«النهضوي الزهراوي»… جديد خليل البيطار
صدر حديثاً عن مطبوعات الهيئة العامة للكتاب في وزارة الثقافة السورية، كتاب «النهضوي الزهراوي» للكاتب خليل البيطار. ويستعرض الكاتب جزءاً من الحياة العملية والمقاومة للشهيد النائب الصحافي الثائر والمناضل عبد الحميد الزهراوي. ويشير الكاتب إلى المشروع الصحافي للزهراوي الذي عمل على إحياء مفهوم المدنية ونشر ثقافة الروح العمومية للشباب والكبار، والتوفيق بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة. حيث عُرف الزهراوي بمناهضته الاحتلال العثماني والموروثات القديمة مع المحافظة على التقاليد الناجعة للشعوب، والذي رزح تحت المراقبة المباشرة من قبل سلطات الاحتلال العثماني في حمص ودمشق والآستانة ومصر بسبب مواقفه السياسية الثائرة، ودأبه على حثّ الشباب للثورة على الظلم والاستبداد، وضرورة إحياء تراثهم المحفّز للنهوض والبناء والتحرّر.
كما حمل الكتاب في طيّاته مقتطفات من بعض المقالات المتسلسلة والمنفردة للزهراوي، وبعضاً من قصائده الفكرية والفلسفية والتأملية والرثائية.
الزهراوي مؤسّس صحيفة «الحضارة» والنائب البرلماني عن ولاية حماة آنذاك، كان أحد روّاد القوافل المشرفة من شهداء السادس من أيار عام 1916 الذين قضوا على يد جمال باشا السفّاح بتهمة الدفاع عن الحقوق والحرّيات والاستقلال. ومن هنا يلفت البيطار، بالتزامن مع الذكرى المئوية لهذه المجزرة الوضيعة بحقّ الإنسانية، إلى ضرورة التماس النور من أرواحٍ قدّمت نفسها قرباناً للدفاع عن الأمة إلى الشباب الحالي والأجيال القادمة، الذين يعايشون مرحلةً المراد منها طمس حرّية الشعوب وحضارتها وإسقاط إنسانيتها، وتعريفهم بماضي أمتهم العريق وتوجيههم إلى واجبهم في إحيائه.