«زهرة النيل» في مصر.. نكبة الفرات ودجلة العراق
ازدادت التحذيرات من انتشار نبتة زهرة النيل في المياه والأراضي الزراعية العراقية، بعد تسليط الضوء عليها من قبل المختصين، ومدوّنين عبر مواقع التواصل لتؤدي الى تشكيل رأي عام حول انتشارها والمخاطر التي قد تنجم عنه في حال تم إهمال مكافحتها.
ووصف البعض في العراق النبتة بـ «الداعشية»، و «السامة» لتقريب فهم المخاطر التي قد تسبّبها ولاستنفار الرأي العام بوجهها، فتم تنظيم حملات للقضاء عليها، وصولاً الى دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره الى محاربتها بسرعة.
وحذر وزير الموارد المائية العراقي الجديد حسن الجنابي عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، موجهاً نداءه الى «المواطنين قبل المسؤولين ولطلاب المدارس والجامعات وسكان المدن والقرى وقادة المجتمع والنشطاء بوجوب إيقاف انتشار هذا الوباء البيئي، قبل التفكير بالمسؤوليات والاسباب وسبل المعالجة»، مشيراً الى ان «الآليات لا تنفع في كل الأماكن وقد اوقفت عملها على حوافي الأهوار لعدم فاعليتها».
وتنتشر زهرة النيل في اكثر من 70 بلداً منها العراق الذي دخلت اليه أواسط الثمانينيات، واتخذت حينها بعض الإجراءات لمكافحتها، لكنها وبسبب طبيعة نموها وانتشارها لم يتم التخلص منها نهائياً فعادت المشكلة من جديد في السنوات الأخيرة.
وتعد زهرة النيل من النباتات المعمّرة وتتميز بكونها عريضة الأوراق ومن الأدغال المائية الطافية Flooding Weed تعوم على سطح الماء بواسطة طوافات تنشرها على سطح الماء وسيقانها قصيرة طافية عادة، ولكنها قد تكون مجذرة في الطين عندما يكون عمق الماء ضحلاً.
وعن الأضرار الناجمة عن زهرة النيل على الموارد المائية، فإنها تأتي في الترتيب الأول من بين أخطر عشرة أدغال في العالم، وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة وعند انتشارها في مياه السدود وخزانات المياه تسبب فقداناً كبيراً في كميات المياه عن طريق النتح المتبخّر من أسطح أوراقه وبمقدار 3,2 3,7 مرة بقدر الماء المفقود من سطح المياه الخالية من النبات. ويسبب هذا المعدل خسائر مائية بمقدار 18375 متراً مكعباً/هكتار خلال ستة شهور.
وكلفة إزالتها ميكانيكياً تكلف مبالغ طائلة اضافة إلى تأثيره السلبي على السدود والجسور خاصة في اوقات الفيضانات فتسدّ مضخات الماء وتعطلها وتشكل مأوى للحشرات التي تنقل مسببات الأمراض التي تصيب الانسان والحيوان. ولا يستفاد منها في تغذية الحيوان لكونه غنياً بالبروتين، وبعض العناصر المعدنية كوسط لزراعة فطر الا ان اضراره الكبيرة تحتّم مكافحته اينما وجد.
وتعتمد طرق مكافحة النبتة ثلاثة مسارات أساسية: الوقائي عبر التوعية والإعلام. والميكانيكي باستغلال القوى الطبيعية الفيزيائية باستخدام تقنيات المكافحة الميكانيكية وتشمل اما ازالته يدويا واتلاف النبات بالتجفيف او الحرق او بواسطة الشباك او استعمال السلاسل المسحوبة بواسطة تركترات وبلدوزرات لتنظيف قنوات الري والبزل او تغطيته بالبلاستك الأسود لحجب الضوء. والحيوي باستخدام عوامل المكافحة الاحيائية، خصوصاً الحشرات في مكافحة الادغال الأرضية، والمكافحات الكيمياوية باستخدام مبيدات الادغال الكيمياوية، والمكافحات الكيمياوية، أما الطرق الميكانيكية فتتمثل بتقليل الاضاءة للنبات للحد من تكاثره حتى تحت مستوى 500 شمعة / قدم وتموت عند انخفاضها الى اقل من 130 شمعة / قدم.