«الأطفال في الشوارع»… إشكالية للعمل على معالجتها في طرابلس

استكملت «مؤسّسة الصفدي» تدريباتها ضمن المرحلة الثانية من مشروعها «بيت المواطن» الذي يعتبر رائداً في لبنان، والأول من نوعه لجهة إنشاء مركز مفتوح ضمن حرم البلدية، بحيث يشكل نقطة التقاء للمواطنين ومرجعاً أساسياً للمعلومات والاقتراحات المتعلقة بحقوقهم وواجباتهم كمواطنين فاعلين، والذي تنفّذه بالتعاون مع بلدية الميناء وبدعم من سفارة النروج في لبنان، بهدف تفعيل مشاركة الأهالي ليصبحوا لاعبين أساسيين في عملية التنمية الاجتماعية عامة، وتفعيل المواطنة المسؤولة للأهالي ضمن مدينتهم وتطوير مفهوم الديمقراطية.

ولفتت مديرة المشروع سمر بولس إلى أنّ ورشة العمل الثانية التي امتدت على مدى ثلاثة أيام بعنوان «دور المجتمع المدني في تعزيز التنمية المحليّة في مدينة الميناء»، كما الورش السابقة، جاءت لتجيب على هذه الأهداف، من خلال التدريب على التشخيص التشاركي وتحديد الأولويات، إذ نفذ بدعم تقني من د. سميرة بغدادي، الخبيرة في العملين التنموي والبلدي، بهدف تمكين المشاركين من أعضاء الجمعيات الأهلية والكشفية ليكونوا متمرّسين في مفهوم التشخيص التشاركي كأداة أساسية من أدوات رصد الاشكاليات المحلية، الحاجات والموارد، إضافة إلى التمرّس على مفهوم تحديد الأولويات باستخدام تقنيات علمية.

وأضافت: «وبناءً عليه، اختارت مجموعات العمل من الجمعيات المشاركة، إشكالية الأطفال في الشوارع، لتحديد رؤية مشتركة واختيار أولويات التدخل بهدف المعالجة».

وقالت: «كما شملت المرحلة الثانية، تدريبات على آليات المدافعة واقتراح الأنشطة التنموية والتي تولّاها المدرب جان حجار، الخبير التربوي والاجتماعي، فسلّط الضوء على أدوات المناصرة وتقنياتها، إضافة إلى أهمية إتقان الجمعيات أدوات التوعية والتحسيس وتوضيح أبرز الخطوات التي تساعدها في اقتراح مشروع تنمويّ يدعم خطوات المدافعة ورفع الوعي، ويساهم في حل الاشكالية التي اختيرت».

وأشارت بولس إلى أنّ أبرز نتائج الورش التدريبية التي استهدفت الجمعيات: تحضير خطة مدافعة تتشارك فيها مجموعة الجمعيات الأهلية مع لجنة «بيت المواطن» المنبثقة عن المشروع، والمكوّنة من 20 عضواً من الفاعلين في مجتمع الميناء، إذ سيعملان معاً على تطبيقها، إضافة إلى اقتراح أنشطة توعية وتحسيس ونشاط تنموي، تساهم جميعها في حل إشكالية الأطفال في الشوارع. وبذلك، تكون عملية مشاركة الجمعيات الاهلية والكشفية في الميناء في تحليل واقع المدينة وفي السعي إلى لعب دورها كمحرّك أساس في تنمية المدينة، سابقة بل الأولى من نوعها على هذا الصعيد.

علماً أنه، وبعد انتهاء هذه المرحلة، يختتم مشروع «بيت المواطن»، بحفل يتم من خلاله إعلان نتائجه وخطة الاستمرارية على المدى البعيد، والتي ستتولاها اللجنة مع البلدية، بما يتيح لمؤسسة الصفدي وبعد تقييم النتائج، البحث في إمكانية نقل هذه التجربة الرائدة إلى بلدية أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى