قراءات في حرب الموصل
فرضت معركة تحرير الموصل معطياتها على المحللين. هنا قراءتان للدكتور حسن سلمان، والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني محمد عباس.
سلمان: سقوط الموصل كان مدبراً
اعتبر الاعلامي والسياسي العراقي د. حسن سلمان، أن سقوط الموصل كان عملية مدبرة. مضيفا: كنا نسميها عملية تسلم وتسليم. ونعتقد أنه كانت هناك أوامر وخيانات محلية، عبر عائلة النجيفي وبرعاية الولايات المتحدة وتركيا والسعودية. وكان هنالك غض نظر وشراكة من مسعود البرزاني. وطبعا، لا ننسى الرعاية التركية، فكان سقوط المحافظة سريع ومدو. وكرت السبحة لتسقط المحافظات «السنية» صلاح الدين والانبار وديالا.
وتابع سلمان، في حديث لوكالة «أخبار الشرق الجديد»: «إن قرار تحرير الموصل اتخذ وانتهى، من الناحية العسكرية. ولا أرى أن هناك فترة زمنية، كما يتصورها الغربيون، أو كما يقولون أنها ستكون طويلة. والشيء الصعب، بالنسبة لنا كعراقيين وكأهل منطقة، هو ما بعد «داعش»، أو ماذا بعد الموصل؟».
ورأى أن «هناك سيناريوهات عدة، فالتركي دخل على الخط ويريد إعادة النظر في اتفاقية لوزان سنة 1923 . والاميركي يخطط للتأثير على الساحة السورية، من خلال تكديس «داعش» هناك. والسعودية تسعى لأن يكون هناك إقليم سني، أو الذهاب إلى التصعيد عبر إثارة النعرات، الطائفية. وبالتالي، هناك خيارات عدة ستصطدم مع محور آخر، هو ما يسمى «محور المقاومة»، الذي تمثله سورية وإيران والمقاومة الاسلامية في لبنان بالتحالف مع حليفهم الروسي».
عباس: صفحة »داعش« طويت
رأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، محمد عباس، إن معركة الموصل ستنجح حكما وسينجح الجيش العراقي والقوى الرديفة في استعادتها، على الرغم من كل التهويلات والحديث عن أن المعركة ستطول وستكون حرب استنزاف طويلة، فالواقع ليس كذلك، لأن هذا الامر سمعناه في الفلوجة، سابقاً وفي الرمادي، لكن الجيش العراقي والقوى الرديفة، حسموا المعركة في فترة قصيرة.
وقال عباس، في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد: إن أهداف الذين يقولون إن المعركة صعبة وعسيرة، هي الايحاء بأن العراق لا يزال بحاجة إلى مساعدة خارجية.
أضاف: إن «القوات العراقية والقوى الرديفة المحتشدة في المنطقة، كافية لدحر التنظيم من الموصل. وبعد الانتهاء، لا يعني ذلك أن «داعش» انتهى كليا، بل ستبقى له خلايا، كما هو الحال في كل دول العالم وفي لبنان أيضاً. وعندما أقول إن صفحة «داعش» ستطوى في العراق، أنا أعني أنه لن يعود لـ«داعش» ما يشبه الدولة، لأنه استطاع بناء بنية شبيهة ببناء الدولة في الموصل، التي لها رمزية، فعندما تسقط الموصل تسقط البنية الدولتية لـ«داعش» التي حاول إقامتها في العراق». وتابع: «لذلك، أخرجوا من العراق إلى سورية. وبدأت طلائعهم تصل إلى دير الزور والرقة، منذ حوالى الشهر. والقوافل خرجت تحت أعين المخابرات الاميركية والاقمار الصناعية الاميركية وتحت أعين طائرات الاستطلاع، ليكون لهم دور هناك، ضد الدولة السورية. وايضاً، لإبقائهم سيفاً مسلطاً على العراق.
وتابع عباس: «أما بالنسبة للدور التركي في العراق، فأردوغان من خلال أحلامه، التي عبر عنها وطموحاته السلطوية، بمعنى إعادة احياء الخلافة واستعادة رموز وتعبيرات من العهد العثماني، لذلك، وضع مسمار جحا في سورية، في شمال حلب ووضع مسماراً آخر، في بعشيقة، في العراق بموافقة الاميركيين».