد من عنق الزجاجة».

«الديمقراطي اللبناني»

من جهته، عقد المجلس السياسي لـ«الحزب الديموقراطي اللبناني» إجتماعه الدوري برئاسة النائب طلال أرسلان وقرر، حسب بيانه: «إبقاء إجتماعاته مفتوحة انسجاما مع دقة المرحلة»، معتبراً «أن العودة إلى طاولة الحوار، قد تكون حلا ًلإشراك كل الافرقاء في الحل المنشود لانتخاب رئيس للجمهورية. وكذلك، لإضفاء حالة من الثقة في العلاقة بين الشرائح السياسية اللبنانية».

تشاور بين الكتائب و«الجماعة»

وزار النائب عن «الجماعة الإسلامية»عماد الحوت، في إطار جولة على القوى السياسية للتشاور في الاستحقاق الرئاسي، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في بيت الكتائب المركزي، في الصيفي، في حضور عضو المكتب السياسي لـ«الجماعة» وائل نجم. وجرى خلال اللقاء، حسب بيان «الجماعة»، «التشاور في الاستحقاق الرئاسي في ضوء المستجدات، والتحضيرات لجلسة 31 تشرين الأول الحالي».

وأكد الحوت، خلال اللقاء: «ضرورة الإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، على أن يكون من خارج الاصطفاف السياسي المعروف. وعدم إكراه اللبنانيين وإجبارهم على مرشح واحد لا ثاني له».

من جهته، رحّب النائب الجميل بالزيارة. وأكد «إستعداد الكتائب الكامل للتشاور والتنسيق». وجدد موقف الحزب «الرافض لفرض أي مرشح على اللبنانيين». وتم «الاتفاق على التواصل والتشاور حيال أي مستجد يطرأ على الاستحقاق».

الموقفان المصري والتركي

وفي بكفيا، التقى الرئيس أمين الجميل، السفير المصري نزيه النجاري. وتم خلال اللقاء، البحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وأكد النجاري، بعد اللقاء، أن «الموقف المبدئي لمصر، هو أن انتخاب رئيس للبنان، هو في المقام الأول، مسألة لبنانية وعلى القوى السياسية اللبنانية أن تسعى للتوافق وأن تمضي بآليات لبنانية لإنتخاب رئيس». وقال: «لا شك أن هناك دوراً للقوى الإقليمية وللدول الصديقة للبنان، في مساعدة اللبنانيين على التوصل لهدف انهاء الشغور الرئاسي، الذي يضر بمصالح لبنان وبمستقبله. ولا يمكن للبنان، أن يتحمل هذا الفراغ إلى ما لا نهاية. وبالتالي، مصر عازمة على مساعدة اللبنانيين في تحقيق ما يتوافقون عليه، في شكل متوازن، يحقق مصالح جميع القوى السياسية والأطراف في لبنان. فلبنان والمنطقة لا يتقدمان الا بمنطق التوازن وتحقيق مصالح الجميع. وهذا ما نأمل أن يكون عليه الحال».

بدوره، أمل السفير التركي، كاغاتاي أسياد، خلال حضوره معرض صور في بيروت، أن «يتم انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت والانتهاء من الأزمة الموجودة»، لافتاً «إلى أن الدولة التركية تدعم كل الجهود المبذولة في هذا المجال. وإن خيار المرشحين للرئاسة يعود للشعب اللبناني وحده».

الخازن

في غضون ذلك، تساءل رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح «ما إذا كانت التطورات الإقليمية الأخيرة في المنطقة ستساعد على إيصال الإستحقاق الرئاسي إلى نهاياته السعيدة».

وقال: «هل تكتب الخاتمة السعيدة للانتخابات الرئاسية، بعد طول إنتظار وفراغ، مع توافر المعطيات الديمقراطية بين المرشحين المعلنين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية؟».

أضاف: «نحن نراهن على حكمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في إحتضان هذا الإختبار، الذي سينتقل إليه بعد تسمية الرئيس سعد الحريري للرئيس ميشال عون، لإزالة اللغط القائم حول الموقف السعودي الذي سيبقى غير معلن، لا سلباً ولا إيجاباً، تسهيلاً للعملية الإنتخابية التي إستغرقت وقتاً طويلاً في خضم الصراعات العسكرية في اليمن والعراق وسورية والتي أخذت طريقها إلى الحسم في معركة الموصل، التي ستشكل الإنعطافة الكبيرة لمجريات الأمور في المنطقة».

وختم بالقول: «هل تكون التطورات الإقليمية من حولنا مدخلاً للحل الرئاسي في لبنان، بعدما زالت الأسباب الموجبة لتأخيره حتى اليوم؟».

وفي الإطار عينه، نوّه «تجمّع العلماء المسلمين» باستكمال العدة لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، داعياً إلى «تمرير الاستحقاق بشكل آمن من دون السماح لإثارة النعرات سواء الطائفية أو المذهبية»، معتبراً أن «كل من يستغل الوضع لإشاعة هكذا أجواء، إنما يخدم أعداء الوطن والصهاينة ويجب أن يكون، هذا التوافق، فرصة لإعادة إحياء الحياة الدستورية في البلد ومقدمة للتوافق على قانون انتخاب نيابي عصري، يعتمد النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى