«تفاصيل صغيرة»

«تفاصيل صغيرة»

ماذا لو استقرّ في وعينا أو في لا وعينا ـ وهو الأخطر ـ أننا عاجزين عن إحداث تغيير ما في مجتمعاتنا؟ ماذا يحدث إذا سلّمنا أن الفساد قد استشرى وأن لا مجال لصلاح ولا لإصلاح ولا للصالحين من البشر؟ ببساطة، حينئذٍ نحن نترك أنفسنا للسير في تيّار الفساد، لا بل الإفساد، تحت ذريعة «هيك السوق وعلى حسب السوق… سوق».

القضية ببساطة أن هناك فساداً يتم بفعل وفساداً يتم بامتناع عن فعل. كما أن إيجاد مبرّرات لتسويق الفساد هو فساد من نوع ثالث أي بفعل سلبيّ.

أنا لا أدّعي أننا نملك عصاً سحرية تعيد تقويم ما فسد من أخلاق وقيم، لكنني أؤمن أن الله أعطانا درساً في أن كلّ شيء يُبنى على مراحل، خصوصاً حين نبدأ الإشادة من العدم.

ما مناسبة الحديث؟ ما الفكرة؟

حديث جرى في مكتبي، ورأيي أن الفساد إن كان سلسلة يكفي قطع حلقة منه لقطع سلسلته. ويكفي أن يكون أيّ منّا تلك اليد التي تقطع السلسلة. إلى أن تصبح كلّ حلقاتها سليمة. لا أحبّ البكّائين، ولا أصحاب الرؤى الانهزامية ولا المستسلمين للموج يأخذهم حيث يشاء.

إن لم تستطع تطويع الموج، فعلى الأقل تعلّم كيف تدير شراعك ليوصلك إلى حيث تشاء… وللحديث تتمّة.

منى عبد الكريم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى