ورد وشوك

ورد وشوك

بالحبّ والشوق أخذها الحنين لملاقاة الماضي القريب البعيد. لسنوات انقضت زرعتها بالجدّ والعمل الحثيث، يحدوها الأمل في أن تختصر مراحل، فتقترب بسرعة أكبر نحو تحقيق حلمها فوق أرض بلد لا تميد، مهد الرسل والحضارات والزمن الحرّ الجميل .

استقرار، أمان، عيش كريم .

اليوم تسأل نفسها باستغراب شديد: لِمَ لم تعد تفاصيل يومها توجب الاهتمام؟

صمت مخيف يلفّ المكان، توجّس من قادم السنين. صحيح أن المِحنة فاقت كلّ توقّع وتقدير، وقلبت كلّ الموازين، وسمحت لشذّاذ الآفاق سرقة فرحها وأمانها فكانوا وراء معاناتها وأقرانها وكلّ حرّ أبيّ.

لكن، كيف لها أن تستكين لهذا الواقع الأليم؟ وتقبل بهزيمتها أمام ذاتها فتتخلى عن مبادئها أن لكلّ مجتهد في الحياة نصيباً.

أحسّت أنها لم تعد تلك الشابة التي تضجّ بالدماثة والبراءة. فالمِحنة جعلت منها امرأة ناضجة مفعمة بالحبّ والتحدّي. طموحها المجنون يحملها لتواجه اليأس وتقف في وجه الظلم والظلام.

فكرة استحوذت على عقلها وقلبها: أنا قادمة لأنشئ حزباً أنصاره نجوم تبعث في السماء الضياء. أنا قادمة لأضع بصمتي، فأنا ولدت من جديد من رحم المعاناة. أنا قادمة أدعوكم أن تعالوا لتنضمّوا إلى حزب رمزه النقاء.

ياسمينة جذورها تستمدّ الحياة من تراب معشّق برفاة الشباب، لها رائحة تطغى على رائحة الكره والدمار، وتنشر من جديد الحبّ والسلام .

تعالوا لننضمّ إلى حزبها، حزب ياسمين الشام.

رشا مارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى